أغاني "عيد الحب"... فنانات عربيات يتناولن مواضيع جريئة

29 فبراير 2020
أصدرت لطيفة ألبوماً عنوانه "أقوى وحدة" (فتحي بلعيد/فرانس برس)
+ الخط -
كما في كل عام، تظهر حالات أو أفكار فنية جديدة، يلتحق بها الفنانون لتطبيقها وإعادة تقديمها بأسلوب مختلف عن أسلوب صاحب الفكرة الأساسية، مع الحفاظ على المعنى العام لهذه الحالة أو الفكرة. فتغدو بحكم التداول شائعة ولو لفترة قصيرة، ليصحَّ القول عنها بأنّها تنتمي إلى "متطلبات السوق".

في الآونة الأخيرة، برزت هذه المتطلبات من خلال عددٍ من الأغاني الرومانسية التي قُدِّمَت من قبل بعض الفنانات العربيَّات. الرسائل في الأغاني متشابهة بمضمونها وعناوينها، وهي تعبَّر عن قوة المرأة وشجاعتها أمام صعوبات الحياة، وأمام شريكها العاطفي. وقد تزامن إصدار تلك الأعمال مع عيد الحب (فالنتاين)، لأنَّه أكثر ما يميز شهر فبراير/شباط. ويُعتبر عيد الحبّ تقليدًا سنويّاً يهتم به ملايين الناس حول العالم، ويحتفون به بأشكال مختلفة ومتنوعة، مما يجعل منه حدثًا مهمًا ومناسبًا أيضًا لدى نجوم الفن والغناء العربي، إذْ يسمح للغائبين منهم بالعودة بعد انقطاع عن أجواء المهنة، بينما يسمح لآخرين بتمرير أحدث إصداراتهم الموسيقية، بعد موجة إعلانية وترويجية تجعل المتابعين والجماهير في حالة ترقب مستمر، لمعرفة آخر أعمال نجومهم ومواعيد حفلاتهم. ويعمد بعض المطربين إلى طرح أعمالهم قبل عيد الحب بأيام قليلة أو بعده بأيام أو في اليوم نفسه، والبعض الآخر يكتفي بإحياء حفلات غنائية أو سهرات تلفزيونية.

الفنانة التونسية، لطيفة، قدمت أحدث ألبوماتها الذي حمل عنوان "أقوى وحدة" بعد انقطاع عن الغناء لعدة سنوات، وانشغالها مطلع العام الماضي، بتقديم برنامجها الخاص "حكايات لطيفة" على قناة "دي إم سي" المصرية. فمع بداية الشهر الحالي، أطلقت لطيفة عددًا من أغنيات الألبوم من بينها أغنية "أقوى وحدة" التي صدرت قبل "الفالنتاين" بأيام. أغنية هادئة ورومانسية من تأليف عمر المصري وألحان سامر أبو طالب، تعبر عن قوة المرأة وصبرها رغم مرارة الحياة، إذْ تقول فيها: "واسند نفسي على نفسي، وآبين إني متفائلة، في كل مواقف الدنيا بكون الراسية والعاقلة، ولو بيوم أضعف وأبكي، دموعي بعيني بحبسها".
وفي ذات السياق، طرحت الفنانة اللبنانية، نوال الزغبي، أغنية جديدة حملت عنوان "القوية" في الوقت الذي ما تزال فيه الزغبي تستثمر نجاحات ألبومها الأخير "كده باي" الذي أطلقته العام الماضي، وتحديدًا بعد يوم واحد من عيد العشاق. الأغنية من تأليف مازن ضاهر، ومن ألحان فضل سليمان. يمكن التكهن بتفاصيل الأغنية من العنوان، إذ اختارت الزغبي أن تقدم صيغة مختلفة عن كلاسيكيات الحب المتداولة عادة في مثل هذه الفترة. وأرادت أن تحث المرأة المستضعفة إزاء علاقتها بشريكها وما تمليه مشاعر الهجران والندم على التحلي بالقوة والثقة بالنفس، وتبث فيها معاني الشجاعة والجرأة لمتابعة حياتها دون الالتفات لمشاعر الماضي والغرق فيها، إذْ تقول: "بهجرك قسي عودي، بعيني الفرح شفتو، عم بفرض وجودي اللي معك ما عرفتو، أنا يلي ما فيك تجرحا، قوية قبلك سموني، أنا دموعي ما بمسحا، أنا بمسح يلي بكّوني".
مشاعر الشجاعة والجرأة بلغت ذروتها عند الفنانة السورية، رويدا عطية، إذْ طرحت الأخيرة أغنية "حدا تاني" على طريقة الفيديو كليب، الأغنية من تأليف علي مولى، وألحان فضل سليمان. لاقت الأغنية رواجًا مقبولًا منذ إطلاقها منتصف الشهر الحالي. وتصور عطية من خلال الأغنية الخلافات الحساسة بين الشريكين بطريقة ميلودرامية، لتتطرَّق إلى التعبير عن أكثر مشاعر المرأة خصوصية وسرية، فتفرد لها كلمات جريئة تبرر من خلالها خيانة المرأة لشريكها بشكل صريح ومباشر، يندر أن سمعنا أو تعرفنا على هكذا نوع من المواضيع في عالم الغناء العربي سابقًا. فحساسيَّة الأغنية من حيث مضمونها، تجر المستمع لتبني أراء منقسمة تجاهها، وتفتح بابًا للتساؤل عما إذا كان مضمون الأغنية مشينًا بحق أخلاق المرأة العربية المطالبة دائمًا، وفق معاييرنا المجتمعية، بالحفاظ على زوجها وأسرتها على الرغم من كل ما يمكن أن تتعرض له المرأة من صعوبات في حياتها العاطفية؟ أم هو انفتاحٌ وجرأة تحسب للمرأة أمام سطوة الرجل وإفلاته من المحاسبة، باعتبارها ضعيفة وهشة، ولا يحق لها ما يحق للرجل. مفاهيم بالية وتقليدية تحاول عطية كسرها من خلال هذه الأغنية التي تقول فيها: "ما بعرف إزا اسما خيانة أنا عم حس لحدا تاني، يلي بيني وبينو اسمو صداقة، بس عم باخد منو طاقة ما اخدتا منك، ما بعرف لازم تتصرف ما بدي شي مرة اضعف، واقبل حضن مش حضنك".
المساهمون