المصوّر الفوتوغرافي محمود الشرع: أنا لست ضحيّة

14 أكتوبر 2019
الاختلاف كبير في البيئة الحاضنة للفنانين بين فرنسا وسورية(فيسبوك)
+ الخط -
أقام المصور الفوتوغرافي السوري، محمود الشرع، معرضه الفردي الأول في صالة "لو مولان دو كولتور" بمدينة ريمس الفرنسية، للتعريف بأعماله وبمشروعه الفني الذي بدأه منذ ثلاث سنوات، دون أن يحدد ثيمة معينة لمضمون الصور. واستمرّ المعرض على مدار الأسابيع الأربعة الماضية.

وفي حديث لـ"العربي الجديد"، أوضح أن العديد من الفعاليات الثقافية المهمة أقيمت في مدينة رانس يوم افتتاح المعرض يوم الجمعة المنصرم. وكان متوجساً من قلة الحضور بسبب ذلك، لكنه فوجئ بأن الحضور كان أكثر من جيد. وقال :"أنا سعيدٌ جداً بهذا الحضور، وسعيد بالأصدقاء السوريين الذين جاؤوا من أكثر من مدينة فرنسية لدعمي".

ولفت إلى أن الفنانين السوريين في فرنسا يجري تقديمهم وتقديم أعمالهم الفنية ومعارضهم تحت وصف "لاجئين"، قائلاً: "رفضت لأكثر من مرة، فأن يتم تقديمك للجمهور كفنان بصفة ضحية يجعل الجمهور الفرنسي أو الأوروبي بشكل عام يتأثر عاطفياً، قد يتأثر إيجاباً أو سلباً تجاه عملك، أنا لاجئ سوري مقيم في فرنسا منذ خمس سنوات، لكن يسعدني أن يُقدَّم عملي الفني أو صوري الفوتوغرافية وتقييمها بطريقة مجردة، دون توظيف صورة الضحية أو اللاجئ. أردت تقديم معرضي بهذه الصيغة، وحين يكون هناك حديث عن قضية اللجوء فهو أمر آخر، وجميع الصور التي أعرضها، قد التقطتها على الأراضي الفرنسية، مثل أي مصور فوتوغرافي فرنسي، فأنا لست موجوداً بسورية، لذا أفضل معاملة هذا النتاج بعيداً عن هذه المحاكمة المسبقة للشخص أو الفنان".

وأشار إلى الاختلاف الكبير في البيئة الحاضنة للفنانين بين فرنسا وسورية، من ناحية التشجيع وإتاحة الفرص للعرض والوصول إلى الجمهور. ففي سوريَّة ليس كل فنان جدير يتاح له ذلك، وليس كل من يتمكَّن من إقامة معارض، يكون فعلاً جديراً بذلك، في حين أنَّ الفرنسيين يحتفون بالأشياء التي يجدونها جميلةً ويدعمونها. وفي حالته، قد ساعده العديد من الأصدقاء في الوصول إلى وسائل الإعلام الفرنسية المحلية وإلى الجمهور الفرنسي.

كشخص لم ينشأ في مدينة رانس، ووصل إليها حديثاً نسبياً، فإنه كان قادراً على رؤية الأماكن من زاوية مختلفة، عما اعتاده أبناء المدينة، وهو أمر يصفه الشرع بالطبيعي بالنسبة إلى أي فنان يريدُ أن يرى الأشياء في الأماكن الجديدة بنظرة مختلفة، وقد اقترح عليه بعض متابعي أعماله إطلاق عنوان "نظرة أخرى" على معرضه، وقال: "أيُّ فنانٍ عندما يزور مكاناً جديداً، فمن الطبيعي أن يراه بطريقة تختلف عن الزاوية المعتادة".

بدأ الشرع بالتصوير الفوتوغرافي بشكل احترافي قبل ثلاث سنوات، وهي فترة ليست بالطويلة في الحالات العادية، إلا أنَّه وصل إلى مستوى يسمح له بإقامة معارض نظراً للتراكم الطويل خلال السنوات الماضية أثناء عمله مع مجال الإخراج التلفزيوني وصحافة السينما، إذْ كان يتعامل مع الصورة طوال الوقت، لافتاً إلى تأثره بالسينما بشكل أو بآخر عند تعامله مع التصوير الفوتوغرافي. وقال: "مع انتشار تكنولوجيا الهواتف المحمولة ذات الكاميرات الدقيقة، أصبح هذا الفن متاحاً للجميع، وهناك فنانون أقاموا معارض كاملة لصور التقطوها بالهواتف المحمولة". وبيَّن الشرع، أن شغفه بالفنون وبالتصوير الفوتوغرافي يضيف إليه الكثير كإنسان، ويمنحه التوازن والسعادة، إذْ إنَّ مشاريعه الفوتوغرافية تتوالد بطريقة طبيعيَّة أثناء عمله، بحسب وصفه. وذكر أن الفنان قد اختار التخصُّص بالتصوير الأبيض والأسود، معتبراً أن هذه أفضل طريقة لإظهار التباين الذي يريده بين الضوء والعتمة، وتفاوت لوحاته التي عرضها بين التركيز على ملامح بشرية، ومعالم أثرية، ولحظات من الحياة اليومية العادية لسكان المدينة.
المساهمون