منع، ثم سماح، ثم منع.. هكذا، يتأرجح مطربو المهرجانات في مصر بعلاقتهم مع نقابة المهن الموسيقية ونقيبها المطرب هاني شاكر، الذي يقرر فجأة أن يمنع شخصاً ما من الغناء، ثم يتراجع عن قراره بنفس السرعة من دون أسباب واضحة. وأصبح مشهد أزمة أغاني المهرجانات يحتاج في مصر إلى قراءة متأنية ونظرة إلى التفاصيل الخاصة بتطورات وتبعات تلك الأزمة.
كل شيء كان يبدو هادئاً، أخبار هنا وهناك على المواقع الإلكترونية حول أغاني المهرجانات وما تحققه من أرقام قياسية من الاستماع والمشاهدة على "يوتيوب"، وآخرها مهرجان "بنت الجيران" الذي حقق أرقاماً تتجاوز الـ100 مليون مشاهدة، وهو المهرجان الذي يغنيه حسن شاكوش وعمر كمال، وتحول إلى "ترند"، ما جعل عددا من المذيعين المحسوبين على نظام السيسي يستضيفون شاكوش، ويقومون بعمل مداخلات تليفونية حول نجاح المهرجان الذي يؤديه. ليس هذا فقط، بل تم نشر أخبار تؤكد أن نقابة الموسيقيين ستؤسس شعبة تحت مسمى أغاني المهرجانات، وأن شاكوش وغيره من مطربي هذا اللون سينضمون إلى النقابة.
بالتوازي مع ذلك، كان يتم الإعلان عن حفل "عيد الحب" في استاد القاهرة الذي شارك فيه عدد من نجوم الغناء، ومن بينهم: تامر حسني ونانسي عجرم وبهاء سلطان والمطرب الشعبي أحمد شيبة. شهد الحفل تغطية مكثفة من قبل إعلام السيسي حيث تم التأكيد على مشاركة مطربي المهرجانات حسن شاكوش وعمر كمال صاحبي مهرجان "بنت الجيران"، وهو الخبر الذي أدى إلى نفاد تذاكر الحفل الذي تم بثه على الهواء مباشرة بكل فقراته بما فيها مطربا المهرجانات.
كان كل شيء يبدو طبيعياً، لدرجة أن إعلام السيسي نشر عن النجاح الكبير للحفل، وأن رئيس شركة "تذكرتي"، منتصر النبراوي، يستعد لحفل جديد بعد نجاح حفل الاستاد، حسب ما نشر في جريدة "صوت الأمة" التابعة لـ"اليوم السابع" تحت مظلة "إعلام المصريين" المملوكة للاستخبارات العامة.
إلى هنا، والمشهد عادي. ويبدو أن النبراوي مسؤول "تذكرتي" محسوب على جهة محددة داخل تلك المنظومة، ما جعل اللجان الإلكترونية للمعارضين لوجوده، تبدأ العمل على وسائل التواصل الاجتماعي ضد الحفل، وظهرت تعليقات من نوعية: "كيف يقوم إعلام الدولة بنقل تلك البذاءات على الهواء مباشرة؟ وكيف يسمع أولادنا جملا من نوعية خمور وحشيش؟ ومن يحمي الذوق العام من الانهيار، وكيف يصمت نقيب الموسيقيين على هذه الأصوات وكيف يمنحها شرعية؟".
فجأة، تحول الإعلام 180 درجة. وبدأ مذيعو الانقلاب في استضافة كل من يهاجم أغاني ومطربي المهرجانات، واشتعل "التريند "، وصارت قضية أغاني المهرجانات هي الشغل الشاغل للمصريين.
النجوم انقسموا إلى مع وضد، وكذلك الجمهور، وهي نفس طريقة الإلهاء القديمة التي كانت تستخدمها أجهزة الأمن المصرية للتغطية على أحداث هامة، يفضل ألا يلاحظها الناس، وما يحدث هو تلاعب بمن يقدمون هذه النوعية، في حين أنه لم يتم تحويل أحد للتحقيق أو تحميل المسؤولية لمن اتخذ قرارا ببث الحفل على الهواء في هذا المشهد المصنوع والمفتعل.
اقــرأ أيضاً
يبدو أن نقيب الموسيقيين، هاني شاكر، المعروف عنه عدم تبني مواقف حاسمة، بل عادة ينتظر من يملي عليه القرارات أو يتخذها بناء على ما يكتب على السوشال ميديا، خرج بعد أن تلقى اتصالا هاتفيا من جهة أمنية -حسبما أكد مصدر بالنقابة لـ"العربي الجديد"- ليكيل الاتهامات لمطربي المهرجانات ويعلن أنه ضد هذه النوعية، وأنه طوال الوقت يعمل على حماية "الذوق العام"، ما جعل حسن شاكوش صاحب "بنت الجيران" يخرج لوسائل الإعلام ليعلن أنه سدد الرسوم المالية لنقابة الموسيقيين وكان ينتظر الحصول على كارنيه العضوية بشعبة المهرجانات. ليس ذلك فقط بل إن عمر كمال زميل شاكوش أعلن أنه سبق وقام بتلحين أغنية للنقيب هاني شاكر فكيف يتم منعه؟
حاول شاكوش وكمال تقديم كل الاعتذارات الممكنة مؤكدين أنهما ذهبا إلى حفل الاستاد ومعهما "فلاشة" لعمل تسجيل جديد لمهرجان "بنت الجيران" من دون جملة "خمور وحشيش"، ولكن مسؤول الصوت وقائمة الـ"بلاي باك" هو من قام بتحميل الأغنية من "يوتيوب"، وأذاعها بالجملة التي يظن شاكوش وكمال أنها السبب في الهجوم عليهما.
