أسباب تجعل من فيلم اشتباك مرشحاً حقيقياً للاوسكار

10 سبتمبر 2016
توم هانكس طلب من متابعيه مشاهد الفيلم (فيسبوك)
+ الخط -
أعلنت اللجنة، التي عينتها "نقابة السينمائيين المصريين" لاختيار الفيلم، الذي سيمثل مصر في المنافسة على الترشيح لأوسكار أفضل فيلم أجنبي، عن اختيارها فيلم "اشتباك"، للمخرج محمد دياب. وهو بهذا يتفوّق على أفلام أخرى، كـ "نوارة" لهالة خليل، و"قبل زحمة الصيف" لمحمد خان، و"الماء والخضرة والوجه الحسن" ليسري نصر الله.

وجاء اختيار فيلم "اشتباك" منطقياً جداً، بالنظر إلى المردود الجيد الذي حققه منذ خروجه للأضواء، في الدورة الماضية (مايو/ أيار 2016) لمهرجان "كان".
يُذكر أنها المرة الأولى، منذ سنوات طويلة، التي ترسل فيها مصر فيلماً للأوسكار، ويكون مرشحاً حقيقياً للمنافسة، والوصول للأفلام الخمسة، التي ستتنافس على الجائزة.
هناك أسباب عدة تجعل "اشتباك" مرشحاً قوياً للوصول إلى القائمة الختامية، بعضها سياسي، وبعضها فني، وبعضها إعلامي.

فمن ناحية سياسية، هناك دائماً رغبة، من قبل الغرب، في معرفة "ماذا يحدث في تلك المنطقة من العالم". والأفلام الآتية من الشرق تشبع فضولاً ما عند الجمهور الأجنبي، لخلق تصور ما عن العالم الذي لا يعرفه. وبعد ثورة يناير، تحديداً، ازدادت تلك الرغبة بشدة. لذلك، رأينا "بعد الموقعة" ليسري نصر الله في المسابقة الرسمية لمهرجان "كان" 2012. وبعدها بشهور، رشح "الميدان" لأوسكار أفضل فيلم وثائقي. أما السبب الأساسي في هذا، فكامن في أن هناك عملاً فنياً يساهم (بالنسبة إلى متفرج غير عربي) في الإجابة على سؤال: ماذا يحدث هناك؟
والفيلم، من الناحية السياسية أيضاً، يلتقط لحظة مختلفة وغريبة من الصراع، واندلاع الحرب الأهلية بين مجموعة من المؤيدين للجيش والانقلاب الذي حدث على الرئيس محمد مرسي، في 30 يونيو، وبين الإخوان الذين يطالبون بعودته. تلك اللحظة "فريدة" ومختلفة وجاذبة جداً، لكي يعرف المتفرج الأجنبي ماذا يحدث في هذه البلاد. وهي مثيرة ومشدودة، تجعل الفيلم مهماً بالنسبة إليه.

من ناحية فنية، تدور أحداث الفيلم في مكان واحد: سيارة أمن مركزي. والكاميرا لا تغادرها، وتلتقط داخلها انفعالات وتصرفات عشرات الشخصيات، وتتحرك بين مناطق مختلفة في العاصمة، ونشاهد من شباكها الاشتباكات التي تجري في الخارج، أي أن هناك جمعاً ممتازاً بين "ثبات المكان" و"حركة المحيط الخارجي"، مما يضيف فنياً على الفيلم، كما على التجربة بكاملها، ويجعله مختلفاً عن أي فيلم مقبل من دولة أخرى.

سبب آخر: سمعة الفيلم النقديّة الجيدة، حيث افتتح قسم "نظرة ما" في مهرجان "كان" السينمائي، وكان أحد أكثر الأفلام التي امتدحت من قبل النقّاد في الدورة الأخيرة، وكتبت عنه جرائد كبرى، كـ "هوليوود ريبورتر" و "الغارديان"، ووصفته بكلمات براقة، مما يجعله يذهب إلى لجنة الاختيار في الأوسكار حاملاً إمكانية كبيرة لقبوله، باعتباره من الأفلام المهمة التي عرضت في أكبر مهرجان سينمائي في العالم، وليس فيلماً مجهولاً، كما كان يحدث في الأفلام المصرية الأخرى، التي ترسل، خلال السنوات الأخيرة.

أما السبب الأخير فهو دعائي، وإعلامي، وجماهيري. فالفيلم تمّ توزيعه في 10 دول أوروبية، إلى جانب استفادته من وجود منتج فرنسي، ليصبح موجوداً في عشرات الشاشات والسينمات في فرنسا. كذلك سيتم توزيعه في الولايات المُتحدة الأميركية، بكل ذلك الزخم الذي حققه خلال الشهور الماضية، وبمديح من ممثل بقيمة توم هانكس، الذي كتب عن الفيلم على صفحته الشخصية بموقع "فيس بوك"، وطلب من متابعيه أن "يشاهدوه فوراً إن استطاعوا". كل التفاصيل "الإعلامية والدعائية" هذه تعتبر ضمن العناصر المؤثرة أيضاً في اختيار الأفلام المرشحة في الحفل.

لكل هذه الأسباب، فإن "اشتباك" مرشح قوي، فعلاً، للوصول إلى حفل الأوسكار، ضمن الأفلام الأجنبية الخمسة التي ستتنافس على الجائزة. وعلى عكس كل السنوات التي كان إرسال فيلم مصري فيها إلى اللجنة مجرد فعل روتيني وشرفي، فهو، في هذه المرة، يكتسب قيمة أبعد، واحتمالاً أكبر لنيل الترشيح.
المساهمون