صحافي فلسطيني يحصل على جائزة أفضل فيديو لعام 2015

10 يناير 2016
هشام أبو شقرة (فيسبوك)
+ الخط -
حاز المصور والصحافي الفلسطيني هشام أبو شقرة من مدينة بيت لحم جنوبي الضفة، على جائزة أفضل مقطع فيديو في قسم الأخبار ضمن المسابقة السنوية التي تجريها وكالة الأناضول التركية لعام 2015.

وأظهر مقطع الفيديو الذي التقط في الثامن والعشرين من شهر آب/ أغسطس العام الماضي، لحظة محاولة جندي إسرائيلي اعتقال الطفل محمد التميمي من بلدة النبي صالح غربي مدينة رام الله، والاعتداء عليه، وتخليص عائلة الطفل لابنها من بين يدي الجندي بعد عراك شديد بالأيدي.

ويقول أبو شقرة لـ"العربي الجديد" إن مقطع الفيديو لقي تفاعلاً كبيراً بعد نشره، حيث بثّ على فضائيات محلية وعربية وأجنبية، وتداولته وكالات الأنباء ونشر بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي خاصة من قبل النشطاء المهتمين بالقضية الفلسطينية في العالم، ويضيف: أنه نجح خلال هذا المقطع في إيصال رسالة واضحة للعالم عن ما يعانيه الشعب الفلسطيني خاصة الأطفال والنساء من همجية وقمع قوات الاحتلال الإسرائيلي.

ويرى أبو شقرة "إن أهمية توثيق مثل هذه الاعتداءات الإسرائيلية لها قيمة كبيرة من خلال تسليط الضوء على من هو الاحتلال الذي يقمع الفلسطيني كل يوم، والإجابة تكون واضحة عبر مشاهدة مقطع الفيديو من أي شخص في العالم، كذلك يساعد على تشكيل رأي عام عالمي عن ما يدور في الأراضي الفلسطينية، بعيداً عن الفبركات الإعلامية التي يضخها إعلام الاحتلال لكسب التعاطف معهم".

ويتابع: "لقد تعرضت لموجة انتقادات من قبل البعض على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تساءلوا لماذا لا يقوم الصحافي بمساعدة الطفل، وكأن الصحافي ليس له مشاعر إنسانية ووطنية"، وردّ أبو شقرة على مثل هذه الانتقادات، أن تصوير حدث الاعتداء على الطفل وعائلته وتوثيقه ونشره إلى العالم، كان هدفه ورسالته منذ البداية، وهو ما نجح به بشكل كبير، رغم اختلاط مشاعره وتفكيره في تقديم المساعدة للطفل كما يقول.

ويذكر أبو شقرة أن الجندي الإسرائيلي اعتدى على الصحافيين أثناء تصويرهم له وهو يعتدي على الطفل، وشتمهم بألفاظ سوقية، لأنهم يقومون بتصويره، كما أنه بعد أن تم تخليص الطفل من بين يديه، هاجم الصحافيين بقنابل الصوت والغاز، وهذا دليل على أن توثيق جرائم الاحتلال يزعجهم ويخيفهم.

وهشام أبو شقرة هو مصور صحافي يعمل لدى وكالة الأناضول التركية، وقام بتصوير الكثير من مقاطع الفيديو التي تظهر همجية الاحتلال الإسرائيلي في قمعه للفلسطينيين، آخرها  تصويره لوحدة من المستعربين الإسرائيليين حين تسللوا بين الشبان الفلسطينيين أثناء مواجهاتهم مع الاحتلال واعتقال شاب بعد إصابته بمدينة بيت لحم جنوب الضفة.

من جانبه، قال باسم التميمي والد الطفل محمد لـ"العربي الجديد" إن نجاح هذا الفيديو يعني لنا الكثير كعائلة فلسطينية تسعى لفضح جرائم الاحتلال التي يمارسها بشكل يومي ومتعمد ضد الفلسطينيين العزل، ويضيف: نحن تابعنا ردود أفعال المجتمع العربي والعالمي على مقطع الفيديو ووصول عدد مشاهداته إلى عشرات الملايين، بالإضافة إلى تتويج هذا المقطع بأفضل مادة مصورة للعام المنصرم، وهذا من شأنه أنو يوصل رسالة واضحة للعالم عن طبيعة ما يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة من جرائم وانتهاكات تجري على يد جنود الاحتلال ضد أطفال وأبناء فلسطين دون مراعاة أي معايير قانونية وإنسانية.

ويشير التميمي إلى أهمية الدور الإعلامي في تسليط الضوء على المعاناة الفلسطينية وإبراز همجية الاحتلال وإرهابه الذي يمارسه كل يوم، وأن الصحافي الفلسطيني هو مقاوم في تواجده بالميدان، وتوثيقه لما يفعله جنود الاحتلال بحق الفلسطينيين، عدا عن أن وجود الإعلام في الميدان يكبح من جماح وعنف جنود الاحتلال، خوفاً من الملاحقة القانونية في المؤسسات الدولية.

ولفت إلى أن الإعلام الفلسطيني هو وسيلة دفاع قوية لا تقل عن دور المقاوم الذي يحمي المتظاهرين من جرائم الاحتلال، كون الجنود الإسرائيليين وحتى الضباط يعيرون وجود الصحافيين اهتماماً كبيراً خوفاً من توثيق جرائمهم وانتهاكاتهم، ما يجعلهم أقل عنفاً وأقل همجية ضد الفلسطينيين.



اقرأ أيضاً: نشأت ملحم... "الشهيد 150 غصباً عنكم"

دلالات
المساهمون