لم يتوقف الحال بهاني شاكر و"حماة الذوق والآداب العامة" عند هذا الحد، بل أصدرت نقابة الموسيقيين قراراً بوقف التعامل مع 23 فرقة ومغني مهرجانات كانوا يعملون بموجب تصاريح يحصلون عليها من النقابة، وضمت القائمة كلاً من حسن شاكوش وحمو بيكا وأوكا وأورتيجا ومجدي شطة والديزل، ومن الفرق المدفعجية الصورايخ والدخلاوية. وتمت الإشارة إلى عمر كمال، باعتباره موقوفاً. وجاء في القرار: "تأكيداً لقوانين النقابة، يمنع التعامل دون عضوية النقابة، أو التصريح الممنوح وفقا للشروط المعمول بها".
قال نقيب الموسيقيين إن هناك ما وصفه بـ"شبه اتفاق بين كل طوائف المجتمع على الحالة السيئة التي باتت تهدد الفن والثقافة العامة، بسبب ما يسمى أغاني المهرجانات التي تتضمن كلمات موحية ترسخ لعادات وإيحاءات غير أخلاقية".
وأضاف أن القرار بمنع التعامل مع مطربي المهرجانات، جاء بغرض "حماية المجتمع من تلك النوعية التي انتشرت خلال السنوات القليلة الماضية".
وذكر شاكر في تصريحات صحافية أن "ظاهرة أغاني المهرجانات امتدت وتوسعت بسبب عدم وجود فن محترم يواجهها ويقاومها". ووجه لوما للدولة ممثلة في الجهات المعنية بالثقافة والإعلام بسبب قلة الإنتاج الفني المحترم من أغان واستعراضات.
وحظّرت نقابة الموسيقيين على جميع المنشآت السياحية والبواخر النيلية والملاهي الليلية التعامل مع من يطلق عليهم مطربي المهرجانات، محذرة المخالفين من "إجراءات قانونية".
وطالب المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام جميع القنوات الفضائية، بمراعاة الذوق العام في كل ما يتم عرضه على الشاشات سواء كانت برامج أو حوارات أو أغانٍ.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل إن دار الإفتاء المصرية قالت في بيان لها "إن سماع أغاني المهرجانات بما تحويه من فحش وكلام بذيء ودعوة إلى الرذائل حرام شرعًا، وينبغي على الجهات المسؤولة منع إصدار هذه الأغاني ومنع نشرها".
وأعلن صلاح حسب الله، المتحدث الرسمي، لمجلس النواب، دعمه إجراءات وقرارات نقابة الموسيقيين، معتبراً أن أغاني المهرجانات تتسبب في حالة من التدني، وأنها "أخطر على مصر من كورونا".
ورغم الحصار ومحاولة منع أصحاب أغاني المهرجانات، إلا أنه لن يستطيع أحد الوقوف أمام هذا الطوفان خصوصا أن تلك النوعية نابعة من الشارع. وحسبما قال الملحن والمطرب حميد الشاعري في تعليقه على أغاني المهرجانات إنها موسيقي تتطور بشكل سريع، ولا يجب التعالي عليها.
وكما هو معلوم، فإن موسيقى المهرجانات جاءت من طبقات اجتماعية دنيا كانت ضحية عشوائية الدولة وحكوماتها. هذه الفئة التي تعيش مع بقية المصريين على الأرض نفسها يقتسمون المشاكل السياسية والصراعات الطاحنة نفسها، وربما لا تعلو أصواتهم في العادة نظراً لأنهم فئة مشغولة دوماً بلقمة العيش، ولكن تلك الفئة استطاعت أن تخلق موسيقاها الخاصة وكلماتها ومفرداتها التي تعكس واقعها اليومي ومعاناتها ومعرفتها الكاملة بأنها تعيش على هامش الدولة، التي تتعامل معها بتعال.
