السعودية: لا حديث سوى التحرش على "تويتر"

27 يوليو 2015
الناشطون يطالبون بقانون تشهير وتجريم التحرش في السعودية (يوتيوب)
+ الخط -
لا حديث للمغردين السعوديين على مواقع التواصل الاجتماعي، سوى حوادث التحرش التي هزت المجتمع المحافظ خلال الأيام العشرة الماضية. وأصبح من النادر أن لا تظهر كلمة تحرش في تعليق أي مغرد، خلال اليوم، أو المشاركة في الوسوم الخاصة بالتحرش التي عج بها موقع "تويتر".


نشر ناشطون سعوديون وسم "#أسباب_انتشار_حالات_التحرش"، الذي صار ساحة جدال ساخنة بين المغردين. وانحرف مساره ليتحول إلى حديث عن جدوى وجود هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من عدمه. وظهر هذا الوسم في أكثر من 120 ألف تغريدة خلال الـ24 ساعة الماضية، كما نشط وسم "#هل_تتزوج_فتاة_تعرضت_للتحرش"، الذي يناقش التحرش من زاوية مختلفة عن المعتاد، وظهر هذا الوسم في حوالي 70 ألف تغريدة خلال الـ24 ساعة الماضية. ونشر ناشطون وسم "#فتاة_تهاجم_متحرش_بجدة".

غير أن الجدل الأكبر، كان في وسم "#تحرش_بفتاة_في_الطائف​"، والذي تصدر الترند العالمي ساعات عدة بأكثر من 290 ألف تغريدة في اليومين الماضيين. كما لا يزال الجدل مستمراً في وسم "#تحرش_بفتاتين_بجدة".

كما تناقل المغردون السعوديون خبر القبض على الشابين اللذين تحرشا بفتاة الطائف. وطالبوا بإصدار عقوبات قاسية تجاههما للحد من انتشار التحرش في المجتمع السعودي.

وتحولت الوسوم من التعليق على الحوادث، إلى محاولة معرفة الأسباب التي حولت التحرش إلى ظاهرة تتكرر ثلاث مرات، في أقل من شهر، وبرز رفض كبير لتحميل المرأة كل المسؤولية، واستغربت أحلام المقاطي، من أن تتحمل المرأة اللوم دون غيرها، وقالت: "ناقصة العقل دائماً هي المطالبة بالحشمة لكي ﻻ تثير... كامل العقل أليس جديراً بمن يدعي كمال العقل أن ﻻ يُثار كالحيوانات".

فيما طالب بعضهم بعقوبات رادعة ومشددة على المتحرشين لردعهم، ومنهم محمد المزيد، الذي كتب على حسابه الشخصي: "المفترض من القضاء تغليظ عقوبة أي شخص يمد يده على عرض امرأة وذلك بقطعها وتعليقها أمام الناس". وهو حال سعد السبيعي الذي استغرب عدم وجود قانون، حتى اليوم، يعاقب المتحرش، وكتب: "مالم يكن هناك عقاب صارم وتشهير بالمتحرشين ستتكرر مثل هذه الحوادث وما حادثة #تحرش_بفتاتين_بجدة عنا ببعيد".

وفي الاتجاه نفسه، يقول عقيل العقيل: "يجب إقرار قانون التحرش بسرعة. أما بالنسبة للذين اقترحوا زيادة أفراد الهيئة، فأقول لهم إنهم كالمستجير من الرمضاء بالنار"، فيما يؤكد عبدالعزيز آشلي، أن حالات التحرش أكثر بكثير من المعلن، ولكن لأن لا أحد صورها، ستمر بلا عقاب، وكتب: "هناك حالات تحرش حصلت، اليوم، لكن لم تصوّر ولم تنتشر، لذلك سيبقى المجرمون طُلقاء بلا حساب...قهر".

ولا يقتصر الأمر على موقع "تويتر"، فقد شهد "يوتيوب"، أيضاً، نشاطاً ملحوظاً، فحصد فيديو "تحرش 20 شاباً بفتاتين على كورنيش جدة"، أكثر من مليون و621 ألف مشاهدة حتى منتصف ليل الأحد.

اقرأ أيضاً: السعودية: ضبط متحرشي الطائف والبحث عن فتاتي جدة

يؤكد الناشط الحقوقي والمغرد، الدكتور أحمد البجاد، على أن تركيز السعوديين في نقاشاتهم على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" يعود إلى أن الحوادث الأخيرة شغلت الرأي العام المحلي، لهذا باتت المطالبات أقوى لسن قانون التحرش، ويقول لـ"العربي الجديد": "تداول كلمة تحرش أكثر من مليون تغريدة، في الأيام الماضية، يؤكد اهتمام المغردين بهذه القضية، وهو ما دفع الأمن إلى التحرك بسرعة كبيرة للقبض على الجناة"، ويضيف: "غرّدتُ كثيراً، في هذا الموضوع، هدفنا ليس، فقط، القبض على الجناة، بل قانون واضح ومحدد لمعاقبة المتحرش، فلا يمكن أن يُترك الأمر لمزاج القضاة أو المسؤولين للطلب بالتحرك لمعاقبة متحرش ما، نريد قانوناً واضحاً يجبر الأمن على ملاحقة المتحرشين، وعقوبات محددة لهذه الجريمة، عدا ذلك ستتواصل هذه الجرائم إلى مالا نهاية". 

من جهته يؤكد الخبير في وسائل التواصل الاجتماعي، سعود الهاوي، أن كثرة الحديث في مواقع التواصل الاجتماعي عن التحرش، هو ما سيقود إلى إصدار قانون التحرش، ليس مجلس الشورى ولا اللجان العدلية، ويضيف في حديثه لـ"لعربي الجديد": "تعلمنا أن تويتر هو القوة التي تجبر الجهات المختصة على التحرك، لهذا أتوقع أن يكون صدور قانون التحرش قريباً جداً، فلا يمكن تجاهل كل هذا الزخم على تويتر".

المساهمون