تُقدّم برامج الهواة فرصة للشباب العربي ليبرز صوته أمام الجمهور. وبعد مرور أكثر من أربعة عقود على برنامج "استوديو الفن"، لم تتمكن البرامج المستوردة من الخارج من حجز مكانة ثابتة وراسخة في ذهن المشاهدين، فهي تخضع لاعتبارات التمويل وآلية التصويت، وتتزامن مع حركة الشارع العربي وسوق الإعلانات. ومع زيادة حصة المشتركين المغاربة في برنامج "ذا فويس" لهذا الموسم، وتوجه الشبكة السعودية للاستثمار في السوق المغاربية، كثر الحديث عن نية إنتاج نسخة جديدة من برنامج "ستار أكاديمي" موجهة لدول المغرب العربي. فهل باتت برامج الهواة مقيّدة بقرار سياسي ذي تبعات اقتصادية؟
استعراض لا حكّام
تحولت برامج الهواة في نسخها الأخيرة إلى صيغ تجارية بحتة، حيث ظهرت سطوة الإعلان على مفردات البرامج، وخاصة في "ذا فويس"، إذ تحوّل البرنامج إلى نافذة للإعلانات المقحمة على لسان لجنة التحكيم والمتسابقين، وحتى الفنيين العاملين. في المقابل، لم تقدّم لجان التحكيم دورها الفعلي في هذه البرامج بعد سحب ثقة المواهب منها، إذ رفض عدد كبير من المواهب الغنائية التي نسق البرنامج لظهورها هذا الموسم من المشاركة، فجاء الاعتذار لأن مسيرتهم الغنائية وخبرتهم في مجال الغناء تتفوق على بعض الجالسين على مقاعد لجان التحكيم، فضلاً عن التعب النفسي الذي يعانيه المتسابقون بعد بناء صورة وردية لهم، وتحطيمها ما إن يبدأ البرنامج بالتصفيات التي تجرى بالعادة على معايير غير مهنية، تحدّد بها الجنسية العامل الأكبر للاختيار.
عائد مادي في الصدارة
تشكّل برامج الهواة من ناحيتها مغامرة مالية للقنوات المنتجة، التي عادة ما تعتمد على شركات إنتاج تنفيذية لتنظيم البرنامج من مرحلة "تجارب الأداء" وحتى الحفل الختامي. وفي حين تتحمل القناة تكاليف إنتاجية مرتفعة، دفعت غالبية المحطات الفضائية لتوقيف إنتاج هذه البرامج أو ضبط نفقاتها، فإن شبكة MBC بحثت عن خيار آخر، وهو إنتاج ثلاث نسخ من برنامج "ذا فويس" في ذات السنة، وبذلك لا تتكلف عناء تغيير الاستديوهات، بل يجرى تصوير البرامج الثلاثة في مراحلها الأولى بوقت متزامن. لكن الرياح جاءت كما لم تشتهِ السفن، بعدما عصفت المظاهرات في لبنان، وما نتج عن ذلك من قطع للشوارع، فاضطرت الشبكة إلى تسجيل العروض المباشرة بشكل سابق، وبالتالي خسارة مرحلة البرنامج الأكثر مردوداً، القائمة على تصويت الجمهور بشكل مباشر.
معركة الاحتكار