مسلسلات على خطى "باب الحارة"

23 يونيو 2018
مشهد من مسلسل "الهيبة" (فيسبوك)
+ الخط -
ظاهرةُ استنساخ أجزاء من مسلسل "باب الحارة" سببُها النجاح الجماهيري للجزأين الأول والثاني، وكانت ملهمة لكثير من المنتجين في الدراما العربية، وخاصة السورية، والمشتركة، إذ بدأت مسلسلات، بعضها نجح درامياً وبعضها الآخر فشل، بالتلويح بوجود أجزاء قادمة، وهذه القرارات كانت لمجرد أن هذه الأعمال حصدت نسبة مشاهدة عالية بغض النظر عن مستواها الدرامي.

تعلم المنتجون من تجربة "باب الحارة"، بشكل أساسي، إعادةَ إحياء شخصيات كانت قد ماتت، متجاهلين التردي الذي أصاب المسلسل مع كل جزء، لدرجة أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت مليئة بالسخرية من أحداثه، وخاصة الأخطاء الإخراجية التي سببتها العجلة والجدل الذي يثيره كل جزء قبل تصويره وقبل عرضه، حول الشركة المنتجة والمخرج.

وهذا ما أدى إلى تأجيل تصوير الجزء العاشر الذي أصبح المخرج بسام الملا ملزماً بتقديمه في رمضان 2019 كما وعد المشاهدين، إذ بذل في سبيل حقوق تصويره وإنتاجه الكثير من الصراعات داخل المحاكم مع المنتج محمد قبنض، ورغم ظهور معوقات للتصوير كان آخرها اعتذار الممثل، علي كريم، عن تصوير الجزء العاشر، وهو بطل أساسي رافق المسلسل في أجزائه التسعة السابقة، بشخصية "العكيد أبو النار".. ومع ذلك يصر بسام الملا على تنفيذ كل شيء في وقته.

كان أسلوب الإعلان عن وجود جزء ثانٍ من المسلسل يتم بكتابة ملاحظة في نهاية الحلقة الأخيرة "إلى اللقاء مع الجزء الثاني" مثلاً، وهذا ما درجت عليه الأعمال الدرامية التي تمتلك الشركةُ المنتجة نية سابقة بصناعة جزء ثان منه، مثل مسلسل "الهيبة"، رغم تصريحات المنتج صادق الصباح بعيد انتهاء الجزء الأول عن عدم وجود جزء ثان، وهذا أيضاً ما حصل في نهاية الجزء الثاني "العودة" إذ استمرت أعمال المونتاج في أثناء العرض، ما دعا المخرج سامر برقاوي إلى إضافة "إلى اللقاء في الجزء الثالث" وذلك عندما لاحظ جماهيرية المسلسل، ما يشير إلى أن اعتماد وجود جزء ثالث كان مرهوناً بنسبة المشاهدة التي كان من الواضح أنها عالية، على الرغم من النص الهزيل واتباع أسلوب الفلاش باك للأحداث، وهذه تعتبر مخاطرة من المؤلف إذ بالإمكان اعتمادها لبعض المشاهد، وليس لمسلسل كامل، ويظهر هنا أن وجود تيم حسن كان كفيلاً برواج العمل بغض النظر عن نصه وإخراجه، إذ استمر الشارع بترديد "إفيهاته" مثل "منتهية" و"لا تهكلو للهم".

من ناحية أخرى اعتمد بعض المخرجين أسلوب التلميح لوجود جزء ثان، وهم قد حافظوا على ماء وجههم تجاه الجمهور في حال لم يكن هناك جزء ثان، فحقق مسلسلا "تانغو" و"وردة شامية" نجاحاً كبيراً أثناء عرضهما، ورغم أن أحداث مسلسل "وردة شامية" اقتبست من المسرحية الكوميدية الشهيرة "ريا وسكينة" والتي انتهت أحداثها بكشف الأختين القاتلتين، إلا أن المسلسل استطاع أن يقدم أعمال البيئة الشامية بقالب جديد فيه التشويق والجريمة، وهذا كان من أهم أسباب نجاحه، بالإضافة إلى أداء بطلتيه شكران مرتجى وسلافة معمار المقنع، مما جعله يتربع على عرش الأعمال السورية الأكثر مشاهدة عبر "يوتيوب"، واختتم المخرج أحداث المسلسل بشكل مختلف قليلاً عن المسرحية، فأنهاها من جانب، بينما تركها مفتوحة من جوانب أخرى، مستعيناً بالفنانة سلافة معمار التي تؤدي شخصية "وردة"، إذْ ختمت المسلسل بعبارة "استنونا يا خوانم" مشيرة إلى أن مسرح الجريمة في حال وجود جزء ثان سيكون خارج دمشق لأن أمرهم قد انكشف هناك.
المساهمون