العباءة الشرقية... ابتكار عربي طوره الغرب

24 اغسطس 2017
من عرض للعباءات أقيم في باريس (Getty)
+ الخط -
قبل سنوات، دخل كبار المصممين العالميين على خطّ تصميم العباءات الشرقية، لما تحمله من خصوصية عند المرأة العربية، وهذا ما فتح أمام هؤلاء المصممين سُبلاً جديدة للترويج لأعمالهم وتصاميمهم. وقبل عام، اندفع عدد من المصممين الأجانب ومنهم فالنتينو وتوري بورش ونعيم خان إلى إدراج العباءات المُصممة ضمن مجموعاتهم لمختلف مواسم السنة.
 
ولم يطغَ اللون الأسود على مجموعة العباءات التي ظهرت على المنصات العالمية في العروض العادية. وعلى الرغم من كونها مفاجئة، ظهرت ألوان الوردي والأزرق والبرتقالي والأسود والأبيض والفضيّ والذهبي. ولو أنَّ البعض صنف تصميمها بأنه مُستمد من الفساتين العادية الأقرب إلى النَّفَس الشرقي. واعتمد بعض المصممين على تزيين هذه القطع بالأحجار الكريمة الملونة إضافة إلى الكريستال، فيما قام بعضهم الآخر بنقش رسوم خاصة تتماشى مع الميول الشرقية الخاصة بهوية العباءة العربية. وكان جيداً دخول أقمشة لم تعهدها العباءة التقليدية من قبل كالدانتيل، والحرير، والساتان من دور أزياء فالنتينو وإيلي صعب، ونعيم خان، وهي تُناسب المناسبات الرسمية والكبيرة، كحفلات الأعراس والاحتفالات الخاصة.

وتقول مصممة ومنفذة العباءات في بيروت، ناديا الرفاعي، إن العباءة في مفهومها التاريخي، لم تكن حكراً على المرأة المسلمة أو المحجبة. وتظهر الصور في العهود التي سبقت الإسلام أن الرداء الطويل كان الأغلب بالنسبة للنساء في تلك الفترة، لكن مع التطور وتبدل العصور، تطورت العباءة النسائية، ولو أن بعضها غلب اللون الأسود في تصميمها وارتدائها لأسباب كثيرة ومنها أن الأسود يخفي تقاسيم المرأة من باب الحشمة، ولا يعتبر من الألوان المثيرة، خصوصاً إذا كان الرداء فضفاضاً، بعيداً عن التفاصيل التي قد تفصل الجسم أحياناً.

وتتابع الرفاعي التي تتخذ جزءاً من مشغلها في بيروت لخياطة وتصليح العباءات، إن عصر الستينيات شهد تحولاً في موديل العباءة الشرقية، بعد أن أدخل عليها الصينيون الخط الذهبي في معظم العباءات المصنعة هناك، والتي كانت تغزو السوق السعودية، وتشهد ازدهاراً في حركة مبيعاتها أثناء موسم الحج. وكلنا يذكر العباءة الهدية التي كان يحملها الحاج لبناته أو لأصدقائه، وهذا ما شكل الوجه الأساسي لموديل العباءة لعقدين. لكن في مرحلة التسعينيات ومع الانفتاح على العالم، تطور شكل العباءة، ولم يعد القماش الواحد بطل هذا التصميم، بل دخلت أقمشة أخرى، خفّت الخيوط الذهبية من جهة الياقة والصدر والجوانب، وأقفلت "الفتحات" في الأمكنة ذاتها، فأصبح التصميم عامودياً، بدون مواد صناعية، وشهد الانفتاح الخليجي في الفترة نفسها، أي التسعينيات تبدلاً واضحاً لجهة العباءة النسائية، من خلال بعض الموديلات، التي اتخذت الطابع الغني من جهة القماش، والأحجار الكريمة والشك والتطريز اليدوي الدقيق والذي أبعد هذه الصناعة عن الخط التجاري وأصبحت ضمن خطوط الموضة حتى العالمية، فتنبّه لذلك المصممون العالميون، وراحوا يتخذون تصاميم، تؤكد على شغفهم بهذا الفن المستحدث، بغض النظر عن العامل الديني، وأصبحنا نجد أن بعض الفنانات في الغرب يرتدين العباءة التي تتماشى مع ميولهن وفنون يقدمْنها.




دلالات
المساهمون