تحديثات "تويتر" و"فيسبوك" مستمرة... لاستقطاب الملايين

16 أكتوبر 2015
يحاول كل من "فيسبوك" و"تويتر" استقطاب مزيد من المستخدمين(تويتر)
+ الخط -
بعد 11 عاماً على انطلاقه كمشروع جامعي لعدد من الشبان في جامعة هارفرد، يضم "فيسبوك" أكثر من 1.44 مليار مستخدم، 65 بالمئة منهم يستخدمونه يومياً. موقع الصداقة والتعارف الأشهر عالمياً، يقدّم لمستخدميه العديد من الخدمات التي أطلقها وحدّثها شهرياً لإرضاء وجذب الملايين. من تلك الخدمات، خدمة البحث عن المواضيع عبر الوسم والتي أطلقها موقع "تويتر" عام 2006.

يضم "تويتر" ما يقارب الـ 360 مليون مستخدم، والكثير من تحديثاته أتت شبيهة بتلك الموجودة على موقع "فيسبوك" والعكس صحيح أيضاً. من جهته، عمل "فيسبوك" جاهداً على خصوصية كل مستخدم لديه، وذلك من خلال تمتين أقفال الحسابات وإتاحة خدمة حجب أي صورة أو مقطع ينشر عن أي صديق ضمن القائمة.

حسّن الموقع كثيراً في هيكلية المقاطع التي تكتب وتعدّ قريبة من المقالات، متحدياً مواقع المدونات الأشهر Wordpress Blogger وTumblr. فقد أصبح من السهل جداً كتابة
مقاطع طويلة، نشرها وإعادة التعديل فيها مع إمكانية إضافة الصور وحتى المقاطع المصورة عليها. وكلّ تلك الكتابات متّصلة بمواقع التواصل الأخرى، ونشرها لا يحتاج إلا الضغط على زر الموقع فقط. ومع التنامي المستمر لتكنولوجيا نقل الأموال عبر الأجهزة المحمولة، خاض "فيسبوك" أيضاً تجربته الخاصة في هذا المجال عبر طرحه خدمة نقل الأموال بين الأفراد فقط. مجاناً وتماماً كما يعمل كل من Google Wallet و Paypal، يتوجّب على مستخدم "فيسبوك" إيداع مبلغ من النقود عبر بطاقة مصرفية ووصلها بحسابه لإمكانية إرسالها لأي شخص أو صديق له على الموقع.

أحدث تعديلات "فيسبوك" إضافات عديدة على زر التفضيل أو الـLike والذي أصبح يضمّ عدّة وجوه أو ما يسمى بالـ EMOJIS وهي: وجه مبتسم، وجه غاضب، وجه مصدوم، وجه حزين، وجه متحمّس خجول، وجه يضحك الى جانب قلب وطبعاً الإبهام للتفضيل. أيضاً، يدرس "فيسبوك" طرح خدمة الصورة المتحركة او الـGIF كصورة هوية لكل حساب. تلك الخدمة أطلقها تطبيق "سناب تشات" منذ أشهر قليلة وهي التي يأمل "فيسبوك" من خلالها تغيير طريقة رؤية مستخدميه لصور هوية حسابات الأفراد والشركات/المؤسسات.

وفي مجال الإعلانات، قطع "فيسبوك" شوطاً مهماً في دقّة اختيار نوع الإعلان، ومدّة عرضه، وهيكليته وحتى شكل ظهوره على مختلف الأجهزة اللوحية وحتى الحواسيب إلى جانب إيصاله إلى مختلف شرائح الناس حسب اهتماماتها حتى بات الأكثر رواجاً والأنسب عندما نسعى لإطلاق أي منتج جديد أو تسويق أي خبر أو إعلان. اذاً موقع "فيسبوك" هو موقع للتواصل والبقاء على اتصال مع الأصدقاء، في حين يسمح "تويتر" لمستخدميه متابعة أشخاص واناس لا يعرفونهم شخصياً؛ مثل المشاهير والسياسيين والناشطين وهلم جرا.

الفرق بين الموقعين يؤكّد أن الناس على ما يبدو أكثر اهتماماً في التواصل مع الأصدقاء بدلاً من الأشخاص المشهورين. هذا هو واحد من أكبر الاختلافات، كما أنّ "تويتر" يعرض جميع التغريدات بترتيب زمني، مما يجعل من الصعب جداً بالنسبة للمستخدمين غير النشطين كل يوم على متابعة كل ما يجري والبقاء على اطلاع على كل مهم وجديد. هنا "تويتر" حاول التخفيف من مشكلة من لا يتابع يومياً كل التغريدات عبر طرح ما سمّي بـ What did i miss أو "ما فاتني" والتي يختار فيها الموقع أفضل 6 او 7 تغريدات تفاعل معها المتابعون خلال الـ24 ساعة الماضية. في المقابل، ما زال "تويتر" في أولى مراحل إطلاقه للخدمات الدعائية والإعلانية الخاصة بالماركات والمنتجات. فالخدمة ليست متاحة في جميع دول العالم وتحتاج لمبلغ مجمّد من المال في حال كان الإعلان لماركة غير مسجلة أو لفرد. الموقع أيضاً مرّ بجولة تغييرات منذ انطلاقه كان أبرزها طرح صورة الـ Header والذي يطابق صورة الـ Cover في موقع "فيسبوك".

