سقوط "فيسبوك" في امتحان الخصوصيّة: "أنونيموس" في المرصاد

20 يونيو 2015
(Getty)
+ الخط -
بينما تكبر جمهوريّة "فيسبوك" وتتوسّع، تزداد الشكوك حول منصّة التواصل - الأكبر - وتصرّفاتها وسياستها حول الخصوصيّة وحماية مستخدميها. كانت شركة "فيسبوك" من أوائل مطلقي تقرير شفافيّة، لكنّ ذلك لم يُبعد المخاوف حول الخصوصيّة.

في هذا الإطار، يبدو أنّ "الحرب على فيسبوك" ومحاولات إيجاد تطبيقات بديلة للابتعاد عن الموقع الأزرق لا تزال قائمة. والجديد هنا، إطلاق موقع "مايندز دوت كوم" Minds.com، بدعم كبير من مجموعة "أنونيموس" مع تأكيد على التزامها بالخصوصيّة والأمن الإلكتروني والشفافية.

واستخدام الموقع هذا يُشبه طريقة استخدام "فيسبوك"، حيث سيكون المستخدمون قادرين على نشر المحتوى ليظهر لمتابعيهم، الذين بدورهم يُمكنهم التعليق ودعم المنشورات.

المختلف في هذه المنصة، أنّها لا تبغي الربح وجمع الأموال من المستخدمين، وهي أيضاً تُشفّر الرسائل كي لا تتمكّن الحكومات وشركات الإعلان من قراءتها والتجسس عليها. كما سيُكافئ التطبيق، مستخدميه على تفاعلهم مع المنشورات عبر التصويت والتعليق ورفع المحتوى. وسيتم منح المستخدمين نقاطاً يُمكنهم استبدالها بالآراء ممّا يُساعد في دعم المحتوى وإيصاله لعدد أكبر من المستخدمين.

إقرأ أيضاً: "واتساب"... التطبيق الأسوأ والأخطر على الجميع!

يُحاول "مايندز" منافسة "فيسبوك"، وهو يدخل هذه الحلبة مستغلاً ثغرةً كبيرة ترتفع أصوات الانتقاد لموقع "فيسبوك" عليها، وهي النظام الأمني. فبحسب تقرير لـElectronic Frontier Foundation، أطلق منذ يومين، فشل موقع "فيسبوك" في اختبار الأمن، بسبب "خضوع الموقع لسياسات حكومات الدول بمسح محتوى من على الموقع بناءً على طلبات الحكومات". يُقيّم التقرير، الشركات حسب حمايتها خصوصيّة المستخدمين وأمنهم، تحت عنوان "مَن يحميك؟" (Who Has Your Back)، وتعمل المنظّمة عليه منذ عام 2011. وفيه حصد "فيسبوك" 4 نقاط من خمسة، لكنّ ذلك لم يُمكّنه من اجتياز الاختبار.

وتقرير EFF لم يكن الوحيد على هذا الصعيد، فقد رفعت اللجنة البلجيكية الخاصة بالدفاع عن حصانة الحياة الخاصة دعوى قضائية ضد شبكة "فيسبوك" لخرقها القوانين الأوروبية في مجال حماية الحياة الخاصة للمواطنين. وقد أجرى أعضاء اللجنة تحقيقاً خاصاً حددوا فيه مدى تورط "فيسبوك" في التدخل في الحياة الخاصة للمواطنين.

ويرى الناشطون الحقوقيون أن شركة "فيسبوك" تتجسس على المواطنين عن طريق معالجة المعطيات المتوفرة لديها عن الذين يستخدمون خدماتها، وحتى أولئك الذين لا يعتبرون أنفسهم مستخدمين لها. وقال رئيس اللجنة الحقوقي البلجيكي فيليم ديبيكيلاري: "يجري التجسس حتى على من يرفض مثل هذه الخدمات. فشركة فيسبوك تراقب جميع المواقع التي يزورها هؤلاء وتتابعها، خارقة بذلك قوانين حماية الحياة الخاصة".

هذا ويستخدم "فيسبوك" اليوم أكثر من 1.39 مليار مستخدم، بينهم أكثر من 890 مليون ناشط يومياً عبر الويب والأجهزة الذكيّة، يقومون بأكثر من مليار عمليّة بحث على الموقع، وينشرون حوالى ملياري صورة، ويتبادلون أكثر من 30 مليار رسالة خاصة، ويبدون إعجابهم أكثر من 7 مليارات مرة، وتبلغ نسبة مشاهدتهم للفيديوهات 3 مليارات مشاهدة، بحسب التقرير المالي للربع الأخير من العام 2014.

إقرأ أيضاً: إمبراطورية "فيسبوك": باقية وتتمدّد!
المساهمون