"مسكون": أول مهرجان سينمائي لبناني افتراضي

07 يونيو 2020
يشارك Elpide لغاييل عزّام في مسابقة الأفلام القصيرة(فيسبوك)
+ الخط -
أعلنت إدارة مهرجان "مسكون" لأفلام الرعب والخيال العلمي، في بيان، أنّ الدورة الرابعة، المؤجّلة من نوفمبر/ تشرين الثاني 2019، ستُقام عبر الإنترنت بين 10 و16 يونيو/ حزيران 2020. بهذا، يكون "مسكون" أول مهرجان سينمائي لبناني يُقام افتراضياً، ما يُتيح للراغبين فرصة مُشاهدة أفلامٍ لبنانية وعربية وعالمية معروضة سابقاً في مهرجانات دولية مختلفة. وأضاف البيان أنْ الدورة الجديدة تتضمّن أيضاً محاضرات وورش عمل متخصّصة بالنمط السينمائيّ هذا، "بينما يعيش العالم واقعياً رعب فيروس كورونا، الذي يُشبه سيناريو فيلم رعب أو خيال علمي"، كما قال منظّمو المهرجان.

وقالت ميريام ساسين، مديرة "مسكون"، الذي تُنظّمه "جمعية بيروت دي سي" و"أبّوط للإنتاج" و"منصّة Spamflix لخدمة الفيديو حسب الطلب (VOD)": "إنّنا نعيش في زمنٍ بات الواقع فيه، لبنانياً وعالمياً، مُرعباً أكثر من الخيال، في ظلّ كورونا والانهيار الاقتصادي ـ الاجتماعي الذي يشهده لبنان". وأضافت أنّه، رغم هذا، "قرّرنا أنْ نقاوم بالثقافة والتعليم والترفيه"، مُشيرة إلى "التمسّك بهذه المساحة الثقافية رغم كل شيء، بالإصرار على إقامة النسخة الرابعة من المهرجان".

ورأت أنّ إقامته "أونلاين" تهدف إلى "توفير بيئة آمنة ومجانية لمُشاهدة الأفلام وحضور الحلقات النقاشية مع مختصّين، وتشجيع المواهب والمهارات، وتعزيز نموّ صناعة هذا النمط من الأفلام في لبنان والعالم العربي، ودعم أصحاب المشاريع المندرجة ضمنها، وتوفير التوجيه والتدريب وفرص الإنتاج لهم، وتمكينهم من عرض أعمالهم في أبرز المهرجانات والأسواق العالمية المختصة".

برنامج الدورة الجديدة يتميّز بأفلام الكوميديا السوداء، كالأرجنتيني Initials S.G للّبنانية رانيا عطية والأميركي دانيال غارسيا، "الذي يشبه بطله غير المحظوظ الفنان الفرنسي سيرج غينسبور"، كما جاء في البيان الذي ذكر أنّ الفيلم عُرض للمرة الأولى في الدورة الـ18 (24 إبريل/ نيسان ـ 5 مايو/ أيار 2019) لـ"مهرجان تريبيكا السينمائي"، حيث حصل على "جائزة نورا إيفرون"، والروسي Why Don’t You Just Die لكيريل سوكولوف (2018): ينتقم مارتفي لحبيبته، لتعرّضها الدائم إلى اعتداءات عنفية من والدها، الشرطيّ القوي الذي لن يسمح له بذلك. هناك أيضاً Le Daim للفرنسي كوانتن دوبيو (2019): لجورج (44 عاماً)، وسترته المصنوعة من جلد الغزال "مشروع" غريب؛ وFirst Love للياباني تاكاشي ميكي (2019): رومانسي منتمٍ إلى أفلام "ياكوزا" (العصابات اليابانية)، وغيرها.

