"تتكرر المعاناة في كل عام، ولا أحد يسمع أو يرى"، هكذا تصف النازحة السورية الحاجة فطيم القطا، المقيمة في مخيم "البالعة"، تأثيرات العاصفة المطيرة، التي ضربت محافظة إدلب، وكان تأثيرها مضاعفاً على من يعيشون في مخيمات الشمال السوري منذ سنوات.
تضررت مئات من خيام النازحين بالأمطار الغزيرة التي ضربت المنطقة طوال ليل الخميس- الجمعة، فبعضها غرقت تماماً، وتحوّلت أرضيتها الطينية إلى أوحال، وأخرى تهدمت بعد أن دهمت المياه أساساتها الهزيلة، كما تحولت طرق المخيمات المنتشرة الداخلية إلى برك من المياه المتراكمة التي تهدد بانتشار الحشرات، وبالتالي تفشي الأمراض.
يرصد مدير تجمع مخيمات البالعة، خليل الحمود، تضرر نحو 300 عائلة نازحة، مشيراً إلى حركة نزوح داخلية خلفتها العاصفة، إذ اضطرت نحو 70 عائلة تهدمت خيامها إلى النزوح إلى مخيمات أخرى أقل تضرراً.
ووثق فريق "منسقو استجابة سورية" أن 426 شخصاً من النازحين أصبحوا بلا مأوى نتيجة تدمير العاصفة للخيام الخاصة بهم، فضلاً عن تضرر 3171 آخرين من الأمطار، ما يستدعي تنفيذ مشاريع عاجلة لترميم المخيمات قبل أن يبدأ فصل الشتاء، والعمل على تأمين احتياجات النازحين الأساسية، وخصوصاً مواد التدفئة، ووسائل العزل اللازمة لمقاومة الأمطار والبرد.