أسير حرمه الاحتلال من إكمال مسيرته الصحافية

28 أكتوبر 2015
اعتُقل مجدداً بعد 10 أيام (Getty)
+ الخط -
لم يهنأ الصحافي الفلسطيني علي عبد الكريم العويوي (26 عامًا) من سكان مدينة الخليل إلى الجنوب من الضفة الغربية بالراحة بعد انتهاء عمله، فجر الأربعاء الماضي، بعد يوم عمل شاق ما بين التغطية الميدانية وعمله مذيعًا في إذاعة "الرابعة" المحلية، إذ كُلِمت مدينة الخليل يومها باستشهاد طفلين من عائلة الجعبري على يد قوات الاحتلال، ليكون علي العويوي هدفًا للاعتقال بعد نصف ساعة فقط من عودته إلى منزله في تمام الساعة الرابعة فجرًا.

استيقظت عائلة العويوي على صوت جنود الاحتلال داخل منزلها بعدما خلع باب المنزل وانتشرت تلك القوات داخل المنزل، واعتقلت علي الذي لم يمضِ على الإفراج عنه من سجون الاحتلال سوى أقل من شهر فقط، ثم نقل إلى سجن عوفر غربي رام الله وسط الضفة الغربية، وتم تحويله في ثاني يوم من اعتقاله إلى الاعتقال الإداري بلا تهمة.

يقول مدير "الرابعة" رياض خميس لـ"العربي الجديد" إن "اعتقال علي كان مفاجئًا بالنسبة لنا، إذ لم يمضِ على انتظامه بالعمل بعد خروجه من السجن سوى 10 أيام فقط، في ما شهدت ليلة اعتقاله تغطية مكثفة للأحداث في الخليل، لما شهدته من اعتداءات من قبل قوات الاحتلال والمستوطنين".

وانضم علي العويوي إلى طاقم إذاعة الرابعة في الخليل العام الماضي ليقدم برنامجًا إخباريًا إضافة لتغطيته الميدانية كمراسل صحافي، وبرغم قصر مدة عمله الصحافي، حيث بدأ منذ عامين فقط، إلا أن تطور أدائه كان ملحوظًا ومتميزًا في وقت قصير ويعمل كما بقية الطاقم بروح المهنية، كما يقول خميس، لافتًا إلى أن علي وجد فرصة لتطوره ولديه الإمكانية في ذلك فتطور أداؤه بسرعة.


الشهر الماضي، أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن الصحافي العويوي بعد اعتقال استمر لمدة ستة أشهر بتهمة المشاركة في فعاليات وفق ما تقول شقيقته الصحافية سوزان لـ"العربي الجديد"، في ما كان علي قد اعتقل قبلها لأول مرة في العام 2006 حينما كان في عمر (17 عامًا)، أمضى خلاله 18 شهرًا في سجون الاحتلال.

أصيب علي في داخل السجن بمرض يدعى "الكرونز"، وهو مرض مزمن لم يعرفه علي إلا بعد خروجه من السجن في المرة الأولى عام 2012، حيث يصيب المرض الأمعاء، وهو يتناول يوميًا ما لا يقل عن 6 حبات من الدواء.

بعد خروجه من السجن، بدأ علي يشق طريقه في الحياة فتزوج وله طفلة وطفل، ثم انضم إلى العمل الصحافي في العام 2013، ثم التحق بطاقم إذاعة الرابعة المحلية، لكن الاحتلال اليوم حرمه من أحضان أسرته التي تبدو قلقة عليه في ظل ما يعاني من مرض، وفق ما تقول سوزان العويوي.

ويعاني الصحافيون الفلسطينيون من الاعتداءات المتواصلة بحقهم من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، حيث لا زالت تعتقل في سجونها 19 صحافيًا.

ورصدت نقابة الصحافيين الفلسطينيين خلال الأحداث الجارية في الأراضي الفلسطينية منذ مطلع أكتوبر/ تشرين الأول الجاري أكثر من 60 اعتداء وإصابة في صفوف الصحافيين الفلسطينيين أثناء أداء عملهم الصحافي وتغطيتهم للأحداث، كما يوضح عضو الأمانة العامة للنقابة عمر نزال في حديثه لـ "العربي الجديد".

اقرأ أيضاً: الاحتلال يعتقل عددًا من الفلسطينيين بتهم التحريض على "فيسبوك"
المساهمون