حاملاً آلة العود على كتفه، يسير السوري محمد فريد، الذي لجأ منذ أكثر من خمسة أعوام إلى مدينة إسطنبول التركية، باتجاه شارع الاستقلال الأكثر شهرة في المدينة.
لا يهدف محمد من زيارته اليومية إلى الشارع إلى التسوّق، فهو منذ لحظة وصوله إلى الشارع الشهير، يُخرج عوده، وينصب كرسياً معداً للفتح والإغلاق، ويجلس أمام مساحة فارغة داخل الشارع، ليقدم سلعة، شأنه شأن جميع الباعة في السوق، بيد أن سلعته مسموعة غير ملموسة، ألا وهي الموسيقى والغناء.
حقيبة العود بالنسبة إلى محمد، التي يتركها مفتوحة أمامه خلال أدائه للأغاني والألحان، هي صندوق "الغلة"، التي تعتبر مردوداً لما يقدمه للمستمعين، ويملأ ذلك الصندوق ليرات ودولارات وعملات أخرى، مصدرها جيوب مئات السياح الذين يقصدون شارع الاستقلال يومياً، ويستعذبون ما يطربهم به محمد من ألحان للحظات، فيرمون ما تيسر ويمضون؛ وقد يتقاسم تلك "الغلة" مع عازفين أو مغنين آخرين يشاركونه ضمن فرقة، أو تكون من نصيبه كاملةَ في حال كان بمفرده.
وغير محمد، هناك العديد من الفنانين السوريين من عازفين ومغنين وصلوا إلى إسطنبول بعد تعاظم أحداث الحرب الدائرة في بلادهم، يلجأون إلى الشارع ليقدموا فنهم مقابل ما يلقيه إليهم السياح من نقود، ليستعينوا بها على تكاليف حياة اللجوء الصعبة، وربما يكون لغياب المنصة التي يقدمون فيها فنهم، من مسارح ومهرجانات وغيرها، في بلد تختلف ثقافته ولغته عن ثقافتهم ولغتهم.
يقول محمد في حديث إلى "العربي الجديد"، إنه أمضى شهرين بعد وصوله إلى تركيا يعمل كعازف مع أحد المطربين المعروفين في واحد من المطاعم السورية في إسطنبول، لكن إغلاق المطعم وفقدانه لفرصة العمل، اضطره للنزول إلى الشارع ليعزف ويغني هناك، ليتمكن من إكمال حياته في إسطنبول ويؤمن تكاليف المعيشة المرتفعة في المدينة من جانب، ومن جانب آخر يرى أن تقديم الفن العربي والسوري تحديداً في شوارع إسطنبول، يندرج ضمن تقديم صورة جميلة عن اللاجئين السوريين في تركيا، وفرصة لتعريف الأتراك والسياح إلى الفن والتراث السوريين.
ورغم أنه يؤكد على أن لجوءه للشارع لتقديم الفن هدفه بالمقام الأول تأمين سبل المعيشة، إلا أن ذلك يعد جزءاً من المنفعة التي تعود عليه جراء خياره، فالغناء والعزف في الشارع وسيلة لتقديم نفسه للناس من شرائح وجنسيات مختلفة، ولا سيما في شارع الاستقلال الذي يعبره يومياً آلاف السياح من جنسيات مختلفة، ما سيتيح له ولأقرانه التواصل معهم وبالتالي دعوتهم للحفلات الخاصة، ويشير إلى أنه حتى لو توفرت لديه الفرصة لمنصة بديلة لتقديم الفن، إلا أنه يجد راحة في الشارع كونه يجعله أكثر قرباً من الناس، ويعرّفه إلى أكبر شريحة منهم.
