"برامج الجريمة" تجذب المغاربة

02 مايو 2015
من برنامج أخطر المجرمين (يوتيوب)
+ الخط -
رغم ارتفاع الشكاوى الموجهة إلى مسؤولي الإعلام في المغرب بخصوص "برامج الجريمة"، التي تبثها قنوات تلفزية عمومية في البلاد، حول تأثيرها السلبي على الجمهور الناشئ، فإنّ الإقبال على مشاهدتها من طرف المشاهدين المغاربة لا يزال في تزايد مضطرد.

هذا ملخص تقرير جديد للهيأة العليا للاتصال السمعي البصري، المعروفة اختصارًا في المغرب بـ"الهاكا"، في متابعتها للبرامج التلفزية التي تتخذ من الجريمة موضوعا لها، وهي "مداولة" في القناة الأولى، و"مسرح الجريمة" في القناة الثانية، و"أخطر المجرمين" في قناة "ميدي1 تي في".

ورصدت الـ"هاكا" في تقريرها حول هذه البرامج عدة معايير رئيسة، منها احترام قواعد تغطية الإجراءات القضائية، واحترام الكرامة الإنسانية، وسرية هوية المعنيين، واحترام حرمة الحياة الخاصة، وتمييز مشاهد إعادة التشخيص عن الوقائع الحقيقية، وحماية الجمهور الناشئ.

وتعتبر الـ"الهاكا" مؤسسة رسمية لها سلطة إدارية مستقلة، مكلفة بضبط وتقنين قطاع الإعلام السمعي والبصري، وتتجلى مهمتها الأساسية في "السهر على الاحترام التام لمبادئ التعددية، وحرية التعبير في الإعلام"، وفق ما تنص عليه القوانين الجاري بها العمل بالمملكة.

وأوردت الـ"هاكا" ضمن تقريرها "عددا من المعطيات الكمية والوصفية حول برامج الجريمة، وإبداء توصيات في الموضوع، ورصد الإشكاليات المحيطة بموضوع العلاقة الممكنة بين العرض التلفزيوني والإعلامي وبين الظاهرة الإجرامية، دون المس بحرية وسائل الإعلام".

ويأتي الـ"هاكا" ليتجاوب مع طلب سابق لـرئيس الحكومة المغربية، عبد الإله بنكيران، بخصوص مراقبة "برامج الجريمة"، ما دفع إلى إصدار قرارات زجرية في حق القنوات التي تبث تلك البرامج، وهو ما دفع تلك القنوات إلى التعاطي بشكل آخر مع طريقة إخراج هذه البرامج.

وأوقفت قنوات تلفزية "برامج الجريمة" مؤقتاً، بهدف إخراجها في حلة جديدة، أو مراجعة شكل ومضمون البرنامج، مثل ما قامت به القناة الثانية التي تبث برنامج "أخطر المجرمين"، حيث عوضته ببرنامج "هاذي والتوبة"، الذي يسرد قصص تائبين من عالم الجريمة.

تقرير الـ"هاكا" أفاد بأن هذه المؤسسة توصلت بشكايات عديدة بشأن "برامج الجريمة"، منها شكاوى وردت من وزارة الاتصال وإدارة السجون والمجلس الوطني لحقوق الإنسان، وشكاوى مواطنين اتهموا تلك البرامج، إلى أنها مست قرينة براءتهم، أو كشفت هويتهم للعموم، أو أنها لم تراع حياتهم الخاصة، أو أنها تضر بالجمهور الناشئ.

وبالرغم من هذه الشكاوى، يستطرد التقرير، بأن برنامجي "مداولة" بالقناة الأولى، و"أخطر
المجرمِين" في القناة الثانية، تم تصنيفهما من بين البرامج العشرة الأكثر مشاهدة سنة 2013، بدليل أن إحدى حلقات "أخطر المجرمين" شاهدها أزيد من أربعة ملايين ونصف مليون مشاهد.

وأورد التقرير عينه أن الأطفال والمراهقين يشكلون جزءاً من مشاهدي برامج الجريمة، حيث إن 18 في المائة من متابعي برامج "أخطر المجرمين" هم من الجمهور الناشئ، الذي تتراوح أعماره بين 5 و14 عاما، فيما يشكل الأطفال نسبة 20 بالمائة من مجموع مشاهدي البرنامج.

وبخصوص علاقة مشاهدة "برامج الجريمة" مع المستوى التعليمي للجمهور المغربي، أوضح تقرير الـ"هاكا" أن نسبة كبيرة تتمثل في 62 في المائة من مشاهدي هذا النوع من البرامج لا يمتلكون شهادة تعليمية، و30 في المائة لديهم شهادات تعليمية متوسطة، و8 في المائة لديهم مستوى تعليمي عال.

إقرأ أيضاً: انتقادات لحرية الصحافة بالمغرب... والحكومة: هذا ظلم
المساهمون