في البرنامج، هناك أيضاً Climax للأرجنتيني الفرنسي غاسبار نويه، الذي منعت الرقابة اللبنانية عرضه في دورة العام 2018 للمهرجان، والذي يسرد قصّة فرقة رقص فرنسية يجتمع أعضاؤها ذات ليلة شتوية للتدرّب في مبنى مدرسة نائية، لكنّ مخدّر هلوسة يُحوّل الحصّة التدريبية إلى كابوس. بالإضافة إلى الوثائقي Memory: The Origins Of Aliens لألكسندر فيليب: تحليل للأثر الذي تركه الفيلم المشهور Alien لريدلي سكوت على الفن السابع، والذي شكّل محطة مهمّة في تاريخ السينما قبل أكثر من 40 عاماً. كذلك، Blood Machines للمخرج سيث إيكرمان، وهو يتضمّن مشاهد مذهلة تترافق مع موسيقى فرقة Carpenter Brut.

عربياً، اختارت إدارة المهرجان فيلم "أبو ليلى" للجزائري أمين سيدي بومدين، المعروض للمرّة الأولى في "أسبوع النقد" في الدورة الـ72 (14 ـ 25 مايو/ أيار 2019) لمهرجان "كانّ": ثريلر يمتزج بالخيال، ويتناول ما عاشه الجزائريون خلال الحرب التي شهدها بلدهم. هناك فيلمان قصيران: Piggy للإسبانية كارلوتا بيريدا: فيلم رعب عن مراهقة وزنها زائد، تتعرّض للتنمّر من فتيات خلال العطلة في قريتها، وWhat If The Goat Die للمغربية صوفيا علّاوي.

أما مسابقة الأفلام اللبنانية القصيرة، فتضمّ ثمانية أفلام متنوعة، تتنافس على جائزتين نقديتين: "عبور" للِيا كنعان، وElpide لغاييل عزّام، و"جبّارة" لسمير قوّاس، و"خلل" لشربل القصيفي، و"موت أحمر" لروجيه حلو، وNeon Ashes لعلي حاموش، وNoisy Caterwaul لسينتيا أبو جودة، وQuarter Rest لجاورجيوس حنّا. وستتولّى لجنة تحكيم، مؤلّفة من الناقد اللبناني شفيق طبّارة والمخرجة اليونانية اللبنانية جويس نشواتي ومبرمجة المهرجانات السويسرية آن ديلسيت، اختيار الفيلمين الفائزين.

ورأى المنظّمون أن الأفلام المتنافسة "تبشّر بمستقبل واعد للسينما اللبنانية المنتمية إلى النوع الذي يختصّ به مهرجان (مسكون)، نظراً إلى أن السينمائيين اللبنانيين الشباب يُقبلون أكثر فأكثر على إخراج أفلام تتمحور على قصص الرعب والخيال العلمي، وتتناول المستقبل البائس، مُضمّنين إياها رسائل سياسية واجتماعية". وقالت ساسين: "تبدو هذه الأفلام كأنّها ولدت من الأرضية نفسها التي ولدت منها ثورة 17 أكتوبر/ تشرين الأول، أي الغضب العميق الذي تترجمه صرخة من أجل تغيير إيجابي".

أما المبادرة الجديدة هذا العام، فتتمثّل بإطلاق "مختبر مسكون لأفلام الرعب والفانتازيا والخيال العلمي"، الهادف إلى مساعدة السينمائيين العرب الذين يعملون على مشاريع أفلام طويلة مماثلة، وتقريبهم من مرحلة الإنتاج. واختيرت للمشاركة في المختبر خمسة مشاريع، "يحضر فيها بقوّة المضمون السياسي والاجتماعي"، بينها ثلاثة مشاريع من لبنان: "ظهورات" لنزار صفير، و"زين" لوسام شرف، و"شمال" لسليم مراد، بالإضافة إلى "الخوخ الموسمي" للمغربية ريم مجدي، وYou Are in Trouble as We Laugh للمصري خالد معيط. وفي إطار المختبر، تُلقى محاضرات تتعلق بإنتاج هذا النمط من الأفلام، إذ تشرح أنيك مانرت الخطوات المحددة لتمويل فيلم رعب او خيال علمي، فيما يلقي أنطوان واكد محاضرة عن الإقبال المستجدّ في العالم العربي على أفلام الرعب والفانتازيا والخيال العلمي، وكيفية كتابة هذا النوع من الأفلام.
المساهمون