إدانات لاعتقال أحمد منصور: فضيحة بحق ألمانيا

21 يونيو 2015
ألقي القبض على منصور في طريق عودته إلى الدوحة
+ الخط -
تواصلت الإدانات لاحتجاز سلطات الأمن الألمانية الإعلامي في قناة "الجزيرة"، أحمد منصور، في مطار برلين، بناءً على مذكرة توقيف صادرة من السلطات المصرية بحجة اتهامه في قضايا جنائية في مصر. 


ودانَ "المرصد العربي لحرية الإعلام" الاحتجاز، موضحاً أن "الجميع يعرف الحالة المتردية التي وصل إليها القضاء المصري عقب انقلاب الثالث من يوليو 2013، والتي جعلته مجرد جهة لتنفيذ أوامر سياسية بحبس أو إعدام المعارضين من إعلاميين وسياسيين وناشطين مدنيين".

وأعرب المرصد عن أسفه لهذا التصرف من قبل السلطات الألمانية، التي تعرف معنى الديمقراطية وسيادة القانون جيداً، وتعرف أن السلطة الحاكمة في مصر حالياً لا علاقة لها بالقانون ولا بالديمقراطية وحقوق الإنسان، كونها سلطة ناتجة عن انقلاب عسكري قمع حريّة الإعلام منذ أول يوم له بإغلاق القنوات والصحف وحبس عشرات الصحافيين ومطاردتهم، ومنهم أحمد منصور، ذاته الذي لفقت له تلك السلطات اتهامات زائفة بسبب موقفه وكتاباته الصحافية وبرامجه الفضائية.

وقال المرصد إن "توقيف أحمد منصور، بهذه الطريقة في مطار برلين رغم حيازته وثيقة براءة من الإنتربول نفسه، تالية لتاريخ مذكرة التوقيف هو رسالة سلبية من السلطات الألمانية تدعم قمع حريّة الصحافة في مصر، وتشجع السلطات الحاكمة في القاهرة على المزيد من هذا القمع. وتجعل الكثيرين من الصحافيين والإعلاميين، الذين تعرضوا لمحاكمات صورية وصدرت ضدهم أحكام صورية في مصر، في غير مأمن من التحرك رغم أن ما صدر ضدهم هو مجرد أحكام ابتدائية ناهيك عن صوريتها".

اقرأ أيضاً: إعلامي "الجزيرة" أحمد منصور بعد اعتقاله: القضية ملفقة 

من جهة ثانية، طالب رئيس حزب الخضر الألماني، جيم أوزديمر، الحكومة الألمانية بتقديم توضيحات عن ملابسات توقيف منصور. وقال في تغريدة على موقع "تويتر": "على ألمانيا أن لا تكون أداةً بيد السيسي".

واعتبر الباحث في الشؤون الإسلامية لدى معهد الدراسات الدولية والأمنية في برلين، غيدو شتاينبيرغ، في حديث لصحيفة "زود دويتشه تسايتونغ"، اليوم، أنّ "الاعتقال يشكل فضيحة بحق السلطات الألمانية، وهو يهدف الى إسكات صوت أحد المعارضين للسلطات المصرية".

وكانت صحيفة "دي فيلت" قد اعتبرت في وقت سابق من هذا الشهر أنّ الرئيس السيسي لا يصلح لأن يكون الشريك الموثوق به، ولا يمكن التعاون معه، في حين أشارت جريدة "أوسنابروغر تسايتونغ" إلى أنّ تأكيد حكم الإعدام على الرئيس السابق، محمد مرسي، هو تعبير عن الظلامية، التي تخيم على دولة القانون، فالحسابات السياسية هي التي أكدت قرار الحكم، لا استقلال القضاء، وبالذات سياسة مصر غير القابلة للتفاوض تحت حكم السيسي يمكن لها أن تكلف الدولة الكثير.


اقرأ أيضاً: أحمد منصور بين "دقن أبو الهول وحرق التقلية"

وبدأت السلطات الألمانية، اليوم الأحد، التحقيق مع منصور بناء على النشرة الحمراء الصادرة من النشرة الجنائية الدولية بالقاهرة، والتي تتهمه بتعذيب واحتجاز أحد المحامين بميدان التحرير إبان ثورة 25 يناير.

وكان منصور في طريق العودة إلى الدوحة، أمس، بعد أن قدم من ألمانيا الحلقة الأخيرة من برنامج "بلا حدود" الأربعاء الماضي.