المخدرات الطائرة... مسيَّرات عابرة للحدود تستهدف الأردن والعراق

27 مارس 2023
توظيف المسيّرات في تهريب المخدرات تحدٍّ للجهات الأمنية (Getty)
+ الخط -

يكشف تحقيق "العربي الجديد" الاستقصائي كيف تُستخدَم الطائرات المسيَّرة في تهريب المخدرات عبر الحدود الأردنية السورية، في ظاهرة متنامية، إذ تتكرر كذلك على الجانب العراقي الإيراني، ما يشكل تحدياً أمنياً للدول المستهدفة.

- سقطت طائرة مسيَّرة "درون" فوق سطح منزل الخمسيني السوري أبو رائد، القاطن قرب مدرسة أبو قنطرة في بلدة تل شهاب بريف درعا، في مارس/ آذار 2022، ومن ثم اقتحم رجال مدججون بالسلاح منزله لأخذ الطائرة المحمَّلة أكياساً سوداء، وفق ما رآه شاهد العيان الذي طلب الاكتفاء بكنيته وعدم الكشف عن اسمه، حفاظاً على أمنه الشخصي، مشيراً إلى أنهم يسمعون طنين تلك الطائرات التي تحلق فوق منطقتهم والتي لا تبعد سوى 25 كيلومتراً عن الحدود السورية الأردنية.

ما سبق يؤكده لـ"العربي الجديد" الضابط في صفوف الفرقة الرابعة التابعة لجيش النظام السوري، أحمد مسعود (اسم مستعار حفاظاً على حياته)، الذي يعمل في تل شهاب، وشاهد في أثناء تكليفه دورية جوالة على الحدود السورية الأردنية، "الدرون" في أثناء خروجها من المدرسة، التي اتخذها النظام السوري مركزاً للتسوية العام المنصرم، وحولها إلى ثكنة عسكرية، ومن ثم سيطرت عليها مليشيات الدفاع الوطني التابعة لجيش النظام وقوات من حزب الله اللبناني، مضيفاً أن "بلدة تل شهاب المتاخمة للحدود الأردنية تحولت إلى مركز تهريب للمخدرات عبر الطائرات المسيَّرة".

ويدخل ما رصده أبو رائد ومسعود ضمن اتجاه حديث يشهد توسعاً لتوظيف الطائرات المسيَّرة في تهريب المخدرات، إذ يكشف تحقيق "العربي الجديد" كيف تحولت هذه الطائرات إلى وسيلة جديدة ومتطورة تحمل المواد المخدرة، وتشكل تحديًا أمام الجهات الأمنية في الدول المستهدفة.

تهريب مستمر عبر الدرون

في 17 فبراير/ شباط 2021، أعلنت القوات المسلحة الأردنية خلال جولة نظمتها القيادة العامة على الحدود الأردنية السورية أن محاولات تهريب المخدرات عبر الحدود باتت "منظمة ويستعين المهربون بالطائرات المسيَّرة".

لجأ المهربون إلى الدرونز عقب تشديد المراقبة على الحدود البرية

ويوظف المهربون الدرون على الحدود الشمالية الأردنية المحاذية للجنوب السوري، إذ يستخدم بعضها للتجسس، بالإضافة إلى حمل المخدرات باتجاه الحدود الأردنية، بحسب ما يكشفه الجيش الأردني في بيان نشره على موقعه الإلكتروني، وبحسب رده المكتوب على "العربي الجديد"، فإن جميع الدرونز التي استخدمت من الجانب السوري في محاولة لإدخال المخدرات إلى الأردن جرى التعامل معها، إما من خلال إسقاطها، وأخرى تُكتشَف في أثناء تحليقها، وبالتالي يعيدها المهربون إلى الجانب الآخر من الحدود.

