المسرح الرمضاني بالأردن.. مائدة الإيحاءات الجنسية

24 يونيو 2015
لقطة من المسرحية اللبنانية "كثير سلبي" (العربي الجديد)
+ الخط -


تحفل موائد الإفطار الرمضانية في الفنادق الأردنية الموسومة بفئة الخمسة نجوم، بعروض مسرحية ساخرة تقع في منتصف المسافة بين برامج الـ"توك شو" التلفزيونية وبين مسرح الـ"ستاند آب" الكوميدي، والتي تُقدم للجمهور بعد يوم صيام طويل، في محاولة لإضفاء المرح والسرور عليهم في ساعة من الزمن.

ووسط غياب فعلي لنجوم المسرح الكوميدي في الأردن أمثال موسى حجازين ونبيل صوالحة وأمل الدباس، تقتصر عروض الموسم الحالي على عروض كوميدية لمواهب أردنية شابة استطاعت فرض حضورها الكوميدي كتامر بيشتو، ومي عبد الدايم، وبكر الحراسيس وعايد يانس، فيما يستمر استقطاب بعض المسرحيات العربية لعرضها للجمهور الأردني.

ويعتبر عرض المسرحيات رمضانياً، من الطقوس التي ألفتها فئة من الجمهور الأردني والضيوف العرب من (المقتدرين مالياً)، حيث يتوزع الجمهور خلال أيام الشهر على عدة بوفيهات رمضانية في عدد من الفنادق الكبرى، وتختتم السهرة بعرض مسرحي خفيف "توك شو"، حيث تتوزع العروض الأردنية والعربية على مختلف الفنادق.

ويقتصر الحضور المسرحي العربي الرمضاني هذا الموسم على اثنين من بين ستة عروض، إذ تبرز عودة العرض اللبناني "كثير سلبي شو" للمرة الثانية على التوالي في الأردن، مقابل حضور أول للعرض الفلسطيني "وطن على وتر"، ويتشابه العرضان بكونهما بدأا كاسكتشات تلفزيونية تحولت لعروض مسرحية بعد انتشارها.

وفي الوقت الذي ناقشت فيه المسرحيات الأردنية الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية بنقد يتراوح بين التركيز على السلبية والتعامي المقصود عن الإيجابية، سيطرت الإيحاءات الجنسية على العرضين الفلسطيني واللبناني بشكل مبالغ فيه، حيث دارت محاور العملين حول الإثارة اللفظية في محاولة لانتزاع ضحكة من شفاه المواطن الأردني المعروف بـ"كشرته".

وقدمت المسرحيات الأردنية ألم المواطن الأردني وجرحه وعكست آراء الشارع بالمسؤولين، بعكس الأعمال العربية التي لم تلامس سوى قشور مشاكل المواطن الأردني، ولم تبحث بالتفاصيل. فالأعمال الأردنية، ظهرت كابنة بيئتها وسط سقف مرتفع نسبياً، فيما لجأت الأعمال العربية إلى البحث عن نقطة تقاطع تجمعها بالشارع الأردني، فلامست القشور فقط، واتكأت بشكل فاضح على الإيحاءات الجنسية لفظاً وحركة في محاولة للفت الأنظار إليها.

في المسرحية اللبنانية "كثير سلبي" حاول فريقها الاقتراب أكثر من الهم الأردني في موسمها الثاني، بعد أن أرسلت إشارت إلى النقاط المشتركة بين الأردن ولبنان العام الفائت، فلم تنجح هذا العام في "أردنة العمل" بل مسخت فكرة المسرح الكوميدي اللبناني الخفيف، فضاع العمل بين افتقاده للهوية اللبنانية، وبين محاولة تأسيس حالة مسرحية لبنانية في الأردن، فكان الحل تضمين الساعة الكوميدية "مدة العرض" لألفاظ خارجة عن سياق الشهر الفضيل.

أما العرض الفلسطيني "وطن على وتر"، فكان اجتماعياً في وسط محيط عربي ملتهب، فلم يلبِّ العرض الذي يقدم مسرحياً للمرة الأولى خارج الأراضي الفلسطينية الطموح، فلا الجمهور الأردني استساغ فكرة التركيز على الطروحات الاجتماعية المستهلكة تلفزيونياً، ولا الجمهور الأردني الذي يشكل الحضور الفلسطيني فيه أكثر من 70% أعده إقصاء الصبغة السياسية عن العرض، فتوجهت عيون الجمهور إلى لوحات سطيحة تناقش مشاكل عامة لا جديد بها، سوى أن الفرقة اقتربت من العروض التجارية المسرحية "في مصر تحديداً" في حالات الخروج عن النص، وتقديم "الإفيهات" التي تحتمل التفسير على أكثر من وجه، أبسطها الوجه الجنسي.



اقرأ أيضاً: الألفاظ البذيئة والشتائم في برامج مقالب النجوم

دلالات
المساهمون