حارس سجن صدام حسين يكشف كيف قضى أيامه الأخيرة قبل إعدامه

04 يونيو 2017
فاجأ الحراس بولعه بالملذات البسيطة (العربي الجديد)
+ الخط -



بينما كان صدام حسين ينتظر ما ستسفر عنه محاكمته في بغداد، تولّت مراقبته وحراسته مجموعة من الجنود الأميركيين، من الشرطة العسكرية 551، وقد لقبوا أنفسهم بـ"الاثنا عشر الخارقون". وكان من بينهم ويل باردنويربر، والذي يقول في كتابه الجديد "السجين في قصره: صدام حسين وحراسه الأميركيون وما أوراق تاريخية لم تقُل"، إن "صدام كان لا يخرج عن اللياقة، في تناقض تام مع ماضيه".

وفاجأ صدام الحراس بميله نحو "ملذات بسيطة"، فالرجل الذي كان ذات يوم يملك مراحيض مطلية بالذهب في قصوره، كان يحب مجرد الجلوس خارجاً على كرسي في الفناء، أو الكتابة في مكتبه تحت العلم العراقي المعلّق على الحائط. كذلك كان يملك أصابع خضراء (كناية عن مهارته في أعمال البستنة)، وأحب حديقة السجن المكشوفة، وكان "يعالج زهورها الجميلة بالتخلّص من النباتات القبيحة".

كذلك واظب على الاستماع إلى الراديو ودائماً ما كان يتوقف خلال بحثه عبر المحطات، إذا "تعثر بأغنية ماري جيه بليغ" وأنه كان يعشق المغنية الأميركية بجنون، والتي تركز في أغانيها على "الشؤون الأسرية"، بحسب باردنويربر.

يقول باردنويربر، إن صدام كان يحب ركوب دراجة هوائية يسميها "المهر"، وتدخين سيجار كوهيبا، والتي يخزنها في علبة فارغة إلا من المناديل المبللة، سبق لفيدل كاسترو أن علّمه، قبل سنوات، كيفية تدخينها. كذلك كان يحب تناول كعك "المافن"، ويملك ضحكة تشبه ضحكة الكونت، في برنامج الأطفال التلفزيوني "شارع السمسم".

وكان ولع صدام بالحلويات يجرده من سلاحه، لا سيما كعكة "المافن" السكرية. ويضيف باردنويربر في كتابه أن صدام كان دقيقاً في تناوله طعامه أيضاً. ويأكل وجبة الإفطار على مراحل، أولاً العجة، ثم الكعك، تليها الفاكهة الطازجة. وإذا كانت العجة "ممزقة" يرفض تناولها. بحسب "الديلي ميل".

ومع مرور الوقت، طوّر صدام صداقة مع حراسه فتبادلوا معاً قصصاً عن أسرهم. وفي حين حدثه الأميركيون عن أطفالهم في يومهم الأول في المدرسة، أخبرهم صدام عن اليوم الذي ارتكب فيه ابنه عدي "خطأ فظيعاً" وترك والده "غاضباً جداً".

وقال صدام لحراسه: "كنت غاضباً جداً لذلك أحرقت كل سياراته"، مشيراً إلى مجموعة ابنه الواسعة من رولز رويس، وفيراري وبورش. وقد قتل عدي في إحدى المعارك مع الأميركان، ما أسفر عن مقتل عدد من الأشخاص وإصابة عدد آخر بجروح، من بينهم قصي الابن الثاني لصدام.

في الكتاب، يعترف الجندي الأميركي بأن سلوك وتصرفات صدام حسين في تلك الفترة يمكن أن تكون مجرد "تصنع وتمثيل"، أو يمكن أن تكون حقيقية وتعبر عن "علاقة إنسانية"، لكن الكاتب لن يكون قادراً على الحسم بهذا الشأن. 

ولعل الجانب الأكثر إثارة للدهشة في الكتاب، أن الجنود الأميركيين حزنوا على صدام حسين عندما أعدم، على الرغم من أنه العدو اللدود للولايات المتحدة. وقال الرقيب آدم روجرسون للكاتب باردنويربر: "أشعر بأنني أتركه يسقط. وكأنه فقدان لأحد أفراد الأسرة. أشعر أنها جريمة، كأنني أقتل رجلاً مقرباً مني".

وبعد إعدام صدام حسين عام 2006، جرى إخراجه من غرفة الإعدام حيث بدأ حشد من الناس يبصقون على جسده ويضربونه. يروي باردنويربر أن الحراس الأميركيين الـ12، والذين أمضوا شهوراً يراقبونه، أحزنهم المشهد، وقد حاول أحدهم التدخّل لكن زملاءه اعترضوا طريقه.

ويبيّن الكاتب أن السبب هو "أن صدام أصبح قريباً جداً من الحراس، والذين اعتبروه شخصية شبيهة بالجد"، وعندما أبُلغ أحدهم عن وفاة شقيقه، عانقه صدام مواسياً وقال له: "سأكون أخاك". كما وعد صدام أحد حراسه أنه سيدفع ثمن تعليمه الجامعي، إذا تمكن من الحصول على المال.

ويقول الكتاب إن أحد الحراس أخبر باردنويربر، أنه عندما كان يراقب صدام خلال نومه "كان يبدو له إنساناً مهيباً ومسالماً"، لكنه في الحقيقة "كائن مختلف".



(العربي الجديد)


المساهمون