رغم ذلك، صار صوت صراخها يلاحق ويحاصر الدولة في أرقى الأماكن، والمفارقة أن تلك الطبقات التي تنتقد وتعلن عن رفضها لتلك النوعية في العلن باتت لا تستغني عن صوت صراخ الفقراء والمهمشين حيث تصدح أغاني المهرجانات في أفراحهم وأعياد ميلادهم وأماكن السهر الخاصة بهم، واستطاعت أغاني المهرجانات أن تجذب جمهورا مختلفا تماما، وتوسعت قاعدة جمهور المهرجانات لتخرج إلى العالم الأول، فبدأ مطربو هذا اللون في إحياء حفلات في باريس، ولوس آنجليس، وهم الذين لا يفقهون حرفا من لغة أخرى، ولكن موسيقاهم قادرة على جذب آذان لا تنطق حرفا من العربية. العامل الأساسي هو الموسيقى، الرتم والإيقاع الذي يجذب الجمهور دون الالتفات للكلمات أيا كان ما يقال.
لقد أصبحت لغة قائمة بذاتها لا تعتمد بشكل أساسي على الكلمات، وإنما على الحالة التي تضعك فيها الأغنية.
وبحسب نقاد، فإن المهرجانات باقية وستتطور بمرور الوقت، بعيدا عن مصطلحات حماية الذوق العام والوصاية على المجتمع، لأنه بنظرة سريعة سنجد أن الفلكلور وأغاني العوالم والخلاعة والتي ظهرت في فترة ما بعد الحرب العالمية الأولى هي الأغاني التي كانت تخاطب الحس الشهواني لدى المستمع وكان التواصل معها إما بالكلمات المبتذلة أو الأداء الرقيع، ومن هذه الأغاني "حلف أنه يمتعني" لعبد اللطيف البنا، و"بين النهود" و"احملوني" لصالح عبد الحي، و"حرص مني أوعي تزغزغني جسمي رقيق ما يستحملش" لعبد المطلب.
وبعيداً عن التناول الفني والاجتماعي والأخلاقي لظاهرة المهرجانات، فإنه من الواضح أن هناك أجهزة بعينها في الدولة تحاول تسخير الجدل الدائر حولها لخدمة أغراض أخرى، وهي الوسيلة التي طالما اعتمد عليها جهاز أمن الدولة السابق إبان حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك (الأمن الوطني حاليا).
وأكد مصدر أمني سابق في جهاز الأمن الوطني (خرج إلى المعاش في حركة الداخلية الماضية) أن ملف إدارة الإعلام والسوشال ميديا يعود تدريجياً إلى "الأمن الوطني". وقال المصدر لـ"العربي الجديد" –شرط عدم ذكر اسمه أو موقعه السابق- إن معظم القضايا التي تثير الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي يتحكم بها الجهاز ذو الخبرة الطويلة في هذا المجال، مؤكداً أن نقيب الموسيقيين الفنان هاني شاكر، يتلقى تعليماته بواسطة ضباط الجهاز الذين يملون عليه القرارات التي يخرج بها من وقت لآخر.
وأضاف المصدر أن أزمة المهرجانات ليست الوحيدة التي أطلقها جهاز الأمن الوطني مؤخراً، بل إن هناك أيضاً قصة الفنانة الشابة منى فاروق والتي خرجت مؤخراً بفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تشكو حالها وعدم قدرتها على العمل مرة أخرى بسبب الوصمة التي لحقت بها إثر الفيديوهات الفاضحة التي سربها الأمن لها برفقة المخرج والنائب البرلماني خالد يوسف.
وأوضح المصدر أن هناك أيضاً من الضباط داخل الجهاز من يتواصل مع منى فاروق وغيرها ليوعز لها بأن تسجل فيديو ما، مشيراً إلى أن أول ظهور لها بعد فضيحة الفيديوهات كان من داخل محبسها وبواسطة أحد المواقع الإلكترونية التابعة للأمن.
اقــرأ أيضاً
ولفت إلى أن الجهاز لديه الكثير من المشاهير الذين يديرهم من وقت لآخر، أمثال رئيس ناد كبير، وغريمته الراقصة، كونهما فقدا قدرتهما على إثارة الجدل كما كان يحدث في السابق.
أخيراً، وبعد أن أصدرت النقابة قراراً بمنع مطربي المهرجانات من الغناء، ومن بينهم الفنان محمد رمضان، وقولها إن "هناك شبه اتفاق بين كل طوائف المجتمع على الحالة السيئة التي باتت تهدد الفن والثقافة العامة بسبب ما يسمى بأغاني المهرجانات، والتي هي نوع من أنواع موسيقى وإيقاعات الزار وكلمات موحية ترسخ لعادات وإيحاءات غير أخلاقية في كثير منها"، فوجئ الجميع بالإعلان عن استضافة الإعلامي وائل الإبراشي، محمد رمضان، في أولى حلقات "التاسعة مساءً" على التلفزيون المصري في إطار خطة التطوير الجديدة، فيما يضرب عرض الحائط بحديث نقابة الموسيقيين.
صوت يلاحق الدولة
رغم الحصار ومحاولة منع أصحاب أغاني المهرجانات، إلا أنه لن يستطيع أحد الوقوف أمام هذا الطوفان، وخصوصاً أن تلك النوعية نابعة من الشارع. وحسبما قال الملحن والمطرب حميد الشاعري في تعليقه على أغاني المهرجانات، فإنها موسيقى تتطور بشكل سريع، ولا يجب التعالي عليها.
