سنوات طويلة وورش الكتّاب والمخرجين السوريين، تستنزف نوعية ما يُسمى بالبيئة الشامية القديمة، ضمن مجموعة من المسلسلات التي عُرضت، وكان أكثرها شهرة "باب الحارة" الذي أُنتج الجزء الأول منه عام 2006، حتى عُرض السنة الماضية الجزء العاشر، وتوقف تصوير الجزء الحادي عشر بعد اجتياح فيروس كورونا في مارس/ آذار الماضي.
أمام ذلك، حفلت السنوات الماضية بمجموعة لا بأس بها من مسلسلات تحمل طابع البيئة الشامية، ولو اختلفت التسميات والظروف السياسية والاجتماعية، وتبارى السوريون كمنتجين على توظيف هذا الاستثمار الذي يجدونه رابحًا، ومطلوبًا من قبل الفضائيات العربية، لما يضمنه من حكايات تاريخية، ويجمع عددًا من ممثلي الصفّ الأول تحت سقف حكايات الحب والنخوة والشهامة، ويعطي للمرأة حصة الأسد في حضورها ومشاركتها، لا بل تحويلها إلى المحور الرئيسي في عملية استغلال جلية، وعينة مسلوب حقها، تخضع لسلطة الرجل، زوجا وأبا وأخا، لا فرق، وتفشل في البحث عن مرفأ آمن يقيها تسلط هؤلاء. تقع منذ اللحظات الأولى أسيرة لزواج بقرار إجباري، من أجل "الستر".
لأكثر من خمسة عشر عامًا، لم تسعَ مسلسلات "البيئة السورية" إلى تطوير نفسها. كل السيناريوهات التي حفل بها هذا النوع من المسلسلات جاءت تغلب سلطة الرجل وتستدرج الأحداث وفق أجندة البطل وحده، وتحويل بعض الممثلات إلى جاريات داخل "الحرملك" الخيالي للكاتب.
المؤكد أن صراعًا كبيرًا عانته صناعة هذا النوع من الدراما. التقاتل على أحقية إنتاج مسلسل "باب الحارة" والدخول إلى دهاليز المحاكم واللجوء إلى القضاء بين صنّاع ومنتجي العمل، حمل البعض للاعتقاد أن بإمكانه الرجوع إلى العهد الاول لإطلاق باب حارة جديد، تمامًا كما هو حال المنتج والكاتب بسام الملا الذي أطلق هذا الموسم "سوق الحرير"، يبدأ المسلسل من دمشق 1945، لكن عنوان "سوق الحرير" لوحده يكفي لمعرفة مدى إبحار الكاتب في البحث وتوظيف المرأة، وهذا طبعاً يتناقض مع ماهية هذه الدراما، أو الهدف من وراء إعادة تدوير مسلسلات سورية مضت، طرحت فكرة تاريخية، واستفادت من النجاح بطريقة لم تخرجها أو تحدّ من نجاحها لسنوات، لكنها انقلبت فجأة وأصبحت اليوم تتراجع من اجل هواة النوع من المشاهدين فقط، وهذا ما أصاب مسلسل "سوق الحرير" رغم قدرة و"نجومية" الأبطال. ثمة قطبة مخفية أمام صراع تقليدي لرجل مزواج، ومعارك النساء من أجل الفوز به وانتصار زوجة على أخرى على قاعدة "كيد النساء".
تفوُّق الممثلين (بسام كوسا وسلوم حداد وكاريس بشار ونادين تحسين بيك)، لم يلغ فكرة الملل التي حاول الملا أن يحولها إلى حماس عند المشاهد ليسقط في دوامة التكرار الذي شاهدناه من قبل.
اقــرأ أيضاً
أمام ذلك، حفلت السنوات الماضية بمجموعة لا بأس بها من مسلسلات تحمل طابع البيئة الشامية، ولو اختلفت التسميات والظروف السياسية والاجتماعية، وتبارى السوريون كمنتجين على توظيف هذا الاستثمار الذي يجدونه رابحًا، ومطلوبًا من قبل الفضائيات العربية، لما يضمنه من حكايات تاريخية، ويجمع عددًا من ممثلي الصفّ الأول تحت سقف حكايات الحب والنخوة والشهامة، ويعطي للمرأة حصة الأسد في حضورها ومشاركتها، لا بل تحويلها إلى المحور الرئيسي في عملية استغلال جلية، وعينة مسلوب حقها، تخضع لسلطة الرجل، زوجا وأبا وأخا، لا فرق، وتفشل في البحث عن مرفأ آمن يقيها تسلط هؤلاء. تقع منذ اللحظات الأولى أسيرة لزواج بقرار إجباري، من أجل "الستر".
لأكثر من خمسة عشر عامًا، لم تسعَ مسلسلات "البيئة السورية" إلى تطوير نفسها. كل السيناريوهات التي حفل بها هذا النوع من المسلسلات جاءت تغلب سلطة الرجل وتستدرج الأحداث وفق أجندة البطل وحده، وتحويل بعض الممثلات إلى جاريات داخل "الحرملك" الخيالي للكاتب.
المؤكد أن صراعًا كبيرًا عانته صناعة هذا النوع من الدراما. التقاتل على أحقية إنتاج مسلسل "باب الحارة" والدخول إلى دهاليز المحاكم واللجوء إلى القضاء بين صنّاع ومنتجي العمل، حمل البعض للاعتقاد أن بإمكانه الرجوع إلى العهد الاول لإطلاق باب حارة جديد، تمامًا كما هو حال المنتج والكاتب بسام الملا الذي أطلق هذا الموسم "سوق الحرير"، يبدأ المسلسل من دمشق 1945، لكن عنوان "سوق الحرير" لوحده يكفي لمعرفة مدى إبحار الكاتب في البحث وتوظيف المرأة، وهذا طبعاً يتناقض مع ماهية هذه الدراما، أو الهدف من وراء إعادة تدوير مسلسلات سورية مضت، طرحت فكرة تاريخية، واستفادت من النجاح بطريقة لم تخرجها أو تحدّ من نجاحها لسنوات، لكنها انقلبت فجأة وأصبحت اليوم تتراجع من اجل هواة النوع من المشاهدين فقط، وهذا ما أصاب مسلسل "سوق الحرير" رغم قدرة و"نجومية" الأبطال. ثمة قطبة مخفية أمام صراع تقليدي لرجل مزواج، ومعارك النساء من أجل الفوز به وانتصار زوجة على أخرى على قاعدة "كيد النساء".
تفوُّق الممثلين (بسام كوسا وسلوم حداد وكاريس بشار ونادين تحسين بيك)، لم يلغ فكرة الملل التي حاول الملا أن يحولها إلى حماس عند المشاهد ليسقط في دوامة التكرار الذي شاهدناه من قبل.
يصح القول إن أداء الممثلين في "سوق الحرير"، يتفوق على سلسلة الأحداث الاجتماعية التي نشاهدها، أحداث تعيدنا بالتالي إلى زمن الجواري، أو "الحرملك"، عبر رؤية من وحي خيال الكاتب والمخرج لاستمالة المحطات الفضائية بعد خروج باب الحارة. توظيف مسلسل آخر يحمل الرؤية نفسها، صراعا ضد المرأة وأمامها، بعباءة متجددة، القرار النهائي للرجل، "السيد" و"تاج الرأس".. حكايات شبع منها المشاهد بخلاف المنتج الذي لا يزال يبحث لها عن مكان لتنفيذها وبيعها وعرضها.