على الجانب السوري، يقول مسعود إنه عندما أعلن الجيش الأردني في 14 مايو/أيار من عام 2022 إسقاط عناصر حرس الحدود الأردني في المنطقة العسكرية الشرقية طائرة مسيَّرة محمّلة بالحبوب المخدرة قادمة من سورية، "في الحقيقة، أنه في تلك الأثناء عبرت مجموعة يصل عددها إلى 30 مسيّرة من منطقة محاذية وبارتفاع أكبر، بعد أن ظن الجيش الأردني أنه قد أوقف عملية التهريب في ذلك اليوم بإسقاط تلك الطائرة، التي كان أمر إطلاقها مدروساً من قبل المجموعة التي تهرّب المخدرات، في محاولة لإشغال الجيش الأردني ريثما تعبر قافلة مسيّرات"، بحسب ما نقله مسعود عن أحد عناصر عشيرة الرمثان البدوية التي تقطن قرية الشعاب في ريف محافظة السويداء السورية، وينتشر أفرادها على جانبي الحدود في سورية والأردن، وتورط أحد أبنائها، وهو مرعي الرمثان، في تلك العمليات، إذ لديه مليشيا تنفذ مهام أمنية في البادية لصالح المخابرات العسكرية السورية، وبالبحث عبر محرك البحث القانوني (قسطاس)، وجدت "العربي الجديد" أن اسم مرعي الرمثان ورد في 40 قضية لدى محكمة أمن الدولة بتهمة استيراد المواد المخدرة وتهريبها والاتجار بها.

ويوضح مسعود أن واقعة إسقاط الطائرة من قبل الجيش الأردني في مايو لم تكن الأولى، بل سبقتها عمليات أخرى، دون أن تُعلَن، وهو ما يؤكده شاهد العيان المنحدر من قرية الشعاب السورية محمد عمران الزرباني، الذي يروي لـ"العربي الجديد" أنه ارتحل بأغنامه صوب الحدود الأردنية بحثاً عن مناطق صالحة للرعي، وشاهد طائرة مسيَّرة في أثناء سقوطها بتاريخ 26 فبراير/ شباط من العام الماضي، في منطقة قضاء دير الكهف في لواء البادية الشمالية في المفرق شمال عمّان قرب الحدود مع سورية، وسبق ذلك أصوات عيارات نارية، بحسب قوله.

الصورة
دير الكهف
قضاء دير الكهف حيث سقطت طائرة مسيرة في فبراير/شباط 2022 (العربي الجديد)

وبحسب ما رصده معدو التحقيق، فقد أعلن الجيش الأردني تنفيذ 3 عمليات إسقاط لمسيَّرات، أولها في 21 أكتوبر/ تشرين الأول 2021، وفي 14 مايو 2022، وكذلك في 25 فبراير 2023، إذ أسقطت قوات حرس الحدود طائرة مسيَّرة قادمة من سورية حاولت اجتياز الحدود الأردنية، وهي تحمل قنابل يدوية وبندقية، بحسب بيان الجيش الأردني عقب الحادثة.

وفي العراق، لجأ مهربو المخدرات إلى توظيف الدرون عقب تضييق الخناق على مسارات التهريب البرية، وفقاً لقائد حرس حدود المنطقة الرابعة اللواء خلف لفته البدران الذي تتولى قواته تأمين الشريط الحدودي في محافظات البصرة والمثنى وذي قار وميسان، مبيناً أن وكالة الاستخبارات الاتحادية أسقطت طائرة مسيَّرة في 20 إبريل/ نيسان 2022 يستخدمها مهربو المخدِّرات، لاستطلاعِ الشريطِ الحدودي بين العراق وإيران، بهدف تهريب الممنوعات.

ولم يكتفِ المهربون بتوظيف الدرون، إذ ضبطت القوات الأمنية طائرة شراعية محملة بمليون حبة مخدرة بعد التنسيق الاستخباري بين العراق والكويت في 3 يونيو/ حزيران 2022.

ويصف قائد حرس الحدود، الفريق الركن حامد الحسيني لـ"العربي الجديد" أسلوب التهريب باستخدام المسيَّرات والطيران الشراعي بـ"الجديد والمتطور"، وتقوده شبكة عراقية كويتية حاولت نقل الممنوعات من العراق إلى الكويت وتسلّم الأموال من هناك باستخدام الطائرة الشراعية، بعدما حفرت الأجهزة الأمنية خندقاً بين البلدين بطول 45 كيلومتراً لقطع الطريق على المهربين.

وتستخدم الطائرة من النوع الشراعي لأغراض رياضية، وتتميز بمحرك يسير بمعدل ثمانين إلى مئة كيلو متر في الساعة ويقودها شخص واحد، ويمكن أن تحمل بين 200 إلى 300 كيلوغرام من المخدرات، لافتاً إلى أن الطائرة ضبطت على مسافة 7 كيلومترات عن الشريط الحدودي بعد إطلاق النار باتجاهها، ما اضطر قائد الطائرة إلى إنزالها والهرب باتجاه دولة الكويت.

