مؤسسات فلسطينية: إسرائيل تسعى لقتل الأسير الصحافي محمد القيق

28 يناير 2016
مؤتمر صحافي للهيئة (العربي الجديد)
+ الخط -
 


حذرت الهيئة الفلسطينية المستقلة لحقوق الإنسان ونقابة الصحافيين الفلسطينيين، اليوم الخميس، من إقدام سلطات الاحتلال الإسرائيلي فعلاً على قتل الأسير الصحافي محمد القيق، والمضرب عن الطعام منذ 65 يوماً احتجاجاً على اعتقاله الإداري، حيث تشير كل تصرفات الاحتلال وأجهزته إلى قتل القيق.

ولفتت المؤسستان، خلال مؤتمر عقدته الهيئة والنقابة في رام الله، اليوم، إلى أن التقارير الطبية تشير إلى أن الوضع الصحي للأسير القيق خطير جداً، فقد دخل في مرحلة حرجة جداً تشكل خطراً على حياته، وحملتا حكومة الاحتلال المسؤولية عن حياة القيق.

وقال مدير الهيئة المستقلة، عمار الدويك لـ"العربي الجديد"، على هامش المؤتمر: "لقد تم توجيه نداءات عاجلة لعدد كبير من المؤسسات الدولية بما فيها المقررون الخاصون للأمم المتحدة، ناشدناهم فيها بالتدخل لحل قضية القيق وإنقاذ حياته".

ووجهت الهيئة نداءات لمؤسسات حقوقية شريكة في أكثر من 106 دول في العالم، وعرضت لهم قضية القيق من أجل التحرك من خلال حكوماتهم للضغط على الاحتلال في قضية الأسير القيق.

ونوّه الدويك إلى وجود خطورة فعلية في الوضع الصحي للقيق، حيث توجد مؤشرات نعتقد من خلالها إلى أن إسرائيل لديها نية في قتل القيق، وكان لا بد من إطلاع الرأي العام العربي والدولي على يجري.

وشدد مدير الهيئة المستقلة على أنه لا بد من دق ناقوس الخطر لحالة الصحافي القيق الصحية، إذ من الممكن تلف دماغه وأن تصبح حياته في خطر حقيقي، والتحرك يجب أن يكون بكافة المستويات من أجل إنقاذ حياة القيق، بعد 65 يوماً من إضرابه المتواصل، وخاصة أن إضرابه بهذه الطريقة التي لا يتناول فيها إلا الماء فقط.

وخلال المؤتمر طالب الدويك في بيان تلاه عن الهيئة، بالإفراج عن القيق الذي يصارع الموت، وحمل حكومة الاحتلال المسؤولية عن حياته، فيما لفت إلى مضي إسرائيل في سياسة الاعتقال الإداري، حيث وصل عدد المعتقلين الإداريين في سجون الاحتلال، الآن، 550 أسيراً إدارياً بلا تهمة، ووصل عدد أوامر الاعتقال الإداري، ما بين أوامر جديدة أو أوامر أخرى يتم تجديدها منذ العام 2000، إلى 25 ألف قرار اعتقال إداري بحق الأسرى الفلسطينيين.

وطالبت الهيئة الأمم المتحدة ومقرريها الخاصين وأجهزتها المختلفة والصليب الأحمر الدولي بتحمل مسؤولياتهم والضغط على الاحتلال لإنقاذ حياة القيق، داعية مجلس حقوق الإنسان وجامعة الدول العربية والدول المتعاقدة على اتفاقية جنيف لعام 1949 والاتحاد الدولي للصحافيين التحرك العاجل لدى الأمين العام للأمم المتحدة وأجهزتها المختلفة وحكوماتهم للضغط على الحكومة الإسرائيلية لإنقاذ حياة القيق والإفراج عنه، وإلغاء سياسة الاعتقال الإداري التعسفية الممنهجة بحق الفلسطينيين.

من جانبه، قال نقيب الصحافيين الفلسطينيين، عبدالناصر النجار، في كلمة له، إن "حكومة الاحتلال والقضاء والمخابرات الإسرائيلية (الشاباك) يكملون بعضهم بعضاً، حيث جاء قرار المحكمة العليا الإسرائيلية، يوم أمس، مخزٍياً يعبر عن عقلية عدوانية احتلالية تجاه الشعب الفلسطيني وتساوقت المحكمة مع الشاباك في ذلك".

وشدد النجار على ضرورة العمل على تشكيل رأي فلسطيني عام، على الرغم من عدم الرضى عن وجود تحرك جماهيري فاعل، ولا بد أن يتحمل الكل الفلسطيني مسؤوليته والقيام بدور فاعل تجاه القيق، وتشكيل رأي عام ضاغط على الاحتلال حتى يعرف أن الفلسطينيين لديهم القدرة للدفاع عن أنفسهم أمام عدوانه.

وشدد نقيب الصحافيين على أنه من غير الممكن أن يدافع العالم عن الحريات، وحينما يتعلق ذلك مع الاحتلال يكون هناك صمت أو همس، لكننا نريد ضغطًاً حقيقياً على الاحتلال بشأن قضية القيق، ولا نقبل المجاملة في الدفاع عن الحريات.

في غضون ذلك، نقل محامي نادي الأسير الفلسطيني في بيان، عن الأسير القيق، إنه "لم يفاجأ من قرار محكمة الاحتلال العليا، يوم أمس، بإبقاء الالتماس المقدّم باسمه معلّقاً بوضعه الصحي"، وشدد القيق على أنه مستمرّ في إضرابه حتى تحقيق حرّيته أو الاستشهاد في سبيل ذلك.

ووقّع القيق على تصريح مشفوع بالقسم يتضمّن تأكيده اختيار إضرابه بإرادته، ويتحمّل ما قد يترتّب عليه من أضرار جسدية غير قابلة للإصلاح، أو الاستشهاد، وأعلن للطاقم الطبي ومصلحة سجون الاحتلال وأيّ جهة أخرى، رفضه إطعامه أو علاجه قسرياً حتى لو فقد الوعي.
من جهته قال النادي إن "الوضع الصحي للأسير القيق مستقرّ على درجة الخطورة ذاتها، فهو ضعيف، وحالته تميل إلى النعاس الدائم، ولديه صعوبة في النطق مع توقف من حين إلى آخر، وأوجاع في جميع أنحاء جسده، إلّا أنه لا يزال بوعيه".

من جهة ثانية، تواصلت الفعاليات التضامنية، اليوم الخميس، مع الأسير القيق، حيث نُظمت وقفتان تضامنيتان معه في كلٍ من مدينتي رام الله ونابلس بالضفة الغربية، رفع فيها المشاركون صور القيق، وطالبوا بضرورة الضغط على الاحتلال للإفراج عنه.

اقرأ أيضاً: الاحتلال يحكم على فلسطيني 14شهرا بتهمة التحريض على "فيسبوك"

المساهمون