سد النهضة يصيب إعلاميي السيسي بالعَتَه: وقعنا في الفخ!

24 مارس 2015
عن مواقع التواصل
+ الخط -

يبدو أن الإعلام المصري فقد الأمل في قدرته على تسويق توقيع مصر على اتفاقية إنشاء سد النهضة مع السودان وإثيوبيا. ولم يستطع إخفاء الآراء التي ترى توقيع السيسي على الاتفاقية كارثةً، في رد فعل مختلف عن التطبيل المعتاد الذي يُصاحب كل خطوة للنظام.

هذا الأمر تجلّى في الجدل الذي وصل لحد "الخناقة" التي دارت بين عمرو أديب، وزميلته في برنامج "القاهرة اليوم" رانيا بدوي على الهواء... فبدوي هاجمت بشدة التوقيع، بينما حاول أديب الرد عليها، في ردود بدت محبطة وضعيفة، وخلاصتها "السد كده كده هيتبني غصب عننا".

بدوي وقفت إلى جانب معظم الخبراء الرافضين لتوقيع السيسي لاتفاقية المبادئ، لأنها من وجهة نظرها تعني الموافقة على السد، الذي سيحرم المصريين من جزء كبير من حصتهم في مياه النيل، ما يعطي إثيوبيا الشرعية التي تفتقدها للحصول على تمويل السد، والقروض اللازمة له.

وحاول أديب إقناعها بعدم خطأ التوقيع، لكنه أساء اختيار المثل الذي استند إليه بالاعتراف بإسرائيل. فبحسب رأيه، إسرائيل أمر واقع، وعدم الاعتراف بها وهْم لا يقيم ولا يقعد، ما يعني موافقته على الاعتراف بالأمر الواقع، وهو الموقف الذي يعارضه الكثير من السياسيين والناشطين المعروفين.

وعن العاصمة الجديدة التي وعد بها السيسي المصريين، أحرجت بدوي أديب بسؤالها "إزاي هتعمل عاصمة إدارية وأنت ماعندكش مياه؟ وكيف أعلنت عن استصلاح آلاف الأفدنة للزراعة وأنت ستفقد مياه النيل؟". وكان رد أديب في غاية الغرابة حين قال "الاعتماد على المياه الجوفية"، وادّعى أننا "فقراء مائيًا من قبل السد".

وفي النهاية اعترف أديب بضعف وفشل الجانب المصري، فقال "نحن أضعنا كل شيء، ولم نعد نملك ما نفعله". وهو ما دهشت له زميلته، حين قالت إن كل تصريحات المسؤولين كانت مطمئنة وتوحي بالعكس، وكانت إجابته تعني كذب وغش هؤلاء للمصريين.

يخرج المشاهد من هذه "الخناقة" بإجابة واحدة، ردّدها ناشطون كُثُر أمس، ألا وهي: "لقد وقعنا في الفخ".

اقرأ أيضاً: التلفزيون المصري يبرّئ مرسي من "النهضة"... والسيسي يهديه لإثيوبيا

هذا الفخ، جسّدته قناة "الجزيرة" من خلال مقطع فيديو يرصد التناقض الحاصل في أداء الإعلام المصري وتناوله لسد النهضة. ورصدت القناة من خلال الفيديو، الذي تداوله الناشطون على نطاق واسع، شيطنة السد من قبل الإعلاميين المصريين إبان عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، والتطبيل لنفس المشروع في عهد السيسي.

وفي مقطع آخر، تناوله الناشطون بالسخرية والتهكم، يظهر كل ضيوف برامج التلفزيون المصري الرسمي في مشهد هزلي وهم جميعًا لا علم لهم بأي من بنود اتفاقية سد النهضة التي وقعها السيسي أمس الاثنين، ما دعا المغردة مسلمة للسخرية قائلةً: "التلفزيون المصري: لم يطّلع أحد على وثيقة سد النهضة! معلش إحنا بنحارب الإرهاب والوثيقة أمن قومي".

الخبير الاقتصادي حازم حسني، والمعروف بتأييده للسيسي، طالب المصريين بالرقص والغناء على أنغام أغنية "تسلم الأيادي"، وبالغ في مطالبه عندما طالبهم بإسماع السيسي صوت "صاجات" الاحتفال بتوقيع اتفاق السد. وسخر حسني عبر تدوينة له على "فيسبوك" من الإنجاز الذي سوّقه الإعلام للمصريين، ما دعا الحقوقي هيثم أبو خليل للتعليق بالقول: "حازم حسني أحد المؤيدين للانقلاب منذ بدايته، طلع من هدومه، ويصور كارثة ومصيبة توقيع السيسي على سد النهضة تصويرًا عبقريًا".

وفي محاولةٍ منه لفك طلاسم الوثيقة، علّق المحامي والإعلامي خالد أبو بكر، المؤيد للسيسي: "بخصوص سد النهضة، ما تم في السودان اليوم، هو توقيع على مذكرة مبادئ، مجرد خطوة على طريق طويل، يحتاج إلى اتفاقيات أخرى، والأهم الالتزام بها". وعبّر عن هذا التخبط والغموض الناشط والبرلماني السابق باسم عادل قائلاً: "ما بين اللي بيقول إن اتفاق سد النهضة انتصار عظيم، واللي بيقول إنه خراب بيوت مستعجل، يبقى السؤال الحيوي والجوهري، هم اتفقوا على إيه أصلاً؟".

اقرأ أيضاً: شيماء الصباغ ماتت لأنها نحيفة:الخرطوش على معدة فاضية يقتل

على الجانب الآخر قال الصحافي ياسر الزعاترة: "القول إن سد النهضة لن يؤثر على حصة مصر من مياه النيل سخف لا يقبله العقلاء بأي حال، لكن زمن السيسي هو زمن التطبيل للبطل الملهم مهما فعل". وقال سامح الخطاري: "لو فضلت من هنا للسنة الجاية تشرح لشعب السيسي إن سيسيهم اعترف بسد النهضة ووقع اتفاقية بدون برلمان، عمرهم ما حيصدقوك حتى يشوفوا القحط والعطش".

وتناول بعض الناشطين الأمر بالسخرية والتهكم من "الإنجاز التاريخي الذي سوقه الإعلام للمصريين"، فقال مهاجر: "سد النهضة مفيد جداً لمصر، وده السر اللي أخفاه صقور المخابرات المصرية عن إثيوبيا، وأوهموهم أن مصر تعارضه لتتمسك ببنائه.. عاش الوحوش". فيما تهكم عمرو جابر قائلاً: "مشربتش من نيلها، طب الحق اشرب بقى قبل ما إثيوبيا تكمل بناء سد النهضة"... وسخر المدون المعروف وائل عباس قائلاً: "عاجل تغيير إفيه: خده ورا مصنع الكراسي، إلى: خده ورا سد النهضة".