المغربيون يحيون مهنة "الحكواتي" في مهرجان عالمي

09 يوليو 2015
حكواتي مغربي في الشارع عام 1950 (Getty)
+ الخط -

اندثرت الحكايا الشعبية في المغرب، أو تكاد، أمام الغزو الرقمي والتكنولوجي للحياة اليومية. المهرجان الدولي "مغرب حكايات"، في مدينة تمارة قرب العاصمة الرباط، ينظّم اعتراضاً على هذا الاندثار: "لإعادة الاعتبار إلى الحكايا والحكواتيين، محترفين وهواة، والاحتفاء بالموروث الشفهي والكلمة الموزونة"، بحسب المنظّمين. 

المهرجان الذي بلغ دورته الـ12، يحمل هذه السنة شعار "العجائبي: كنز مشترك وتواصل دائم". وضمن برنامجه تبادل تجارب وممارسات تراثية مختلفة بين بلدان مشاركة، معظمها من دول آسيا هذه السنة، "احتفاءً بالتراث اللامادي الآسيوي". 

في هذا الإطار، يشارك فنانون وفرق وحكواتيون من دول الفلبين والصين وإندونيسيا وبنغلادش وأذربيجان وكرزغستان، وأيضاً من فلسطين وسورية والعراق والبحرين ولبنان وتركيا ومصر والسعودية والأردن، مع مشاركة مغاربية لكل من تونس والجزائر وليبيا، وأوروبية ممثلة في دولتي إسبانيا وروسيا.

في فرجة جماعية وسط مدينة تمارة، افتتح مساء الثلاثاء المهرجان بعرض مسرحي يجسّد رحلة العلامة المغربي ابن بطوطة في قالب حكواتي، في حين تحوّلت ساحات المدينة، بالإضافة إلى منصّات أخرى في كل من مدينتي الرباط وسلا، إلى خشبات عرض يتوسّطها حكواتيون، يعودون فيها بالجمهور إلى أزمنة غابرة، ويضعونهم في صورة العادات والتقاليد المتبعة حينها، مقدمين حكايا تسقط خلاصاتها على الزمن الحالي استخلاصاً للعبر.

المهرجان سيستمر حتى 11 يوليو/تموز الحالي، ويقدم خيمة للعادات والتقاليد الآسيوية، وقرية لـ"التراث اللامادي"، في ساحة باب الأحد بالرباط، فيما سينشط أساتذة متخصّصون وباحثون حول مائدة مستديرة عن "العجائبي في التراث الشفهي اللامادي" بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية.

اقرأ أيضاً: المغرب: الكوميديا تحتل شاشات رمضان

ويضمّ البرنامج أيضاً مقهى للحكاية، وهو عبارة عن فضاء يجمع الحكواتيين ببعضهم البعض، لتبادل التجارب ونقل المعارف، وحثّ الرواة على ضرورة تسجيل أفضل محكياتهم الشعبية لدى منظمة اليونيسكو كتراث شفهي.

ويستقبل المهرجان إمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة كضيف شرف للدورة، فيما يقدّم جائزة كبرى لأحسن حكواتي "تشجيعاً لعطاءات هؤلاء الحافظين للتراث اللامادي الإنساني".

يُذكر أنّ جمعية "لقاءات للتربية والثقافات"، وهي الجهة المنظمة للمهرجان، تسعى أيضاً عبر دوراته إلى "إعادة تأهيل فنّ الحكاية الشعبية وتسويقه بين الأجيال الجديدة". 

اقرأ أيضاً: احتجاز فتاتين في المغرب لارتدائهما فساتين قصيرة
المساهمون