تحقيق لقناة M6 الفرنسية حول الإسلام يثير جدلاً

02 أكتوبر 2016
لم ينتهِ الجدل المصاحب للحلقة بعد (تويتر)
+ الخط -
في الحلقة الأولى من برنامج "ملف تابو" الذي بدأ عرضه على قناة M6 نهار الأربعاء الماضي، اختار الصحافي الفرنسي برنار دو لافيلارديير موضوع الإسلام في فرنسا وتشعبّاته من التيارات الإيديولوجية إلى حركة المساجد وتأثيرها وصولاً إلى الحالة الجهادية الصاعدة.


الحلقة التي لم تنتهِ مفاعيلها حتى اليوم، أحدثت انقسامًا في الوسط السياسي والإعلامي الفرنسي. ففي الوقت الذي اعتبرها البعض اجترارًا لمفاهيم سلبية في حلقة مفرغة، رأى آخرون أنّها أعادت طرح الأسئلة مجددًا حول مأسسة الإسلام وعلاقته بالجمهورية ومدى قدرته على الالتزام بمبادئها.

بين التحقيق الصحافي والبروباغندا الدعائية، انقسم الفرنسيون الذين تابعوا عمل برنار دو لافيلارديير الذي خرج مدافعًا عن التحقيق الذي عمل عليه لأسابيع بعد الاتهامات التي ربطته بقربه من صقور الجبهة الوطنية وبسعيه لترسيخ الصورة التي يريدها الجبهويون عن الإسلام والمسلمين في فرنسا. وشاهد الحلقة 2.5 مليون فرنسي أي ما يعادل نسبة 12.4 بالمئة من نسبة إجمالي الجمهور.


على "ميكرو فولتير"، الموقع الذي أسّسه روبير مينار، قال دو لافيلارديير "البعض يقول إننا نقوم بلعبة قذرة ونروّج لليمين المتطرف، أنا أسأل هؤلاء اليوم: هل تابعتم حقاً الحلقة؟ هل تابعتم الناشطين الذين حاورناهم وهم من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار؟". وأضاف "في التحقيق الذي قمت به أسديت خدمة كبيرة لمسلمي فرنسا ودافعت عنهم وعن ديانتهم في وجه التيارات الوهابية والسلفية والحالات الجهادية المتنامية".

في أول تعليق صحافي على حلقة M6، كتبت سيلين بينا المستشارة السابقة في محافظة ايل دو فرانس مادة طويلة في "لو فيغارو" عنونتها "سبر الحقيقة وعودة المراقبين"، حيّت فيها شجاعة برنار دو لافيلارديير وأدانت كل الأصوات التي خرجت لتتهمه بالإسلاموفوبيا وتسويق خطاب الجبهة الوطنية. وكتبت بينا في مقدّمة المادة "في حلقته الأولى تجرأ برنار.. تجرأ على تابو صنعه الخوف من قول الحقيقة كاملة تحت حجة (معاداة المسلمين)".

كان واضحاً في طرح هذا الملف الشائك بموضوعية ودون تردّد وامتلك شجاعة القول إنّ "هذا الإسلام في فرنسا ليس فرنسياً ولا يستطيع التماهي مع صورة الجمهورية إذا ما أصرّ على الارتباط بشكل كامل، ثقافياً ومالياً وإدارياً، بالعالم العربي-الإسلامي".

على شبكات التواصل، رحّب مناصرو الجبهة الوطنية بالتحقيق الذي عرضته M6 وأطلقوا وسم #DossierTabou للتغريد حول الحلقة وكان دايفيد راشلين المتحدّث باسم الجبهة أول المغردين على تويتر "الإسلاميون بدأوا يفرضون سيطرتهم على المجتمع الفرنسي". بدوره غرّد الرقم 2 في الجبهة فلوريان فيليبو مطالبًا وزير الداخلية برنار كازنوف بطرد عدد من أئمة المساجد وتلزيم المساجد خطابًا إسلاميًا يتلاءم مع علمانية البلاد.

أما ماريون مارشال لوبان فقد دعت ستيفان غاتينيو، عمدة مدينة سيفرون (Sevran)، إلى تقديم استقالته بعد التحقيق الذي عرضته M6 وفيه يُسأل غاتينيون عن عشرات الشباب الذين ذهبوا للجهاد في سورية.

في اليوم التالي للعرض، أصدر غاتينيون بياناً أعرب فيه عن ندمه على المشاركة في تحقيق دو فيلارديير وقال "يحاولون القيام بسبق صحافي على ظهر المدينة ويصبون الزيت على النار في حمّى الحرب التي تخوضها فرنسا ضد الجهاديين".

وعلّق غاتينيون على الكلام الوارد في تحقيق M6 عن المدرسة الإسلامية في المدينة قائلاً "أستعيد ما قاله جيل كيبيل، المتخصص في الإسلام والتيارات الإسلامية، حول مسعى كبير في فرنسا لتصوير بعض المدن على أنها مأوى للجهادين، في تحقيقه يريد برناد دو لافيلارديير القول أنّ مدينتنا سيفرون هي مولانباك فرنسا!".

وحول شراء الأراضي في المدينة من الجمعية الإسلامية لبناء مدرسة خاصة قال عمدة المدينة "الأمور كلها قانونية ونحن لا نخالف النظام أبداً والمدارس إسلامية ومسيحية ويهودية موجودة على كامل الأراضي الفرنسية".



المساهمون