بنكيران على "فيسبوك": خطة للتواصل والانفتاح

09 يونيو 2015
+ الخط -

بعد أن صرح رئيس الحكومة المغربية، عبدالإله بنكيران، علنًا قبل أيام، بأنه "لا يفهم شيئا في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك"، ظهرت صفحة رسميّة موثّقة له في الموقع الأزرق، استقطبت آلاف المعجبين في ظرف زمني وجيز.

وبدا أن قسم الإعلام في حزب العدالة والتنمية، الذي يترأسه بنكيران ويقود الحكومة في المغرب، قد حاول استدراك ما صرح به رئيس الحكومة، قبل أيام، حيث بادر إلى إنشاء صفحة رسمية خاصة به، تكون جسر تواصل بينه وبين رواد الفضاء الأزرق.

ويرى من يقفون وراء إنشاء صفحة رئيس الحكومة على "فيسبوك" أنّ هذا السلوك الجديد لـ"بنكيران"، ينخرط ضمن خطة للتواصل والانفتاح، والقطيعة مع أساليب سابقة كان فيها المسؤولون الحكوميون ينقطعون بشكل إرادي عن وسائل الإعلام، وعن التواصل مع عموم المواطنين".

وبالنسبة للقائمين على الصفحة الفيسبوكية لرئيس الحكومة، فإن الرهان مطروح على مدى استثمار الوسائل التكنولوجية الحديثة، ومواصلة النقاش السياسي عبر وسائط حديثة، قصد تقريب الفاعل السياسي من المواطنين، وخاصة فئة الشباب الذين يتعاملون بكثرة مع "فيسبوك".

الدكتور محجوب بنسعيد، الخبير في التواصل ورئيس قسم الإعلام في منظمة "الإيسيسكو"، قال إن انخراط بنكيران في "فيسبوك" يعدّ "مبادرةً متأخرة من مسؤول سياسي متمرس يُعرَف عنه حب التواصل مع الرأي العام، وإتقان السجال، والعراك اللفظي مع خصومه، والخطابة، والإقناع مع أتباعه".

وأفاد بنسعيد، في تصريح لـ"العربي الجديد"، بأنّ بنكيران قد يكون أدرك بهذه الخطوة أهمية وسائل التواصل الاجتماعي، بعد تصريحه بأنه لا يعرف ما هو "فيسبوك"، وقد يكون مستشاروه في الاتصال، ومنهم وزيره في الاتصال، أوعزوا له بضرورة اللحاق بركب التكنولوجيا الجديدة والتدرّب على تقنياتها".

ورأى الخبير أن إنشاء صفحة على "فيسبوك" من طرف بنكيران تأكيد منه على أن الفاعل السياسي يجب ألا يقلل من شأن تعليقات وآراء واقتراحات المواطنين ذات الصلة بتسيير الشأن العام، والمنشورة في وسائل الاتصال الحديثة والتقليدية، وأن يوليها الاهتمام اللازم".

وأبرز بنسعيد أن بنكيران في ضوء ما حدث لأربعة وزراء تم إعفاؤهم مؤخرًا، وفي خضم اهتمامه بالتواصل اللفظي التقليدي الخطابي، والتواصل الجديد الافتراضي، قد يكون من المفيد له أن يلزم المسؤولين في الإدارات العمومية على تعزيز السياسات والخطط التواصلية. وشرح بأن هذا يتم من خلال توظيف إعلاميين، وخلق قنوات للتواصل مع المواطنين، وترسيخ ثقافة تواصلية داخل دواليب الإدارة، ليتحقق فعلا شعار الحق في المعلومة، وبناء علاقات مهنية مع ممثلي وسائل الإعلام، قائمة على الثقة والاحترام والتعاون، من أجل إعلام خدماتي بعيد عن لغة الخشب، والقذف، والسب، والتخوين".

اقرأ أيضاً: "غوغل" يقود المغرب إلى العالمية

المساهمون