دمّرت حرائق الغابات في أستراليا المنازل ومسحت بلدات بأكملها، أُحرق ما يقرب من 18 مليون فدان من الأراضي، معظمها من الأراضي الوعرة والغابات والمنتزهات الوطنية، موطن الحياة البرية المحبوبة والفريدة.
تأثر ما يقرب من نصف مليار حيوان في حرائق نيو ساوث ويلز وحدها، مع احتمال وفاة الملايين وفقاً لعلماء البيئة بجامعة سيدني. يشمل هذا الرقم الطيور والزواحف والثدييات، باستثناء الخفافيش، من دون احتساب الحشرات والضفادع، وهذا يعني أن العدد الحقيقي، على الأرجح، أعلى بكثير.
ووفقاً لكريستوفر ديكمان، عالم البيئة في جامعة سيدني الذي قاد التقرير، فإن العدد الإجمالي للحيوانات المصابة على مستوى البلاد قد يناهز المليار.
Twitter Post
|
بعض الحيوانات، مثل الكوالا والكنغر، تُقتل مباشرة بسبب الحرائق، من خلال احتراقها بين النيران أو الاختناق بسبب الدخان.
وقال وزير البيئة الفيدرالي، سوسان لي، في ديسمبر/ كانون الأول، إن نحو ثلث الكوالا في نيو ساوث ويلز قد مات، وإن قرابة ثلث أماكن عيشها قد دُمِّر.
تُظهر الصور الكوالا ذات الفراء واللحم المحترق، حتى لو أُنقِذَت وعولِجَت، فإن إصاباتها تكون في بعض الأحيان شديدة للغاية، بحيث يتعذّر عليها البقاء على قيد الحياة.
Twitter Post
|
كذلك تعاني مخلوقات الومبتيات بشدة، فهي لا تتعامل جيداً مع الحرارة أو التوتر والذعر عند رائحة الدخان. لا يمكن المخلوقات ذات السيقان البطيئة الركض بسرعة كبيرة، ما يجعلها تحت رحمة النيران.
Twitter Post
|
لا تموت الأنواع الأخرى من اللهب أو الدخان، بل بسبب آثارها. يمكن الثدييات والزواحف الأصغر الهرب من الحرائق من طريق النزول تحت الأرض أو الاختباء بين الصخور، لكن بعد ذلك، ليس هناك طعام أو مأوى.
تجد الحيوانات نفسها صيداً سهلاً من قبل المفترسة، القطط الوحشية والثعالب الحمراء تصطاد في مقدمة النار، فهي تدخل وتقتل الحيوانات، فيصبح المكان منطقة صيد مفتوحة.
تنتشر الكوالا والكنغر في جميع أنحاء البلاد، لذا فهي ليست في خطر الانقراض بسبب الحريق. لكن الحيوانات الأخرى، التي تعيش في بيئات محددة وبأعداد أقل من السكان، ربما قُضي عليها بالكامل، وتشمل عصافير الشعير الشرقية، وقوارض الجبال القزمة، وضفادع كوروبوري.
ليست الحرائق جديدة في أستراليا، لكنها تزداد حدة وتصبح أكثر تدميراً في السنوات الأخيرة، وهي مشكلة تفاقمت بسبب تغير المناخ. وكانت الحيوانات في الخطوط الأمامية المواجهة للنيران. من جهة أخرى، أستراليا لديها أعلى معدل لفقدان الأنواع من أي منطقة في العالم، ويخشى الباحثون من أن هذا المعدل قد يزداد مع استمرار كارثة الحرائق.
في هذا السياق، نقلت شبكة CNN عن أستاذ العلوم البيئية في جامعة سيدني، ديتر هوشولي، أن "حجم هذه الحرائق لم يسبق له مثيل"، موضّحاً أن "هناك مخاوف كبيرة من قدرة هذه النظم البيئية على الانتعاش بعد الحرائق".
Twitter Post
|