وكما هو معلوم، فإن موسيقى المهرجانات جاءت من طبقات اجتماعية دنيا كانت ضحية عشوائية الدولة وحكوماتها. هذه الفئة التي تعيش مع بقية المصريين على الأرض نفسها، يقتسمون المشاكل السياسية والصراعات الطاحنة نفسها، وربما لا تعلو أصواتهم في العادة، نظراً لأنهم فئة مشغولة دوماً بلقمة العيش، ولكن تلك الفئة استطاعت أن تخلق موسيقاها الخاصة وكلماتها ومفرداتها التي تعكس واقعهم اليومي ومعاناتهم ومعرفتهم الكاملة بأنهم يعيشون على هامش الدولة، التي تتعامل معهم بتعالٍ.
رغم ذلك، صار صوت صراخهم يلاحق ويحاصر الدولة في أرقى الأماكن، والمفارقة أن تلك الطبقات التي تنتقد وتعلن رفضها لتلك النوعية في العلن باتت لا تستغني عن صوت صراخ الفقراء والمهمشين حيث تصدح أغاني المهرجانات في أفراحهم وأعياد ميلادهم وأماكن السهر الخاصة بهم، واستطاعت أغاني المهرجانات أن تجذب جمهوراً مختلفاً تماماً، وتوسعت قاعدة جمهور المهرجانات لتخرج إلى العالم الأول، فبدأ مطربو هذا اللون في إحياء حفلات في باريس، ولوس أنجليس، وهم الذين لا يفقهون حرفاً من لغة أخرى، ولكن موسيقاهم قادرة على جذب آذان لا تنطق حرفاً من العربية. العامل الأساسي هو الموسيقى، الرتم والإيقاع الذي يجذب الجمهور دون الالتفات إلى الكلمات أياً كان ما يُقال.
لقد أصبحت لغة قائمة بذاتها لا تعتمد بشكل أساسي على الكلمات، بل على الحالة التي تضعك فيها الأغنية.
وبحسب نقاد، فإن المهرجانات باقية وستتطور بمرور الوقت، بعيداً عن مصطلحات حماية الذوق العام والوصاية على المجتمع، لأنه بنظرة سريعة سنجد أن الفلكلور وأغاني العوالم والخلاعة التي ظهرت في فترة ما بعد الحرب العالمية الأولى هي الأغاني التي كانت تخاطب الحسّ الشهواني لدى المستمع، وكان التواصل معها إما بالكلمات المبتذلة أو الأداء الرقيع، ومن هذه الأغاني "حلف أنه يمتعني" لعبد اللطيف البنا، و"بين النهود" و"احملوني" لصالح عبد الحي، و"حرص مني أوعى تزغزغني جسمي رقيق ما يستحملش" لعبد المطلب.
وبعيداً عن التناول الفني والاجتماعي والأخلاقي لظاهرة المهرجانات، فإنّ من الواضح أن هناك أجهزة بعينها في الدولة تحاول تسخير الجدل الدائر حولها لخدمة أغراض أخرى.
وأكد مصدر أمني سابق في جهاز الأمن الوطني (خرج إلى المعاش في حركة الداخلية الماضية) أن ملف إدارة الإعلام والسوشال ميديا يعود تدريجاً إلى "الأمن الوطني". وقال المصدر لـ"العربي الجديد" - شرط عدم ذكر اسمه أو موقعه السابق - إن معظم القضايا التي تثير الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي يتحكم بها الجهاز ذو الخبرة الطويلة في هذا المجال، مؤكداً أن نقيب الموسيقيين الفنان هاني شاكر، يتلقى تعليماته بواسطة ضباط الجهاز الذين يُملون عليه القرارات.
وأضاف المصدر أن أزمة المهرجانات ليست الوحيدة التي أطلقها جهاز الأمن الوطني أخيراً، بل هناك أيضاً قصة الفنانة الشابة منى فاروق التي خرجت أخيراً بفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تشكو حالها وعدم قدرتها على العمل مرة أخرى بسبب الوصمة التي لحقت بها إثر الفيديوهات الفاضحة التي سربها الأمن لها برفقة المخرج والنائب البرلماني خالد يوسف.
أخيراً، وبعد أن أصدرت النقابة قراراً بمنع مطربي المهرجانات من الغناء، ومن بينهم الفنان محمد رمضان، وقولها إن "هناك شبه اتفاق بين كل طوائف المجتمع على الحالة السيئة التي باتت تهدد الفن والثقافة العامة بسبب ما يُسمى أغاني المهرجانات، والتي هي نوع من أنواع موسيقى وإيقاعات الزار وكلمات موحية ترسخ لعادات وإيحاءات غير أخلاقية في كثير منها"، فوجئ الجميع بإعلان استضافة الإعلامي وائل الإبراشي، محمد رمضان، في أولى حلقات "التاسعة مساءً" على التلفزيون المصري، في إطار خطة التطوير الجديدة، فيما يضرب عرض الحائط بحديث نقابة الموسيقيين.
