بقايا الصحافة اليمنية تهاجر من أجل البقاء

15 اغسطس 2015
يواصل الحوثيون تضييقهم على حرية الإعلام (الأناضول)
+ الخط -
الفترة الانتقالية بعد الربيع اليمني وقبل انقلاب المليشيا الحوثية على الدولة اليمنية هي العصر الذهبي للصحافة اليمنية، والتي أصبحت مغرية لفتح المئات من المشاريع والمواقع الإعلامية. إلا أن سوء حظ تلك المشاريع، أن اصطدمت بالانقلاب الذي مثّل أسوأ مرحلة مرت بها الصحافة اليمنية طوال ربع القرن الفائت.

لقد تسببت مليشيات الحركة الحوثية، وإدارتها للخدمات العامة مثل الاقتصاد والكهرباء والوقود في إنهاء الصحافة كمهنة وصناعة. فلقد أغلقت كافة الإذاعات المحلية تماماً لتؤثر على مستقبل وحياة أكثر من 900 إعلامي إذاعي ثلثهم يتبعون إذاعة صنعاء فقط. وأغلقت كافة مكاتب الصحف والقنوات التلفزيونية المخالفة لهم في الرأي لتحرم أكثر من 350 صحافياً من كسب عيشهم والتعبير عن رأيهم. ويعيش 1400 من صحافيي "مؤسسة الثورة للصحافة" أكبر مؤسسة صحافية حكومية الكفاف بعد أن أوقف الحوثيون مستحقاتهم المالية الإضافية منذ أقل من عام.

يقول الصحافي، محمد عبده العبسي، لـ"لعربي الجديد": "بات الصحافي اليمني واحداً من ثلاثة: إما فاراً ونازحاً وملاحقاً أمنياً، أو مختطفاً ومغيباً في سجون المليشيا، أو متعطلاً ومتوقفاً عن العمل. وكعينة من الصحافة الداخلية التي عانت النهب والاقتحام والإفلاس صحيفتا "نيوز يمن" و"المصدر أونلاين" البارزتان محلياً واللتان تمّ تسريح كافة موظفيهما بعد اعتقالهم فترات متفاوتة. ويعمل على كل موقع محرر واحد فقط. وتشكو الصحيفتان من العجز في الوفاء بالتكاليف التشغيلية للموقعين بعد حجبهما محلياً وتوقف الإعلانات عن تغطية مثل تلك التكاليف.

"بلقيس" وليدة عهد القمع

أُفتتحت قناة "بلقيس" في عهد الانقلاب الحوثي، في شهر فبراير/شباط الماضي، وكانت القناة من أشد المتضررين من ممارسات المليشيا التي اعتدت على كثيرٍ من طاقمها في اليمن، ومنهم مراسلها عبدالله قابل. المراسل الذي استخدمته المليشيا كدرع بشري في منطقة ذمار. يقول رئيس القناة، أحمد الزرقة، في حديث خاص لـ"العربي الجديد"، "تعرض مكتبنا للاقتحام والإقفال ليعاوده النهب والسرقة من مليشيا الحوثي لينجم عنه خسارة كبيرة في التجهيزات والمعدات. وأثرت خسارة المكتب على عملنا الميداني بشكل كبير، مما اضطرنا إلى البحث عن بدائل أخرى أكثر كلفة مالية والانتقال بالطاقم إلى إسطنبول". ويضيف الزرقة عن خطط القناة للعودة الى اليمن "هناك خطط للعودة، مجدداً، إلى اليمن لكنها بحاجة لبعض الوقت بسبب الصعوبات الفنية والتقنية أولاً، ولعدم توفر البيئة الآمنة والتشريعات وعدم عودة الدولة قبل كل ذلك بشكل واضح".

بداية محبطة لحياة جديدة

أوضح رئيس التحرير موقع صحيفة "اليمني الجديد"، فهد سلطان، المناخ القاسي الذي تعيشه صحيفته الوليدة اليوم. ويقول سلطان إنه وحتى اللحظة، لا يزال موقع صحيفته مدعوماً بجهود ذاتية، وهو موقع له اهتمام خاص بالتاريخ والتراث والفكر السياسي اليمني.
إلى جانب مخاطر الحجب الإلكتروني والاقتحام لمكاتب المواقع، والذي طاول عدداً كبيراً من المواقع والمؤسسات الإعلامية، فقد اضطر رئيس تحرير صحيفة "اليمني الجديد"، فهد سلطان، إلى خيار قسري من أجل سلامته الشخصية، فغادر اليمن إلى السعودية من أجل الاستمرار.


اقرأ أيضاً: صحافيو اليمن ممنوعون من الحركة
المساهمون