لفارس، وهو عازف غيتار سوري، تجربة مشابهة لتجربة صديقه محمد مع فن الشارع في إسطنبول، فقد بدأ مشواره مع الموسيقى بعد دراستها في لبنان، بوضع مستقر واعتيادي، حيث كان يبيع ألحانه في دمشق، سواء الغنائية أو الموسيقى التصويرية، وعزف وراء نجوم سوريين ولبنانيين كبار ضمن فرق موسيقية متعددة، بالإضافة لتدريسه آلة الغيتار في معهد خاص في سورية، حتى تفاقمت الأوضاع في بلاده بعد عام 2011؛ فحاول البقاء حتى عام 2014، إلا أنه لم يجد من اللجوء إلى إسطنبول بداً بعد ذلك التوقيت، وفور وصوله كان الشارع أمامه ليعزف فيه ألحانه.
سألنا فارس عن المردود المادي الذي يؤمنه العمل في الشارع بالنسبة للفنان، فأشار إلى أن المردود "كان يكفي للمعيشة فقط، وهذ الكلام منذ سنوات، لكن بعد هبوط قيمة الليرة التركية أمام الدولار الأميركي لم يعد يكفي، فنجد أنفسنا مضطرين لزيادة ساعات العمل أكثر في الشارع، لنستطيع تحصيل دخل أكبر لتأمين احتياجاتنا المعيشة".
واجهنا فارس بما مفاده أن هناك من يتهم الفنانين الذين يلجأون للشارع لتقديم فنهم بأنهم في درجة أقل من غيرهم من حيث المستوى، وطلبنا منه تأكيد صحة هذه الفرضية أو نفيها، ولماذا برأيه تخرج هذه الاتهامات؟ فأوضح في حديثه إلى "العربي الجديد"، قائلاً: "لجأنا للشارع لأننا لم نقبل بالعمل بأجور زهيدة يدفعها لنا أصحاب المطاعم والمقاهي، الذين باتوا في ما بعد يستبدلون فرقة موسيقية كاملة بآلة الأورغ كي يوفروا المال، وأنا أسأل هنا: هل دخلتم إلى مقهى أو مطعم وسمعتم آلة موسيقية تنفرد بمقطوعة كلاسيكية أو حتى فرقة بوب أو روك تقدم أغاني حديثة ومعاصرة وأغاني قديمة بقالب حديث كما هو الحال في دمشق وفي لبنان ودبي؟ ومن يصدر هذه الاتهامات محق باتجاه بعض الأشخاص الذين لم يتلقّوا أدنى مستوى من التعليم الموسيقي. المقاهي لم تقبلهم حتى بتلك الأجور المتدنية فنزلوا للشارع، محاولين لفت انتباه المارة بالغناء الممتلئ بالنشاز والصراخ".
يؤكد فارس أنه سيبقى يذهب إلى الشارع لتقديم الفن في كل الأحوال، ولن يكون السبب الأول في ذلك هو المال، فالشارع بالنسبة إليه مكان لتكوين العلاقات ومحطة لإيجاد فرص عمل خارج الشارع، إضافة إلى أنه من خلاله يمكنه التعرف إلى أشخاص وعازفين من ثقافات مختلفة، وبذلك يتفق مع محمد في هذ الإطار.
ورغم أن فارس ومحمد باتا يقسمان أوقات عملهما أخيراً بين المطاعم والمقاهي من جهة، وبين الشارع من جهة أخرى، إلا أنهما يؤكدان على أهمية الخطوة التي تقدم عليها البلدية التي يتبع لها شارع الاستقلال بضبط عمل الفرق الفنية في الشارع، وإعطاء تراخيص لمن يود ممارسة ذلك، وقد خضعا أخيراً لاختبارات خصصها المكتب المعني في البلدية لمنح ترخيص للعمل الفني في تقسيم، وأشارا إلى أن الترخيص سيمنح لهما قريباً.
التقت "العربي الجديد" الفنان محمد حمادية، رئيس فرقة الفنان الحلبي الراحل صبري مدلل، التي كان لها حضور على ساحة الفن الطربي في سورية لأعوام مضت قبل 2011، وشاركت في أبرز الفعاليات الفنية والثقافية الرسمية في سورية وخارجها، قبل أن تتلاشى شيئاً فشيئاً بعد رحيل مدلل، وثم تفرق أفرادها جراء الهجرة واللجوء.