بالتوازي مع ذلك، كان يتم الإعلان عن حفل "عيد الحب" في استاد القاهرة الذي شارك فيه عدد من نجوم الغناء، ومن بينهم: تامر حسني ونانسي عجرم وبهاء سلطان والمطرب الشعبي أحمد شيبة. شهد الحفل تغطية مكثفة من قبل إعلام السيسي حيث تم التأكيد على مشاركة مطربي المهرجانات حسن شاكوش وعمر كمال صاحبي مهرجان "بنت الجيران"، وهو الخبر الذي أدى إلى نفاد تذاكر الحفل الذي تم بثه على الهواء مباشرة بكل فقراته بما فيها مطربا المهرجانات.
كان كل شيء يبدو طبيعياً، لدرجة أن إعلام السيسي نشر عن النجاح الكبير للحفل، وأن رئيس شركة "تذكرتي"، منتصر النبراوي، يستعد لحفل جديد بعد نجاح حفل الاستاد، حسب ما نشر في جريدة "صوت الأمة" التابعة لـ"اليوم السابع" تحت مظلة "إعلام المصريين" المملوكة للاستخبارات العامة.
إلى هنا، والمشهد عادي. ويبدو أن النبراوي مسؤول "تذكرتي" محسوب على جهة محددة داخل تلك المنظومة، ما جعل اللجان الإلكترونية للمعارضين لوجوده، تبدأ العمل على وسائل التواصل الاجتماعي ضد الحفل، وظهرت تعليقات من نوعية: "كيف يقوم إعلام الدولة بنقل تلك البذاءات على الهواء مباشرة؟ وكيف يسمع أولادنا جملا من نوعية خمور وحشيش؟ ومن يحمي الذوق العام من الانهيار، وكيف يصمت نقيب الموسيقيين على هذه الأصوات وكيف يمنحها شرعية؟".
فجأة، تحول الإعلام 180 درجة. وبدأ مذيعو الانقلاب في استضافة كل من يهاجم أغاني ومطربي المهرجانات، واشتعل "التريند "، وصارت قضية أغاني المهرجانات هي الشغل الشاغل للمصريين.
النجوم انقسموا إلى مع وضد، وكذلك الجمهور، وهي نفس طريقة الإلهاء القديمة التي كانت تستخدمها أجهزة الأمن المصرية للتغطية على أحداث هامة، يفضل ألا يلاحظها الناس، وما يحدث هو تلاعب بمن يقدمون هذه النوعية، في حين أنه لم يتم تحويل أحد للتحقيق أو تحميل المسؤولية لمن اتخذ قرارا ببث الحفل على الهواء في هذا المشهد المصنوع والمفتعل.
يبدو أن نقيب الموسيقيين، هاني شاكر، المعروف عنه عدم تبني مواقف حاسمة، بل عادة ينتظر من يملي عليه القرارات أو يتخذها بناء على ما يكتب على السوشال ميديا، خرج بعد أن تلقى اتصالا هاتفيا من جهة أمنية -حسبما أكد مصدر بالنقابة لـ"العربي الجديد"- ليكيل الاتهامات لمطربي المهرجانات ويعلن أنه ضد هذه النوعية، وأنه طوال الوقت يعمل على حماية "الذوق العام"، ما جعل حسن شاكوش صاحب "بنت الجيران" يخرج لوسائل الإعلام ليعلن أنه سدد الرسوم المالية لنقابة الموسيقيين وكان ينتظر الحصول على كارنيه العضوية بشعبة المهرجانات. ليس ذلك فقط بل إن عمر كمال زميل شاكوش أعلن أنه سبق وقام بتلحين أغنية للنقيب هاني شاكر فكيف يتم منعه؟
حاول شاكوش وكمال تقديم كل الاعتذارات الممكنة مؤكدين أنهما ذهبا إلى حفل الاستاد ومعهما "فلاشة" لعمل تسجيل جديد لمهرجان "بنت الجيران" من دون جملة "خمور وحشيش"، ولكن مسؤول الصوت وقائمة الـ"بلاي باك" هو من قام بتحميل الأغنية من "يوتيوب"، وأذاعها بالجملة التي يظن شاكوش وكمال أنها السبب في الهجوم عليهما.
لم يتوقف الحال بهاني شاكر و"حماة الذوق والآداب العامة" عند هذا الحد، بل أصدرت نقابة الموسيقيين قراراً بوقف التعامل مع 23 فرقة ومغني مهرجانات كانوا يعملون بموجب تصاريح يحصلون عليها من النقابة، وضمت القائمة كلاً من حسن شاكوش وحمو بيكا وأوكا وأورتيجا ومجدي شطة والديزل، ومن الفرق المدفعجية الصورايخ والدخلاوية. وتمت الإشارة إلى عمر كمال، باعتباره موقوفاً. وجاء في القرار: "تأكيداً لقوانين النقابة، يمنع التعامل دون عضوية النقابة، أو التصريح الممنوح وفقا للشروط المعمول بها".
