العاصمة المصرية "أم ظبي": "الفلسنجي لما يتفشخر"!

15 مارس 2015
العاصمة المصرية الجديدة (تويتر)
+ الخط -
محاولة جديدة من النظام العسكري لبيع "التروماي" للمصريين. فبعد مشروع الكفتة، والمليون شقة، والفرخة اللي بـ 75 قرشاً، جاء الدور على عاصمة جديدة لمصر.

وأطلق الناشطون على "تويتر" وسم #اقترح_اسم_لعاصمة_مصر تحوّل من اقتراح الأسماء إلى السخرية من الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والمعيشية والسياسية للمصريين. واقترح أحدهم اسم: "مجزرة مصر العربية". وقال آخر: "‏#اقترح_اسم_لعاصمة_مصر، أم زعل، طره الجديدة، جوانتانامو".
وفي الوقت الذي طالب فيه أحدهم: "طب نستنى نشوف السونار هيحدد نوع المولود إيه، ولد ولا بنت". سخر البعض الآخر، واقترحوا أسماء متعددة لها دلالاتها في نقد الواقع الذي يعيشه المصريون، فقالت إحداهن: "#اقترح_اسم_لعاصمة_مصر، صليل الصوارم، المنوفية الجديدة، بورتو شبرا، اسم النبي حارسها"، واقترح ثالث: "نسميها أم ظبي على اسم الأب".

وانتقد الأستاذ في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة القاهرة حازم حسني، المشروع الخدعة ووصفه بـ"الفلسنجي لما يتفشخر"، وذلك على حسابه الشخصي على "فيسبوك"، وقال: "أسخف فقرات اليوم الأول من مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي، هي فقرة عرض مشروع العاصمة الجديدة للبلاد! بلاد غارقة في المجاري وفي الظلام وفي تلال من المشاكل الحياتية البسيطة، تفكر في إقامة مدينة ناطحات سحاب، بها أكبر مدينة ملاهٍ، وأكبر حديقة في العالم، إلى آخر هذا الشرود البذخي خارج السياق، مما أضحك علينا بكل تأكيد كل الوفود الأجنبية... لا لأننا نحلم، ولكن لأننا لا نعرف الفرق بين الحلم والتخريف".

وبيّن حسني أسباب هجومه الشديد على المشروع قائلاً: "نعم، هو تخريف لأسباب كثيرة أقلها شأناً هو التكلفة الباهظة للمشروع!... فمشروع العاصمة الجديدة هذا كانت قد بدأته أمانة السياسات، وتطوع بعض رفاق جمال مبارك بالحديث عنه في العلن، قبل أن يغلق مبارك الأب الملف، ويمنع دراويش المشروع الاستفزازي من الحديث عنه".

اقرأ أيضاً: مؤتمر شرم الشيخ: اجتماع المفلسين.. وشكر للإرهابيين!

وحذر حسني من كوارث ستترتب على مشروع العاصمة المزعوم وقال: "دعونا من أن المشروع يحيي تطلعات فيالق النيوليبرالية المصرية التي ثار عليها المصريون، كونها لا تستقيم وواقع الأحوال الاقتصادية والاجتماعية في مصر، فالدستور المصري ينص على أن مدينة القاهرة - لا محافظة القاهرة - هي عاصمة البلاد، ولا يستقيم مع العقل السويّ أن نمد هذه "المدينة" من ضفاف النيل حتى شواطئ البحر الأحمر لنتحايل على الدستور.. أضف إلى ذلك أن المشروع يدفع بعاصمة البلاد للاقتراب من خط الجبهة العسكرية الأخطر وهو خط القناة، بدلاً من تحصين العاصمة بالدفع بها إلى الداخل المصري، ولو حدثت كارثة ككارثة 67 -لا قدر الله- لصارت العاصمة الجديدة على مرمى دانة مدفع، وهي دانة ستكون كفيلة ساعتها بإسقاط عاصمة الدولة.. أي عاقل لا بد أن يتوقع الأسوأ حتى وهو يأمل في الأفضل، لكن من يخططون لهذا التخريف يتبعون قواعد "البيزنس" وحدها، ولا شأن لهم بأية اعتبارات اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية، بل وبلا أدنى تفكير في أبجديات الأمن القومي".


دلالات
المساهمون