سألنا حمادية، الذي لجأ هو الآخر إلى إسطنبول بعد خروجه من حلب، عن نظرته لخيار الفنانين السوريين في تقديم الفن السوري العريق بالشوارع العامة، باعتباره يمثل واجهة فنية نخبوية، فأشار إلى أن "فن الشارع حديث على الموسيقيين السوريين، نشأ نتيجة أزمة الحرب في بلادهم وهجرة العديد من الفنانين، فإذا أردنا تقييم هذه الظاهرة علينا أن ندرس حال الكثير من الفنانين الذين يكابدون معيشة الفقر والفاقة، ولذلك من وجهة نظري أرى أن الحق معهم في هذا السلوك، الذي لم يكن له وجود له في مجتمعنا السوري، ولا شك أن كثيراً من الفنانين السوريين وجدوا أعمالاً لهم في بعض المطاعم والمنتديات من خلال عملهم في الشارع، ولكنني في الوقت ذاته ألوم من يصرّ على العمل في الشارع رغم الفرص التي سنحت له خارجه".
وحول الهدف من خيار هؤلاء الفنانين في اللجوء إلى الشارع، بين تأمين سبل المعيشة، أم أن أنهم وجدوا في الشارع منصة في ظل غياب المنصات الفنية في بلد اللجوء، يرى حمادية أنه "مع الأسف فإن الفنان السوري الذي يقصد الشارع لا يزال بعيدا عن التمثيل الثقافي والرسمي، ولذلك أستبعد أن يحاكي واقع المنصات الرسمية والثقافية، ولذلك أرى أنها حاجة للمعيشة بالنسبة للبعض، فيما يتخذها البعض الآخر منطلقاً لبناء صداقات مع الفتيات وقضاء الوقت معهن، وأشدد على البعض وليس الكل".
اقــرأ أيضاً
لا يهدف محمد من زيارته اليومية إلى الشارع إلى التسوّق، فهو منذ لحظة وصوله إلى الشارع الشهير، يُخرج عوده، وينصب كرسياً معداً للفتح والإغلاق، ويجلس أمام مساحة فارغة داخل الشارع، ليقدم سلعة، شأنه شأن جميع الباعة في السوق، بيد أن سلعته مسموعة غير ملموسة، ألا وهي الموسيقى والغناء.
حقيبة العود بالنسبة إلى محمد، التي يتركها مفتوحة أمامه خلال أدائه للأغاني والألحان، هي صندوق "الغلة"، التي تعتبر مردوداً لما يقدمه للمستمعين، ويملأ ذلك الصندوق ليرات ودولارات وعملات أخرى، مصدرها جيوب مئات السياح الذين يقصدون شارع الاستقلال يومياً، ويستعذبون ما يطربهم به محمد من ألحان للحظات، فيرمون ما تيسر ويمضون؛ وقد يتقاسم تلك "الغلة" مع عازفين أو مغنين آخرين يشاركونه ضمن فرقة، أو تكون من نصيبه كاملةَ في حال كان بمفرده.
وغير محمد، هناك العديد من الفنانين السوريين من عازفين ومغنين وصلوا إلى إسطنبول بعد تعاظم أحداث الحرب الدائرة في بلادهم، يلجأون إلى الشارع ليقدموا فنهم مقابل ما يلقيه إليهم السياح من نقود، ليستعينوا بها على تكاليف حياة اللجوء الصعبة، وربما يكون لغياب المنصة التي يقدمون فيها فنهم، من مسارح ومهرجانات وغيرها، في بلد تختلف ثقافته ولغته عن ثقافتهم ولغتهم.
يقول محمد في حديث إلى "العربي الجديد"، إنه أمضى شهرين بعد وصوله إلى تركيا يعمل كعازف مع أحد المطربين المعروفين في واحد من المطاعم السورية في إسطنبول، لكن إغلاق المطعم وفقدانه لفرصة العمل، اضطره للنزول إلى الشارع ليعزف ويغني هناك، ليتمكن من إكمال حياته في إسطنبول ويؤمن تكاليف المعيشة المرتفعة في المدينة من جانب، ومن جانب آخر يرى أن تقديم الفن العربي والسوري تحديداً في شوارع إسطنبول، يندرج ضمن تقديم صورة جميلة عن اللاجئين السوريين في تركيا، وفرصة لتعريف الأتراك والسياح إلى الفن والتراث السوريين.