قال نقيب الموسيقيين إن هناك ما وصفه بـ"شبه اتفاق بين كل طوائف المجتمع على الحالة السيئة التي باتت تهدد الفن والثقافة العامة، بسبب ما يسمى أغاني المهرجانات التي تتضمن كلمات موحية ترسخ لعادات وإيحاءات غير أخلاقية".
وأضاف أن القرار بمنع التعامل مع مطربي المهرجانات، جاء بغرض "حماية المجتمع من تلك النوعية التي انتشرت خلال السنوات القليلة الماضية".
وذكر شاكر في تصريحات صحافية أن "ظاهرة أغاني المهرجانات امتدت وتوسعت بسبب عدم وجود فن محترم يواجهها ويقاومها". ووجه لوما للدولة ممثلة في الجهات المعنية بالثقافة والإعلام بسبب قلة الإنتاج الفني المحترم من أغان واستعراضات.
وشددت نقابة الموسيقيين في بيانها على أن "شروط عضويتها أو منح تصاريح بالغناء ليس قوامها صلاحية الصوت فقط، ولكن أيضاً هناك شروط عامة يتوجب أن تتوافر في طالب العضوية أو التصريح، وهي الالتزام بالقيم العليا للمجتمع والعرف الأخلاقي واختيار الكلمات التي لا تحض على رذيلة أو عادات سيئة"، مؤكدة أن مجلسها "سوف يعيد النظر في كل التصاريح بالغناء أو عضوية النقابة في ضوء المعايير والقيم التي يقبلها المجتمع".
اقــرأ أيضاً
وتفاعلت الأزمة في مصر حكومياً وبرلمانياً، ودينيا، وحظي قرار نقابة الموسيقيين بمنع مؤدي هذه النوعية من الأغاني من العمل بتأييد من مجلس النواب ووزارة الإعلام، فيما تباينت ردود الأفعال المجتمعية على منع اللون الموسيقي الذي يحظى بملايين المشاهدات.وحظّرت نقابة الموسيقيين على جميع المنشآت السياحية والبواخر النيلية والملاهي الليلية التعامل مع من يطلق عليهم مطربي المهرجانات، محذرة المخالفين من "إجراءات قانونية".
وطالب المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام جميع القنوات الفضائية، بمراعاة الذوق العام في كل ما يتم عرضه على الشاشات سواء كانت برامج أو حوارات أو أغانٍ.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل إن دار الإفتاء المصرية قالت في بيان لها "إن سماع أغاني المهرجانات بما تحويه من فحش وكلام بذيء ودعوة إلى الرذائل حرام شرعًا، وينبغي على الجهات المسؤولة منع إصدار هذه الأغاني ومنع نشرها".
وأعلن صلاح حسب الله، المتحدث الرسمي، لمجلس النواب، دعمه إجراءات وقرارات نقابة الموسيقيين، معتبراً أن أغاني المهرجانات تتسبب في حالة من التدني، وأنها "أخطر على مصر من كورونا".
ورغم الحصار ومحاولة منع أصحاب أغاني المهرجانات، إلا أنه لن يستطيع أحد الوقوف أمام هذا الطوفان خصوصا أن تلك النوعية نابعة من الشارع. وحسبما قال الملحن والمطرب حميد الشاعري في تعليقه على أغاني المهرجانات إنها موسيقي تتطور بشكل سريع، ولا يجب التعالي عليها.
وكما هو معلوم، فإن موسيقى المهرجانات جاءت من طبقات اجتماعية دنيا كانت ضحية عشوائية الدولة وحكوماتها. هذه الفئة التي تعيش مع بقية المصريين على الأرض نفسها يقتسمون المشاكل السياسية والصراعات الطاحنة نفسها، وربما لا تعلو أصواتهم في العادة نظراً لأنهم فئة مشغولة دوماً بلقمة العيش، ولكن تلك الفئة استطاعت أن تخلق موسيقاها الخاصة وكلماتها ومفرداتها التي تعكس واقعها اليومي ومعاناتها ومعرفتها الكاملة بأنها تعيش على هامش الدولة، التي تتعامل معها بتعال.
رغم ذلك، صار صوت صراخها يلاحق ويحاصر الدولة في أرقى الأماكن، والمفارقة أن تلك الطبقات التي تنتقد وتعلن عن رفضها لتلك النوعية في العلن باتت لا تستغني عن صوت صراخ الفقراء والمهمشين حيث تصدح أغاني المهرجانات في أفراحهم وأعياد ميلادهم وأماكن السهر الخاصة بهم، واستطاعت أغاني المهرجانات أن تجذب جمهورا مختلفا تماما، وتوسعت قاعدة جمهور المهرجانات لتخرج إلى العالم الأول، فبدأ مطربو هذا اللون في إحياء حفلات في باريس، ولوس آنجليس، وهم الذين لا يفقهون حرفا من لغة أخرى، ولكن موسيقاهم قادرة على جذب آذان لا تنطق حرفا من العربية. العامل الأساسي هو الموسيقى، الرتم والإيقاع الذي يجذب الجمهور دون الالتفات للكلمات أيا كان ما يقال.
