مهرجانات سينمائية عديدة، مُقامة في دول عربية مختلفة، تعاني مشاكل جمّة، منها تعيين مسؤولين عنها. فالتعيين سنوي، كأنه عقد عمل، في شركة تجارية، قابل للتجديد. هذا مُسيء للمهرجان، لكنه مفهوم في دول ترفض سلطاتها الحاكمة تحويل أي نشاط إلى مؤسّسة مستقلّة تستمرّ في العمل من دون خوف أو قلق إزاء تغيير يحصل فجأة، غالبًا من دون سبب. انعدام الفكر المؤسّساتي يؤخّر تطوير مهرجان فني أو نشاط ثقافي. التعيين السنوي مُريحٌ لسلطات عربية متحكّمة أكثر منها حاكمة، فهو يمنع ثباتًا يُمكن أن ينتفض عليها، فتهتزّ أركانه ولو قليلاً.
المأزق أنّ التعيين السنوي يُفرح أناسًا، متابعين ومهتمّين، باختيار فلان، إنْ يكن لفلان باعٌ إيجابي في شؤون السينما. هذا مشروعٌ. إصدار قرار باستمرار المنتج والسيناريست المصري محمد حفظي رئيسًا لـ"مهرجان القاهرة السينمائي الدولي"، قبل أيام قليلة، مُثير للاهتمام، فحفظي خبير ومتمرّس بالشأن السينمائي، والدورة السابقة (2018) انعكاسٌ لبعض ما لديه في إدارة مهرجان يُفترض به أن يستعيد مكانته الدولية، فعليًا لا انفعاليًا. فحفظي يقول بضرورة استكمال أفعال الدورة السابقة، والقيام بالجهود الممكنة كلّها لـ"وضع المهرجان في مكانته الطبيعية التي يستحقّها، كأقدم مهرجان سينمائي دولي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا".
المأزق أنّ التعيين السنوي يُفرح أناسًا، متابعين ومهتمّين، باختيار فلان، إنْ يكن لفلان باعٌ إيجابي في شؤون السينما. هذا مشروعٌ. إصدار قرار باستمرار المنتج والسيناريست المصري محمد حفظي رئيسًا لـ"مهرجان القاهرة السينمائي الدولي"، قبل أيام قليلة، مُثير للاهتمام، فحفظي خبير ومتمرّس بالشأن السينمائي، والدورة السابقة (2018) انعكاسٌ لبعض ما لديه في إدارة مهرجان يُفترض به أن يستعيد مكانته الدولية، فعليًا لا انفعاليًا. فحفظي يقول بضرورة استكمال أفعال الدورة السابقة، والقيام بالجهود الممكنة كلّها لـ"وضع المهرجان في مكانته الطبيعية التي يستحقّها، كأقدم مهرجان سينمائي دولي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا".
التجربة الأولى مدخلٌ، لكن التجربة الثانية يُفترض بها أن تُظهِر تقدّمًا، يقول حفظي إنّ بعض سماته (التقدّم) كامنٌ في "توطيد علاقة المهرجان بجمهور السينما في العاصمة"، إنْ بعرض مزيد من الأفلام المرتقبة، "التي تُرضي الأذواق السينمائية كلّها"، وإنْ بدعم "العلاقة التفاعلية بين الجمهور والمهرجان، بهدف جعل المهرجان حدثًا دائم الارتباط بأي محبّ للسينما في القاهرة".
الدورة الـ41 تُقام بين 20 و29 نوفمبر/ تشرين الثاني 2019. هذا يعني أن الموعد السنوي مُثَبّتٌ بوقتٍ محدّد، كي يعتاد الجمهور والمدعوون الدائمون عليه. هذا ما تفعله مهرجانات دولية كثيرة. هذا ما يريده محمد حفظي لـ"مهرجان القاهرة السينمائي الدولي"، بسعيه إلى استعادة مكانة له، "يكون فيها موعدًا سنويًا مهمًّا لجمهور السينما وصنّاعها على حدّ سواء"، مُواكبًا ـ في الوقت نفسه ـ "أحدث التقنيات والاهتمامات العالمية"، وعارضًا "أفضل الأفلام" التي يُمكن انتقاؤها.
رغم أهمية تحويل المهرجان إلى مؤسّسة متكاملة، كأي مهرجان دولي يُقام في الغرب، فإن استمرار محمد حفظي في رئاسة "مهرجان القاهرة السينمائي الدولي"، للعام الثاني على التوالي، بُشرى لمحبّي السينما والعاملين فيها والمهتمّين بها، وتفاؤل بإمكانية ما لتطوير منشود، رغم عوائق شتّى لن يكون لحفظي والعاملين معه شأنٌ بها، بل واجب مواجهتها.