بالنسبة للمقاطع المسجلة، حلّ "تويتر" مشكلة سماحه فقط بعرض مقاطع Vine تلقائياً وذلك
بسماحه بتسجيل المقاطع مباشرة من كاميرا الهاتف وتغريدها في مدة لا تتجاوز الثلاثين ثانية في كلّ تغريدة. كما أتاح الموقع تغريد ما يصل الى 4 صور في كلّ تغريدة منفردة. أيضاً أصبح بالإمكان إرسال أي تغريدة كرسالة خاصة لأي متابع مباشرة من التغريدة نفسها. وكان آخر التعديلات إضافة Emojis بأحجام مختلفة في الرسائل الخاصة أو ما يعرف بالـ Direct Message.

موقع التغريدات الشهير أقال منذ بضعة أيام 366 موظفاً في ما برّر أنه لترشيد عمليات الشركة، كما قال المؤسس المشارك والمدير التنفيذي للشركة، جاك دوسي في تغريدة له عبر "تويتر". وكان الموقع سابقاً قد أزال القيود على رسائله الخاصة بحيث أصبح يمكن إرسال ملايين الكلمات يومياً وفي نفس الرسالة. الوسم تطوّر بحيث إنّ المواضيع المتشابهة باتت أكثر ذكاءً وارتباطاً.


لكن ما الذي يجعل مستخدمي موقع "تويتر" أقل بكثير من موقع "فيسبوك"؟ بأكثر من 300 مليون مستخدم، يعدّ "تويتر" حالياً واحداً من أكثر المواقع شعبية على الإنترنت. ومع ذلك، فقد تباطأ نمو مستخدميه في الآونة الأخيرة، الأمر الذي وضع الشركة في مكان بعيد وراء "فيسبوك". فالشركة فشلت في إبقاء عدد هائل من المستخدمين الذين سجلوا حسابات في الموقع ومن ثم لم يعودوا نشيطين ولو لمرة واحدة ضمن حساباتهم. هنا يأتي دور التعديلات المستمرة للموقع والتي يأمل كثيرون من خلالها تحسّن النمو المتوسط للمستخدمين الجدد لا سيما مع عودة دورسي للشركة، خصيصاً بعد ارتفاع اسهم شركة التغريد.

ربّما أيضاً مشكلة "تويتر" مرتبطة بقيوده في التغريد. فالموقع ومنذ يومه الأوّل لا يسمح بالتغريد بأكثر من 140 حرفاً في كلّ تغريدة. والعديد من المحللين يعتقد أنّه يتّجه نحو الزوال في حال عدم تعديله لعدد الأحرف المتاحة في كل تغريدة. لكن وكما يقول كثيرون، إن لم يكفك 140 حرفاً للتعبير عن فكرة، فالمشكلة هنا في التعبير عنها وطريقة صياغتها. وإن أصبح عدد أحرف التغريد أكبر، سيقع المستخدم في مشكلة قراءة تغريدات أقلّ لعدد متابعين أقلّ.

بانتظار "تويتر" و"فيسبوك" مشوار طويل من التغييرات والتحديثات، والعديد من الإضافات التي يسعى من خلالها كل موقع لجذب مزيد من المستخدمين الجدد والإبقاء على المستخدمين القدامى. ربما سيُقنع موقع "فيسبوك" مستقبلاً مزيداً من الشباب للانضمام اليه، بعد أن رافقته طيلة أعوام صبغة استقطاب كبار السنّ فقط وربمّا أيضاً سيعمل موقع "تويتر" على تغيير قيود عدد أحرف التغريد ليصبح بإمكان أيّ مغرّد كتابة تغريدة طويلة تتخطى الـ140 حرفاً. وحدها الأيام كفيلة بتحديد هوية موقع التواصل الأقرب لتطلعات المستخدمين الذين تختلف أذواقهم لكنّها تتغيّر وتتأقلم مع كل تحديث وتعديل قريب للخدمات الأقرب لشخصيتهم.


اقرأ أيضاً: المنافسة بين هواتف "آبل" و"غوغل" تشتدّ
المساهمون