لقد أصبحت لغة قائمة بذاتها لا تعتمد بشكل أساسي على الكلمات، وإنما على الحالة التي تضعك فيها الأغنية.
وبحسب نقاد، فإن المهرجانات باقية وستتطور بمرور الوقت، بعيدا عن مصطلحات حماية الذوق العام والوصاية على المجتمع، لأنه بنظرة سريعة سنجد أن الفلكلور وأغاني العوالم والخلاعة والتي ظهرت في فترة ما بعد الحرب العالمية الأولى هي الأغاني التي كانت تخاطب الحس الشهواني لدى المستمع وكان التواصل معها إما بالكلمات المبتذلة أو الأداء الرقيع، ومن هذه الأغاني "حلف أنه يمتعني" لعبد اللطيف البنا، و"بين النهود" و"احملوني" لصالح عبد الحي، و"حرص مني أوعي تزغزغني جسمي رقيق ما يستحملش" لعبد المطلب.
وبعيداً عن التناول الفني والاجتماعي والأخلاقي لظاهرة المهرجانات، فإنه من الواضح أن هناك أجهزة بعينها في الدولة تحاول تسخير الجدل الدائر حولها لخدمة أغراض أخرى، وهي الوسيلة التي طالما اعتمد عليها جهاز أمن الدولة السابق إبان حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك (الأمن الوطني حاليا).
وأكد مصدر أمني سابق في جهاز الأمن الوطني (خرج إلى المعاش في حركة الداخلية الماضية) أن ملف إدارة الإعلام والسوشال ميديا يعود تدريجياً إلى "الأمن الوطني". وقال المصدر لـ"العربي الجديد" –شرط عدم ذكر اسمه أو موقعه السابق- إن معظم القضايا التي تثير الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي يتحكم بها الجهاز ذو الخبرة الطويلة في هذا المجال، مؤكداً أن نقيب الموسيقيين الفنان هاني شاكر، يتلقى تعليماته بواسطة ضباط الجهاز الذين يملون عليه القرارات التي يخرج بها من وقت لآخر.
وأضاف المصدر أن أزمة المهرجانات ليست الوحيدة التي أطلقها جهاز الأمن الوطني مؤخراً، بل إن هناك أيضاً قصة الفنانة الشابة منى فاروق والتي خرجت مؤخراً بفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تشكو حالها وعدم قدرتها على العمل مرة أخرى بسبب الوصمة التي لحقت بها إثر الفيديوهات الفاضحة التي سربها الأمن لها برفقة المخرج والنائب البرلماني خالد يوسف.
وأوضح المصدر أن هناك أيضاً من الضباط داخل الجهاز من يتواصل مع منى فاروق وغيرها ليوعز لها بأن تسجل فيديو ما، مشيراً إلى أن أول ظهور لها بعد فضيحة الفيديوهات كان من داخل محبسها وبواسطة أحد المواقع الإلكترونية التابعة للأمن.
ولفت إلى أن الجهاز لديه الكثير من المشاهير الذين يديرهم من وقت لآخر، أمثال رئيس ناد كبير، وغريمته الراقصة، كونهما فقدا قدرتهما على إثارة الجدل كما كان يحدث في السابق.
أخيراً، وبعد أن أصدرت النقابة قراراً بمنع مطربي المهرجانات من الغناء، ومن بينهم الفنان محمد رمضان، وقولها إن "هناك شبه اتفاق بين كل طوائف المجتمع على الحالة السيئة التي باتت تهدد الفن والثقافة العامة بسبب ما يسمى بأغاني المهرجانات، والتي هي نوع من أنواع موسيقى وإيقاعات الزار وكلمات موحية ترسخ لعادات وإيحاءات غير أخلاقية في كثير منها"، فوجئ الجميع بالإعلان عن استضافة الإعلامي وائل الإبراشي، محمد رمضان، في أولى حلقات "التاسعة مساءً" على التلفزيون المصري في إطار خطة التطوير الجديدة، فيما يضرب عرض الحائط بحديث نقابة الموسيقيين.
صوت يلاحق الدولة
رغم الحصار ومحاولة منع أصحاب أغاني المهرجانات، إلا أنه لن يستطيع أحد الوقوف أمام هذا الطوفان، وخصوصاً أن تلك النوعية نابعة من الشارع. وحسبما قال الملحن والمطرب حميد الشاعري في تعليقه على أغاني المهرجانات، فإنها موسيقى تتطور بشكل سريع، ولا يجب التعالي عليها.
