الحوثيون يقوّضون بقايا الإعلام الحكومي

28 يونيو 2015
(Getty)
+ الخط -
تواصل مليشيا الحوثيين مذبحتها الإعلامية الجماعية، مستهدفةً كمّ أفواه عشرات الإعلاميين وموظفي وسائل الإعلام الذين يرفعون صوت الاعتراض على ممارساتهم.

تضمنت تلك الممارسات القمعية احتكار وسائل إعلام المليشيا لكامل مضمار النشاط الإعلامي المحلي من دون أي منافسة. وكان ضمن الممارسات القمعية الأخيرة تشديد الحركة قبضتها على مفاصل الإعلام الحكومي من خلال الإقصاء والإلغاء والطرد لكوادر أكبر مؤسساتها الصحافية.

في منتصف الأسبوع، أعلن موظفو مؤسسة "الثورة" للصحافة الحكومية عن تهديد قيادات حوثية معيّنة مؤخراً في المؤسسة باستخدام العنف وطرد أكثر من 400 موظف وصحافي في المؤسسة، بعد أن نفذوا اعتصاماً مفتوحاً مطالبين بتسليم الحوثيين لمستحقاتهم منذ ثمانية أشهر.

واستهدف الحوثيون أيضاً مناصري حليفهم، المخلوع علي عبدالله صالح في إذاعة صنعاء ووكالة سبأ للأنباء الحكوميتين. فقد قام الحوثيون بإقالة المستشار لحزب المخلوع صالح ورئيس مجلس إدارة وكالة سبأ للأنباء الحكومية طارق الشامي.

جاء القرار عقب خلافات سياسية وحملات إعلامية متبادلة بين الطرفين، بدأتها قيادات حوثية ضد أمين أمانة العاصمة عبدالقادر هلال اتهمته فيها بالفساد والتسبب بندرة الوقود وانتشار أكوام القمامة في شوارع العاصمة. لكن لم يمض يوم واحد حتى فجر مجهولون عبوة ناسفة أمام مبنى وكالة سبأ ليلاً مؤدية إلى مقتل جندي حراسة وجرح اثنين آخرين.

إقرأ أيضاً: خيارات الصحافيين في البقاء.. تضيق أكثر

وفي سياق متصل، فاجأ أكثر من 300 موظف وإعلامي في إذاعة صنعاء الحكومية الوسط الصحافي بالكشف عن مسلسل طويل من التعسف والإقصاء الذي امتهنه الحوثيون ضدهم منذ أمد ولم يجرؤوا على الكشف عنه إلا الآن. وأعلن الموظفون عن إغلاق الحوثيين مبنى الإذاعة هذا الأسبوع، وطرد جميع موظفيها من أعمالهم، ليقتصر العمل فيها على 20 موظفاً من المقربين إليهم فقط، على الرغم من أن قيادات الإذاعة كانت أول من انقلب إعلامياً على الشرعية الدستورية للرئيس هادي، بعد سيطرة المسلحين على العاصمة صنعاء.

وأضاف الموظفون في بيان صحافي لهم أيضاً أن الحوثيين أغلقوا مبنى الإذاعة ليستأنفوا بث الإذاعة من مكان سري لا يعلمه إلا تلك المجموعة الصغيرة. كما أوضح العاملون أن الحوثيين كانوا قد اقتطعوا أجزاء كبيرة من مرتباتهم، ليقضوا اليوم على مستقبلهم ومكتسباتهم القانونية التي حازوا عليها خلال عملهم لعقود بلا مبرر، كما قاموا بالتشهير بهم واتهامهم بالخيانة والهروب من العمل والعمالة للعدو، في الوقت الذي بدأت الإذاعة بممالأة الحوثيين والسير بخطاب الإذاعة نحو الانحياز إلى صالحهم.

يعلق الصحافي الحوثي عبد الرحمن شرف الدين على تلك التطورات في مقال له بأنها جاءت ضمن الصراع بين الطرفين، مضيفاً أن "الصراع انتقل ليشمل قيادات في الصف الأول في الطرفين مع أول تغيير لقيادات حزب المؤتمر "طارق الشامي" من وكالة سبأ، ومع انعدام الخدمات للناس خاضت ماكينة إعلام "طارق وهلال" حملة عنوانها الأبرز "تحميل أنصار الله اللوم على انعدام الخدمات وسُخرت الأقلام لتوجيه وتعبئة قواعدها لترويج ذلك".

في السياق ذاته، تلت تلك القرارات الإعلامية الحوثية قرارات إدارية بإقالة جميع أعضاء الصف الأول من قيادات أمانة العاصمة الموالين لصالح، وتعيين مقربين من الجماعة.


إقرأ أيضاً: اعتداءات الحوثيين باقية وتتمدد
المساهمون