لماذا استخدام الدرون؟

تمتاز الطائرات المسيَّرة بالمرونة وعدم وجود صوت لها، وتحلّق على ارتفاعات منخفضة جداً بمساعدة مراوح صغيرة، وتستطيع أن تتحرك أفقياً وعمودياً من خلال المراوح، دون أجنحة، ويمكن التحكم بها من خلال جهاز صغير. ويمكن لبعض أنواعها حمل 15 كيلوغراماً من المخدرات، كما يوضح العميد المتقاعد من الجيش الأردني هشام خريسات، مشيراً إلى أن اختيار هذه الطائرات في التهريب يعود إلى كون الطرق العادية التقليدية أصبحت صعبة ومعقدة، في ظل تشديد الحماية على الحدود البرية.

تخضع المسيّرات لتعديلات لزيادة حمولتها من المخدرات

وعبر توثيق صور المسيّرات التي أسقطها الجيش الأردني، وبعرضها على اللواء طيار المتقاعد من سلاح الجو الملكي الأردني مأمون أبو نوار، تبين أن طائرات الدرون المستخدمة على الحدود السورية الأردنية في تهريب المخدرات هي من نوع كواد كوبتر، المسيّرة رباعية المراوح، وهي مزودة بكاميرا ونظام GBS، وتعمل على بطارية يمكن إعادة شحنها، ومحركات يمكنها أن تعمل 100 ساعة، ولا تحتاج إلى مطار أو مدرج لتقلع. كذلك فإنها تُسقط البضاعة التي تحملها وتعود مجدداً إلى موقع إطلاقها عبر التحكم بها عن بعد، ويمكن لبعض الأنواع حمل 10 كيلوغرامات وقطع مسافة ميل ونصف. ونظراً لهذه المزايا، يؤكد أبو نوار أنه "لا يمكن تجاهل دور المسيرات في عمليات التهريب المستقبلية"، مضيفاً أن هذه التكنولوجيا الجديدة وأنواعها المختلفة تعتبر المستقبل لعمليات التهريب عبر الحدود.

الصورة
كواد كوبتر
طائرة "كواد كوبتر" محملة بمواد مخدرة أسقطها الجيش الأردني في مايو/أيار 2022 (العربي الجديد)

ما سبق يؤكده تقرير بعنوان (إطار الإنتربول لمواجهة حوادث الطائرات المسيّرة)، صادر في يناير/ كانون الثاني 2020، مبيناً أنه "في ظل التطور المستمر لتكنولوجيا الطائرات المسيَّرة، واستمرار انخفاض أسعارها، سيزيد الاعتماد عليها". وتتألف أي طائرة مسيَّرة، وفق التقرير، من المكونات المادية التي تشمل جسم الطائرة المسيَّرة، وجهاز التحكم، والمحركات والمراوح، ونظام GPS، ومستقبل لاسلكي وجهاز إرسال، إلى جانب البرامجيات للتحكم بتشغيلها.

تعديلات على الطائرات المسيرة

تخضع المسيرات لتعديلات محددة في سورية، بهدف زيادة قدرتها على حمل الأوزان، ويجري تدريب مجموعة من العناصر في الفوج 175 في مقر الفرقة الخامسة (تتبع الفيلق الأول في جيش النظام وتتمركز في درعا) في مدينة أزرع بدرعا على تعديل واستخدام الطائرات تلك، تحت إشراف ثلاثة مهندسين، بحسب ما يؤكده أحد عناصر اللواء الـ 12 (يتبع الفرقة الخامسة وينحدر أغلب عناصره من عشيرة الرمثان، ما يشكل مدداً لأعمال المهرب الرئيسي مرعي الرمثان).

وتتضمن التعديلات عملية تبديل المحركات الخاصة بالطائرات ونظام الـ GPS بحسب ما يظهره ملف حصل عليه "العربي الجديد" يتضمن شرحا لخطوات استبدال المحركات الخاصة بالطائرات بمحركات Brushless DC Motor الذي يتميز بقوة تحمله وسرعة دورانه الفائقة، لزيادة قوة الطائرة على تحمل الثقل أو الوزن، ويتم ذلك وفق عملية حسابية لضبط قدرة الطائرة المعدلة على حمل الأوزان، أما الـ GPS فيتم استبداله بنوع GY-NEO6MV2، لأنه في ظل وجود النظام الأول قد يتم فقدان الطائرة إذا طالت المسافة عن 4 كيلومترات.

