ماذا يحدث في التلفزيون الرسمي التونسي؟

05 سبتمبر 2015
استقالت زينة الخميري المليكي على الهواء (يوتيوب)
+ الخط -
يعيش التلفزيون الرسمي التونسي في الآونة الأخيرة حالة من التململ الداخلي ساهمت فيها الأطراف النقابية والعاملون داخل مبنى هضبة "الهيلتون". فبعد استقالة مقدمة الأخبار زينة الخميري المليكي من تقديم النشرة الرئيسية للأخبار بعد أربع عشرة سنة من العمل، والذي يحظى بأعلى نسب مشاهدة في التلفزيون، قدمت مقدمة البرامج فاتن الوسلاتي هي الأخرى استقالتها على الهواء من برنامج "أهلا تونس".

هاتان الاستقالتان وإن اختلفت أسبابهما حيث استقالت زينة الخميري المليكي وفقاً لتصريحها بسبب "تدخل فرع نقابة الصحافيين التونسيين بالتلفزيون الرسمي وفرضه على إدارة التلفزيون إجراء "كاستينغ" لمقدمي الأخبار وهو ما اعتبرته المليكي غير مقبول غايته إقصاء بعض الكفاءات وتعويضها بأخرى تحت غطاء الولاء"، فإن مقدمة البرامج فاتن الوسلاتي بررت استقالتها بضعف الإمكانيات المتاحة لبرنامجها من طرف القناة.

الاستقالتان ترجمتا حالة الغليان والتململ التي يعرفها التلفزيون الرسمي التونسي والتي تمّ التعبير عنها في اجتماعات النقابات مع الإدارة العامة، لكنّ هذه الأخيرة تبدو غير مهتمة بمثل
هذه المطالب، وهو ما أشار له محمد السعيدي، كاتب عام نقابة التلفزيون، وهي نقابة تنضوي تحت لواء الاتحاد العام التونسي للشغل، كبرى المنظمات النقابية بتونس، وأحد صنّاع القرار السياسي.

السعيدي أشار إلى الفشل الذريع الذي مُنيت به الإدارة العامة الحالية للتلفزيون التونسي مطالباً بإقالة الرئيس المدير العام مصطفى اللطيف الذي اعتبره "مديراً عاماً فاشلاً لم يقدم أية إضافة للتلفزيون التونسي بل زاد في حالة التردي التي يعيشها"، معتبراً أن تعيينه تمّ وفقاً لبرنامج للنهوض بالتلفزيون التونسي لكن هذا البرنامج لم يتمّ تنفيذه.

كاتب عام نقابة التلفزيون التونسي رأى أن التلفزيون التونسي ينهار يوماً بعد يوم، ولا أحد يحرك ساكناً رغم محاولات النقابة المتعددة وعبر اتصالاتها بكل الأطراف الفاعلة في القطاع، مؤكداً أن عملية إنقاذ المؤسسة تمر عبر سن تشريعات جديدة وخصوصاً تغيير مجلس الإدارة الحالي، وذلك عبر تشكيل مجلس إدارة يتمتع بالاستقلالية عن كل الأطراف. محمد السعيدي أضاف أن بعض الوزراء في حكومة الحبيب الصيد يعمل على التدخل في إدارة التلفزيون التونسي وخاصة كمال الجندوبي الوزير لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقة مع الهيئات الدستورية والمجتمع المدني الذي قال عنه السعيدي إنه "يسعى جاهداً للتدخل في قطاع الإعلام وخصوصاً المرفق العام ومساعدة الرئيس المدير العام الحالي للبقاء بالمؤسسة باعتبار الصداقة التي تجمعهما وهي ظاهرة خطيرة في القطاع إذ أصبحت التعيينات تتم وفق الصداقات والمحاباة وليس وفق الكفاءة والبرامج وهو أمر لن يساعد سوى في تدجين القطاع مجدداً".

الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري (الهايكا) والنقابة الوطنية للصحافيين التونسيين التزمتا الصمت إلى حدّ الآن حول هذه الاستقالات، رغم أن هذين الطرفين يمتلكان سلطة التأثير داخل مبنى التلفزيون، وقد يكون ذلك علامة على وجود صراع غير معلن بين الأطراف المؤثرة داخل التلفزيون، الذي يعمل فيه ما يناهز 1250 موظفاً بين إعلاميين وتقنيين.


اقرأ أيضاً: الصحافيون التونسيون مهددون بالبطالة
دلالات
المساهمون