ورغم أنه يؤكد على أن لجوءه للشارع لتقديم الفن هدفه بالمقام الأول تأمين سبل المعيشة، إلا أن ذلك يعد جزءاً من المنفعة التي تعود عليه جراء خياره، فالغناء والعزف في الشارع وسيلة لتقديم نفسه للناس من شرائح وجنسيات مختلفة، ولا سيما في شارع الاستقلال الذي يعبره يومياً آلاف السياح من جنسيات مختلفة، ما سيتيح له ولأقرانه التواصل معهم وبالتالي دعوتهم للحفلات الخاصة، ويشير إلى أنه حتى لو توفرت لديه الفرصة لمنصة بديلة لتقديم الفن، إلا أنه يجد راحة في الشارع كونه يجعله أكثر قرباً من الناس، ويعرّفه إلى أكبر شريحة منهم.
لفارس، وهو عازف غيتار سوري، تجربة مشابهة لتجربة صديقه محمد مع فن الشارع في إسطنبول، فقد بدأ مشواره مع الموسيقى بعد دراستها في لبنان، بوضع مستقر واعتيادي، حيث كان يبيع ألحانه في دمشق، سواء الغنائية أو الموسيقى التصويرية، وعزف وراء نجوم سوريين ولبنانيين كبار ضمن فرق موسيقية متعددة، بالإضافة لتدريسه آلة الغيتار في معهد خاص في سورية، حتى تفاقمت الأوضاع في بلاده بعد عام 2011؛ فحاول البقاء حتى عام 2014، إلا أنه لم يجد من اللجوء إلى إسطنبول بداً بعد ذلك التوقيت، وفور وصوله كان الشارع أمامه ليعزف فيه ألحانه.
سألنا فارس عن المردود المادي الذي يؤمنه العمل في الشارع بالنسبة للفنان، فأشار إلى أن المردود "كان يكفي للمعيشة فقط، وهذ الكلام منذ سنوات، لكن بعد هبوط قيمة الليرة التركية أمام الدولار الأميركي لم يعد يكفي، فنجد أنفسنا مضطرين لزيادة ساعات العمل أكثر في الشارع، لنستطيع تحصيل دخل أكبر لتأمين احتياجاتنا المعيشة".
واجهنا فارس بما مفاده أن هناك من يتهم الفنانين الذين يلجأون للشارع لتقديم فنهم بأنهم في درجة أقل من غيرهم من حيث المستوى، وطلبنا منه تأكيد صحة هذه الفرضية أو نفيها، ولماذا برأيه تخرج هذه الاتهامات؟ فأوضح في حديثه إلى "العربي الجديد"، قائلاً: "لجأنا للشارع لأننا لم نقبل بالعمل بأجور زهيدة يدفعها لنا أصحاب المطاعم والمقاهي، الذين باتوا في ما بعد يستبدلون فرقة موسيقية كاملة بآلة الأورغ كي يوفروا المال، وأنا أسأل هنا: هل دخلتم إلى مقهى أو مطعم وسمعتم آلة موسيقية تنفرد بمقطوعة كلاسيكية أو حتى فرقة بوب أو روك تقدم أغاني حديثة ومعاصرة وأغاني قديمة بقالب حديث كما هو الحال في دمشق وفي لبنان ودبي؟ ومن يصدر هذه الاتهامات محق باتجاه بعض الأشخاص الذين لم يتلقّوا أدنى مستوى من التعليم الموسيقي. المقاهي لم تقبلهم حتى بتلك الأجور المتدنية فنزلوا للشارع، محاولين لفت انتباه المارة بالغناء الممتلئ بالنشاز والصراخ".
يؤكد فارس أنه سيبقى يذهب إلى الشارع لتقديم الفن في كل الأحوال، ولن يكون السبب الأول في ذلك هو المال، فالشارع بالنسبة إليه مكان لتكوين العلاقات ومحطة لإيجاد فرص عمل خارج الشارع، إضافة إلى أنه من خلاله يمكنه التعرف إلى أشخاص وعازفين من ثقافات مختلفة، وبذلك يتفق مع محمد في هذ الإطار.