ويتم إلغاء نظام إعادة الطائرة ذاتياً إلى قاعدة الإقلاع  حمايةً لها من السيطرة عليها؛ بحسب العنصر في اللواء 12، وينقل عن المهندس الذي دربه أن سبب إلغاء نظام إعادة الطائرات ذاتياً إلى قاعدة الإقلاع أن هناك عدة طرق مختلفة لاختراق الطائرات بدون طيار، وبمجرد تحديد موقع الطائرة بدون طيار، يمكن للقراصنة السيطرة عليها عن طريق تزييف بيانات GPS، وهذا ما يفعله عليه الجيش الأردني أحيانا والجيش اللبناني أيضا، إذ يتم تغذية المسيرات بإحداثيات زائفة فتعتقد الطائرة بدون طيار أنها تتبع نمط رحلتها الأصلي ولكن في الواقع يتم توجيهها إلى موقع مختلف بهدف جعلها تهبط بالقرب من المخترِق حتى يتمكن من ضبطها مع حمولتها، لذلك يستخدمون نظام GY – NEO6MV2 ، لكن من سلبيات هذا النظام هو إلغاء العودة الذاتية للطائرة الى قاعدة الإقلاع الرئيسية.

ويشير خريسات إلى أن المهربين يقومون بوضع حواضن مخدرات تشبه خزانات الوقود تماما، ولدى وصول الطائرة إلى وجهتها تقوم بإسقاطها من أسفل الأجنحة. ولا يستبعد أن المسيرات القادمة من الأراضي السورية وتعبر الحدود محملة بالمخدرات، يمكن أن يتم إطلاقها من مطار الشعيرات أو مطار التيفور (قاعدة طياس العسكرية) في حمص والذي يتميز بموقعه الاستراتيجي لقربه من العراق، إذ يوجد فيهما مدارج للإقلاع، بعضها بطول 10 أمتار، وتضم مدرجات بطول 3 آلاف متر، ومساحة كل مطار 25 كيلو مترا، منوها إلى أن المطاران أصبحا تحت سيطرة الجيش السوري وحلفائه منذ عام 2017، وهي الآن تخضع للسيطرة الإيرانية، ويستخدم الإيرانيون أجزاء من المطار كقاعدة عسكرية للطائرات المسيرة.

الصورة
مطار التيفور
صورة ملتقطة بواسطة الأقمار الصناعية لمطار التيفور في حمص (العربي الجديد)

وتكشف صور التقطتها الأقمار الصناعية للمطارين السابقين حصلت عليها "العربي الجديد" عبر Aurora Intel Network، عن وجود 3 مدارج في مطار التيفور تضم أنواعا مختلفة من الطائرات، بالإضافة إلى مستودعات، أما مطار الشعيرات فيضم مدرجين ومستودعات (حظائر) إسمنتية، وعبر فحص الصور بواسطة خبراء من Aurora Intel فإنه على الرغم من عدم وجود دليل واضح على وجود الطائرات المسيرة في الصور إلا أن المستودعات الإسمنتية الموجودة في المطارات يمكن استغلالها للتخزين، أما المدرجات والساحات يمكن توظيفها للتدريب، مؤكدا في ذات الوقت أن الطائرات بدون طيار لا تحتاج إلى بنية تحتية لإطلاقها، وكل ما تحتاجه هو سطح مستوٍ.

الصورة
مطار الشعيرات
مطار الشعيرات الخاضع لسيطرة الجيش السوري (العربي الجديد)


 

ما هي الأنواع التي تنقل بواسطة الدرون؟

يعدّ الكبتاغون أشهر أنواع المخدرات التي تُهرَّب باتجاه الأردن عموماً، فيما تعتبر مادة الكريستال أبرز الأنواع المخدرة التي تُهرَّب بواسطة طائرات الدرون، وفق رد الجيش الأردني على "العربي الجديد"، موضحاً أن حمولة الدرون المضبوطة تراوحت بين 1 و2 كيلوغرام، وتستخدم لتهريب المخدرات مرتفعة الثمن، مثل الكريستال والكبتاغون.