وكما هو معلوم، فإن موسيقى المهرجانات جاءت من طبقات اجتماعية دنيا كانت ضحية عشوائية الدولة وحكوماتها. هذه الفئة التي تعيش مع بقية المصريين على الأرض نفسها، يقتسمون المشاكل السياسية والصراعات الطاحنة نفسها، وربما لا تعلو أصواتهم في العادة، نظراً لأنهم فئة مشغولة دوماً بلقمة العيش، ولكن تلك الفئة استطاعت أن تخلق موسيقاها الخاصة وكلماتها ومفرداتها التي تعكس واقعهم اليومي ومعاناتهم ومعرفتهم الكاملة بأنهم يعيشون على هامش الدولة، التي تتعامل معهم بتعالٍ.
رغم ذلك، صار صوت صراخهم يلاحق ويحاصر الدولة في أرقى الأماكن، والمفارقة أن تلك الطبقات التي تنتقد وتعلن رفضها لتلك النوعية في العلن باتت لا تستغني عن صوت صراخ الفقراء والمهمشين حيث تصدح أغاني المهرجانات في أفراحهم وأعياد ميلادهم وأماكن السهر الخاصة بهم، واستطاعت أغاني المهرجانات أن تجذب جمهوراً مختلفاً تماماً، وتوسعت قاعدة جمهور المهرجانات لتخرج إلى العالم الأول، فبدأ مطربو هذا اللون في إحياء حفلات في باريس، ولوس أنجليس، وهم الذين لا يفقهون حرفاً من لغة أخرى، ولكن موسيقاهم قادرة على جذب آذان لا تنطق حرفاً من العربية. العامل الأساسي هو الموسيقى، الرتم والإيقاع الذي يجذب الجمهور دون الالتفات إلى الكلمات أياً كان ما يُقال.
لقد أصبحت لغة قائمة بذاتها لا تعتمد بشكل أساسي على الكلمات، بل على الحالة التي تضعك فيها الأغنية.
وبحسب نقاد، فإن المهرجانات باقية وستتطور بمرور الوقت، بعيداً عن مصطلحات حماية الذوق العام والوصاية على المجتمع، لأنه بنظرة سريعة سنجد أن الفلكلور وأغاني العوالم والخلاعة التي ظهرت في فترة ما بعد الحرب العالمية الأولى هي الأغاني التي كانت تخاطب الحسّ الشهواني لدى المستمع، وكان التواصل معها إما بالكلمات المبتذلة أو الأداء الرقيع، ومن هذه الأغاني "حلف أنه يمتعني" لعبد اللطيف البنا، و"بين النهود" و"احملوني" لصالح عبد الحي، و"حرص مني أوعى تزغزغني جسمي رقيق ما يستحملش" لعبد المطلب.
وبعيداً عن التناول الفني والاجتماعي والأخلاقي لظاهرة المهرجانات، فإنّ من الواضح أن هناك أجهزة بعينها في الدولة تحاول تسخير الجدل الدائر حولها لخدمة أغراض أخرى.
وأكد مصدر أمني سابق في جهاز الأمن الوطني (خرج إلى المعاش في حركة الداخلية الماضية) أن ملف إدارة الإعلام والسوشال ميديا يعود تدريجاً إلى "الأمن الوطني". وقال المصدر لـ"العربي الجديد" - شرط عدم ذكر اسمه أو موقعه السابق - إن معظم القضايا التي تثير الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي يتحكم بها الجهاز ذو الخبرة الطويلة في هذا المجال، مؤكداً أن نقيب الموسيقيين الفنان هاني شاكر، يتلقى تعليماته بواسطة ضباط الجهاز الذين يُملون عليه القرارات.
وأضاف المصدر أن أزمة المهرجانات ليست الوحيدة التي أطلقها جهاز الأمن الوطني أخيراً، بل هناك أيضاً قصة الفنانة الشابة منى فاروق التي خرجت أخيراً بفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تشكو حالها وعدم قدرتها على العمل مرة أخرى بسبب الوصمة التي لحقت بها إثر الفيديوهات الفاضحة التي سربها الأمن لها برفقة المخرج والنائب البرلماني خالد يوسف.
أخيراً، وبعد أن أصدرت النقابة قراراً بمنع مطربي المهرجانات من الغناء، ومن بينهم الفنان محمد رمضان، وقولها إن "هناك شبه اتفاق بين كل طوائف المجتمع على الحالة السيئة التي باتت تهدد الفن والثقافة العامة بسبب ما يُسمى أغاني المهرجانات، والتي هي نوع من أنواع موسيقى وإيقاعات الزار وكلمات موحية ترسخ لعادات وإيحاءات غير أخلاقية في كثير منها"، فوجئ الجميع بإعلان استضافة الإعلامي وائل الإبراشي، محمد رمضان، في أولى حلقات "التاسعة مساءً" على التلفزيون المصري، في إطار خطة التطوير الجديدة، فيما يضرب عرض الحائط بحديث نقابة الموسيقيين.