في مجال نادراً ما تشاهد فيه النساء، عرفت ميزوهو أنها ستكون حالة نافرة. وقالت هذه المتدربة البالغة من العمر 33 عاماً لوكالة "فرانس برس": "أعتقد أن هناك عدداً قليلاً من الطهاة الإناث. لكنني أردت الدخول في التحدي لهذا السبب". وأضافت "قلت لنفسي إن هذه مهمتي".
في "أونوديرا"، ميزوهو ليست المرأة الوحيدة، فقد كانت هناك متدربة أخرى من بين 10 متدربين في المطعم قبل إغلاقه مؤقتاً في إبريل/ نيسان بسبب تفشي فيروس كورونا. طهاة المطعم كلهم، البالغ عددهم 10، هم من الرجال.
تضيف "يمكن أن يكون العمل مرهقاً، ويتطلب سنوات لإتقانه. يجب أن يتعلم المتدربون كل شيء من أسماء الأسماك المختلفة إلى طريقة إزالة قشورها وتقطيعها بشكل صحيح".
وقالت ميزوهو التي قررت أن تصبح طاهية سوشي بعد عملها طباخة في مطاعم يابانية صغيرة "لقد تقبلني زملائي". وأضافت "لا يعاملونني بشكل مميز لأنني امرأة، بل يعلمونني كإنسان".
Twitter Post
|
يهيمن الرجال على عالم "واشوكو" أو المطبخ الياباني منذ وقت طويل، مقارنة بالمطبخ الإيطالي أو الفرنسي، وفقاً لفوميماسا موراكامي البالغ من العمر 54 عاماً، وهو أستاذ في "أكاديمية طوكيو للسوشي". ولا توجد بيانات رسمية عن توزيع طهاة السوشي وفقاً للجنس في اليابان، لكن موراكامي يقدّر أن النساء يشكلن "أقل من 10 في المائة" منهم.
وقال إن "المقاومة ضد وجود طهاة نساء لا تزال قوية في المطبخ الياباني، بما في ذلك طهاة السوشي". وأضاف أن "هناك صعوبة بالنسبة إلى الزبائن، خصوصاً الكبار في السن، في تقبل وجود امرأة وراء المنضدة".
طهاة السوشي أنفسهم ينتقدون عمل النساء في هذه الصناعة، ويقول بعضهم إن أيديهن دافئة إلى درجة تمنعهن من إبقاء السمك النيء طازجاً، كما أن الحيض يغير حس الذوق لديهن. ويقول آخرون إن الوظيفة غير مناسبة للنساء بسبب ساعات العمل الطويلة والمتأخرة.
ولفتت يوكي نوغوشي، وهي مدّرسة ابتدائية سابقة تبلغ من العمر 32 عاماً أنهت مدة تدربيها كطاهية سوشي في الأكاديمية في ديسمبر/ كانون الأول، إلى أنه "لا يزال هناك اعتقاد قوي في اليابان بأن النساء هن اللواتي يعتنين بالأسرة. وطهاة السوشي يعملون في المساء، لذلك سيكون من الصعب على المرأة القيام به". وأوضحت "لهذا السبب أعتقد أن عدد النساء اللواتي يرغبن في أن يصبحن طاهيات سوشي قليل".
Twitter Post
|
وأشار رئيس الطهاة في "أونوديرا"، أكيفومي ساكاغامي، إلى أن سمعة صعوبة التدريب في عالم السوشي أبعدت النساء عن دخوله. وأضاف أكيفومي البالغ من العمر 46 عاماً "أعتقد أن النساء في حاجة إلى الكثير من الشجاعة لدخول هذا المجال".
بدأ ساكاغامي متدرباً قبل أكثر من 30 عاماً في مدينة سابورو (شمال)، عندما لم يكن هناك وجود للطهاة الإناث أو المتدربات. وقال "عندما انضممت إلى الصناعة، كانت ظروف العمل فيها صعبة"، موضحاً أن "ساعات العمل كانت طويلة والأجر منخفض. لقد كانت صعبة جسدياً". وتابع "لكن بيئة العمل تتغير مع التغيرات الأخرى التي يشهدها المجتمع. أعتقد أنه يصبح أفضل بالنسبة إلى النساء والرجال على حد سواء".
وهو يرحب بهذه التغييرات، معتبراً أن العمل في هذا المجال لا يستند إلى الجنس بل إلى "الكفاءة والموهبة ومقدار الجهد الذي يبذله الأشخاص".
وتأمل إيواي والمتدربة الثانية فوكا سانو أن تساهما في تحقيق تغيير في صناعة السوشي. وقالت "آمل أن تختفي الصورة النمطية المرتبطة بعمل النساء كطهاة سوشي وأن يكون هناك المزيد من الخيارات لهن".
(فرانس برس)