وضُبط على الحدود الأردنية-السورية منذ الأول من يناير/كانون الثاني 2021 وحتى نهاية شهر يوليو/ تموز 2022، 19685 كف حشيش و22.817.043 حبة كبتاغون، و93.112 نوعاً آخر من الحبوب المخدرة، بحسب رد الجيش.

ما سبق، يؤكده عنصر اللواء الـ12، قائلاً إن "المواد المخدرة المهربة عبر الدرونز إما من النوع الأغلى ثمناً أو الأكثر استخداماً، وهما الكوكايين والكريستال ميث الذي يباع الغرام الواحد منه بدولار"، مشيراً إلى أنه لاحظ "في أثناء عملية التدريب الميداني على استخدام الطائرات المسيّرة المحملة مواد مخدرة التي شارك فيها، وجود مادة أشبه بشوائب الزجاج المكسور تناثرت عندما اصطدمت طائرتان ببعضهما، ما جعل الأكياس المحملة عليهما تتمزق".

مواجهة التهريب بالطائرات المسيرة

تزايد استخدام الطائرات المسيرة في السنوات الأخيرة، ووظفها المجرمون في القيام بأعمال غير مشروعة مثل انتهاك الخصوصية وتهريب المخدرات والعمليات الإرهابية وتعطيل البنى التحتية الحيوية، ومن الأمثلة الشائعة على ذلك نقل بضائع مهربة إلى داخل مناطق محظورة، مثل السجون، وكذلك استخدامها لجمع معلومات استخبارية، أو تهريب المخدرات، ما ينذر بتحديات جديدة للمستجيبين في أجهزة إنفاذ القانون وصولا إلى الخبراء في مجال التحقيق الرقمي، بحسب تقرير الإنتربول، مبينا أن هناك تباينا في تنظيم استخدام الطائرات المسيرة حول العالم، إذ تحظر بعض البلدان استخدامها بالكامل ومنها إيران والجزائر وسورية والعراق والمغرب، بالتالي، يتعرض من يستخدمها في تلك الدول إلى الحبس أو دفع غرامات بالإضافة إلى مصادرة الطائرة.

ويقر عضو اللجنة الأمنية السابق في مجلس محافظة البصرة جمعة الزيني بأن القوات الأمنية العراقية أصبحت أمام تحد خطير نتيجة تواضع إمكانياتها التقنية لمواجهة عمليات التهريب بواسطة "الدرون"، ويلفت الزيني إلى "أن استخدام مهربي المخدرات يعطي صورة عن إمكانياتهم الكبيرة، وأن نشاطهم لا يرتبط بأفراد بقدر ارتباطه بشبكات ومافيات تدار إقليميا ومحليا، وكشفها ضمن الإمكانيات المتاحة عند الحكومة العراقية ليس أمرا سهلا".

ورغم أنّ ملف المخدرات شأنٌ اتحاديّ، إلّا أنّ الحكومةَ المحليةَ (المحافظة) في البصرة تقولُ على لسان المتحدثِ باسمها معين الحسن إنها استشعرتْ خطرَ الأسلوبِ الجديدِ لتهريبِ المخدِّرات، وتسعى لتجهيزِ قواتِ الأمنِ، وحرس الحدود العراقي تحديداً، بكل ما يحتاجه من معدات وتقنيات تسهم  في تقويضِ تجارةِ المخدِّراتِ باستخدامِ طائراتِ الدرون.

وعلى الحدود الأردنية السورية، تبذل القوات المسلحة الأردنية جهودا واسعة لمواجهة المهربين، بحسب عضو مجلس محافظة المفرق (اللامركزية) عن قضاء دير الكهف فياض المساعيد، والذي يقول لـ"العربي الجديد" أن "هناك اشتباكات دائما بين الجيش ومهربي المخدرات وأغلب عمليات التهريب تحصل أثناء الليل، وقد استخدم المهربون كل الأساليب في إنجاح عمليات تهريب المخدرات".

ما سبق يؤكده عضو مجلس محافظة المفرق عن قضاء أم القطين عبد العزيز العظامات، قائلا يستيقظ سكان قضاء أم القطين على أصوات الاشتباكات بين الجيش الأردني ومهربي المخدرات يوميا، والتي تنشط ليلا خاصة في فصل الشتاء إذ لا تبعد سوى كيلو مترا واحدا عن الحدود.