رئيس بلدية أوكراني يحفر القبور لتحذير الناس من خرق الحظر

08 ابريل 2020
حفر القبور وُوجِه بردود فعل متباينة (Getty)
+ الخط -

لجأ رئيس بلدية أوكراني إلى حفر مئات القبور بسبب وباء كورونا "كوفيد-19"، لتشجيع الناس على التزام العزل، ما أثار الجدل، حيث لم تُسجَّل في مدينة دنيبرو التي يحكمها، أي حالة وفاة حتى الآن، بسبب الوباء.

وحُفر ما مجموعه 615 قبراً في عدة مقابر، وجُهِّز ألفا كيس عازل في هذه المدينة الصناعية التي يبلغ عدد سكانها نحو مليون نسمة (وسط شرق)، حسبما أفادت المتحدثة باسم البلدية لوليا فيتفيتسكا.

وأطلق المبادرة رئيس البلدية بوريس فيلاتوف، وهو رجل أعمال غني ومنفتح، وينشط جداً على منصات التواصل الاجتماعي.

وكتب على صفحته في موقع "فيسبوك"، في الثاني من  إبريل/ نيسان: "إلى أولئك الذين لم يدركوا بعد، نحن نستعد للأسوأ"، معلناً نيته حفر مئات القبور، مناشداً السكان التزام قواعد العزل المنزلي، التي غالباً ما يتجاهلها السكان.

وقال العمدة: "إنها مسألة حياة أو موت، دون أي مبالغة"، ملوِّحاً بغرامة قدرها 17 ألف هريفنيا (570 يورو) لمن لا يلتزم العزل. وتُعَدّ الغرامة مبلغاً كبيراً في هذا البلد الذي يُعَدّ من أفقر دول أوروبا.

وتباينت الآراء حول هذه المبادرة، فالمدينة سجلت 13 إصابة بالوباء دون أي وفاة. وأُعلِنَت 1462 إصابة في أوكرانيا، بينها 45 وفاة.

واعتبر الكاتب إيان فاليتوف (56 عاماً) الذي يحظى بشعبية واسعة، وهو أحد سكان المدينة، أنّ العمدة محق بهذا التصرف، وبالتلويح بهذه "الفزاعة"، لحثّ مواطنيه "على التصرف بجدية أكثر" حيال الوباء.

وقال: "إن رئيس البلدية اتبع نهجاً نفسياً جيداً من خلال إجبار الناس على تخيل أنفسهم كيف سيُوضَعون في هذه القبور".

وأضاف أنه إذا تجنبت المدينة الوفيات "فسيكون ذلك أفضل. وإذا حدثت الفاجعة - لا قدّر الله - فمن الأفضل أن تكون مستعداً".

ويعارضه الرأي إيفان كراسيكوف، وهو رئيس منظمة غير حكومية محلية تراقب بشكل خاص أنشطة البلدية، شاجباً "الأزمة العصبية التي يعاني منها رئيس البلدية" العاجز عن إدارة الموقف.

وقال: "بدل تركيز كل الجهود على تهيئة المستشفيات والوقاية، فإننا نتحدث فقط عن القبور. هذا ليس أمراً طبيعياً، ولا يؤدي إلا إلى نشر الهلع".

(فرانس برس)

المساهمون