ورغم أن فارس ومحمد باتا يقسمان أوقات عملهما أخيراً بين المطاعم والمقاهي من جهة، وبين الشارع من جهة أخرى، إلا أنهما يؤكدان على أهمية الخطوة التي تقدم عليها البلدية التي يتبع لها شارع الاستقلال بضبط عمل الفرق الفنية في الشارع، وإعطاء تراخيص لمن يود ممارسة ذلك، وقد خضعا أخيراً لاختبارات خصصها المكتب المعني في البلدية لمنح ترخيص للعمل الفني في تقسيم، وأشارا إلى أن الترخيص سيمنح لهما قريباً.
التقت "العربي الجديد" الفنان محمد حمادية، رئيس فرقة الفنان الحلبي الراحل صبري مدلل، التي كان لها حضور على ساحة الفن الطربي في سورية لأعوام مضت قبل 2011، وشاركت في أبرز الفعاليات الفنية والثقافية الرسمية في سورية وخارجها، قبل أن تتلاشى شيئاً فشيئاً بعد رحيل مدلل، وثم تفرق أفرادها جراء الهجرة واللجوء.
سألنا حمادية، الذي لجأ هو الآخر إلى إسطنبول بعد خروجه من حلب، عن نظرته لخيار الفنانين السوريين في تقديم الفن السوري العريق بالشوارع العامة، باعتباره يمثل واجهة فنية نخبوية، فأشار إلى أن "فن الشارع حديث على الموسيقيين السوريين، نشأ نتيجة أزمة الحرب في بلادهم وهجرة العديد من الفنانين، فإذا أردنا تقييم هذه الظاهرة علينا أن ندرس حال الكثير من الفنانين الذين يكابدون معيشة الفقر والفاقة، ولذلك من وجهة نظري أرى أن الحق معهم في هذا السلوك، الذي لم يكن له وجود له في مجتمعنا السوري، ولا شك أن كثيراً من الفنانين السوريين وجدوا أعمالاً لهم في بعض المطاعم والمنتديات من خلال عملهم في الشارع، ولكنني في الوقت ذاته ألوم من يصرّ على العمل في الشارع رغم الفرص التي سنحت له خارجه".
وحول الهدف من خيار هؤلاء الفنانين في اللجوء إلى الشارع، بين تأمين سبل المعيشة، أم أن أنهم وجدوا في الشارع منصة في ظل غياب المنصات الفنية في بلد اللجوء، يرى حمادية أنه "مع الأسف فإن الفنان السوري الذي يقصد الشارع لا يزال بعيدا عن التمثيل الثقافي والرسمي، ولذلك أستبعد أن يحاكي واقع المنصات الرسمية والثقافية، ولذلك أرى أنها حاجة للمعيشة بالنسبة للبعض، فيما يتخذها البعض الآخر منطلقاً لبناء صداقات مع الفتيات وقضاء الوقت معهن، وأشدد على البعض وليس الكل".
وعما إذا كان يعتبر فن الشارع بالنسبة للفنانين السوريين ظاهرة سيئة؟ وفي حال كان الأمر كذلك، كيف يتم علاج هذه الظاهرة؟ يجيب: "ما دمنا نقيم في بلد يبيح هذه الظاهرة، فنظرتي السلبية لها خفيفة مع تقديري لأوضاع وأحوال الفنانين في بلد اللجوء، ولكن ما كنت أنظر إليه بسلبية شديدة، هو الخلافات بين هؤلاء الفنانين، فقد نقلوا أجواء الفنانين التعيسة في سورية إلى بلدان لجوئهم للأسف، وعلاج هذه الظاهرة يتمثل بدمجهم مع الفنانين الأتراك، وطرق باب المسؤولين هنا لتأمين أماكن ومسارح ومطاعم لتشغيلهم، أو إعطائهم مقراً لتنظيم عملهم".