ديامان بو عبود: أفتقد عصام بريدي وأحنّ إلى الكتابة

30 مايو 2015
ماسة الدراما اللبنانية (تصوير: ريشار سمّور)
+ الخط -
ديامان بو عبود ممثلة، حاصلة على دبلوم الدراسات العليا في التمثيل والإخراج في بيروت، وتحضّر حالياً لنيل الماجستير. في رصيدها عشرات المسرحيات كممثلة، مسرحية واحدة كمخرجة ومؤلّفة بعنوان "الصفر"، ولها تجارب سينمائية لافتة، أهمّها مع المخرج بهيج حجيج، في فيلم "شتي يا دني"، ومع سمير حبشي في فيلم "دخان بلا نار"، ومع محمود حجيج في فيلم "طالع نازل ". مثلت وشاركت في كتابة فيلم "وينن" مع جورج خباز، ونالت عن دورها فيه جائزة "أفضل ممثلة في السينما اللبنانية "Lebanese Movie Guides Awards"، وأفضل ممثلة في مهرجان الداخلة في صحراء المغرب، وأفضل سيناريو في مهرجان مالمو في السويد.

شاركت في عدّة أعمال تلفزيونية، وأثبتت حضوراً مميزاً في الأدوار التراجيدية والكوميدية على حدّ سواء، نذكر منها مسلسل "السجينة"، الذي نالت عنه جائزة "الموركس دور" كأفضل ممثلة في دور مساند، ومسلسل "روبي" مع سيرين عبد النور ومكسيم خليل، الذي برعت فيه بأداء دور الغنية العرجاء من أثر شلل الأطفال، ولفتت الأنظار في دور الراقصة الجاسوسة في مسلسل "باب ادريس" للمخرج سمير حبشي، بالإضافة إلى دورها الكوميدي المميّز في مسلسل "زفّة"، إلى جانب المرحوم عصام بريدي، وهي حالياً إحدى بطلات مسلسل "بنت الشهبندر"، الذي يخرجه سيف الدين السبيعي وسيعرض في شهر رمضان...

إقرأ أيضاً: بنت الشهبندر: تراجيديا شامية بنكهة لبنانية

عن هذا الرصيد الحافل دار حوار "العربي الجديد" مع الممثلة الشابة، والبداية كانت عن خلاصة تجربتها في المسرح والسينما والتلفزيون، وردّاً عن سؤال حول الميدان الذي حقّق الفرق في مسيرتها بين هذه الميادين أجابت: "التلفزيون هو الأسرع والأسهل في انتشار الفنان، لأنّه موجود في كل بيت، ولا يحتاج المشاهد للذهاب اليه، وهو بذلك عكس المسرح والسينما، يقصدهما الجمهور بنفسه لمشاهدة عمل مسرحي أو فيلم سينمائي، ولكن نوعية الانتشار بالنسبة للفنان تختلف ما بين التلفزيون والمسرح والسينما، لأن نوعية الجمهور تختلف، نوعية ما يقدّمه والبعد الفني ولغة الطرح، الثقافة كلها تختلف".

تجارب سورية
لديامان تجارب هامة مع مخرجين سوريين، منها دورها في مسلسل "روبي" للمخرج رامي حنا، و"قيامة البنادق" مع عمار رضوان، ومؤخّراً تؤدّي دوراً هامّاً في مسلسل "بنت الشهبندر"، وعن هذه التجارب تقول إنها استفادت من كل منها بطريقة خاصة: " في كل تجربة أخوضها أبحث دائماً عن الغنى الإنساني إلى جانب الخبرة الفنية، فالتجارب الثلاث هذه هي تجارب غنية غزيره وإيجابية على الصعيدين الفني والإنساني، وفريق العمل محترف وفيه نخبة من الممثلين المحترفين وطبعاً للسيناريو دور هام.

كما ولكلّ مخرج شخصيته وأسلوبه بتناوله للموضوع، معالجته وطرحه، كيف يتعامل مع الممثل، كيف يوجهه للوصول إلى ابعاد وهواجس الشخصية. المخرج هو قائد العمل يدير كافة العناصر المكونة له بشكل متناغم، بحيث يخرج بنتيجة فنية تتمتع بالجودة، ويمكنني القول بأنني كنت محظوظة بهذه التجارب الثلاث التي ذكرتها فهي تجارب ناجحة ولكلّ منها خصوصيتها وخصائصها ومميّزاتها".

حبشي وأنزور
وتتوقّف بو عبود عند تجربتها مع المخرج اللبناني سمير حبشي، الذي تعتبره السبب الرئيسي في خوضها عالم الدراما التلفزيونية، رغم أنّ بدايتها التلفزيونية الأولى كانت في "البحث عن صلاح الدين" مع نجدة أنزور، موضحة: "قبل التطرّق إلى التجربة المهنية مع المخرج "سمير حبشي" لا بدّ من الحديث عن التربية والتوجيه الأكاديمي اللذين حصلت عليهما منه، فهو كان أستاذي في مادّة السينما في المعهد، كان يحثّنا كطلاب للبحث عن شخصيتنا وهويتنا الفنية، تثقيفها، تنميتها والمحافظة عليها، وكان يركّز على الأصالة الفردية والانتماء للذات، ويقول لنا "كلّ ما هو خاصّ هو عالمي"، "pour être universel il faut d'abord être personel" كان صارماً في هذا الموضوع ولا يساوم عليه. وصحيح أن بدايتي التلفزيونية كانت مع المخرج أنزور وهي بداية مميّزة، ولكن متابعتي وصمودي في عالم الدراما التلفزيونية يعودان لثقتي بالأستاذ حبشي، فتعاوني معه كان مثمراً وفعالاً ومبنياً على تواصل بنّاء، سواء في الحقل التلفزيوني أو السينمائي كما في فيلم "دخان بلا نار".

زفّة كوميدية
تحوّل بارز في مسيرة ديامان حصل مؤخراً، مع ظهورها في دور كوميدي في مسلسل "زفّة"، إلى جانب المرحوم عصام بريدي، وقد بدت مقنعة وخفيفة الظلّ وبدا دورها هذا اكتشافاً لموهبتها في الكوميديا، وعن هذا الاكتشاف تقول: "هذه ليست المرّة الأولى التي ألعب فيها دوراً كوميدياً خارج الإطار الأكاديمي، سبق أن كانت لي تجربة مميزة مع الأستاذ كميل سلامة، في مسلسل "بلا نجوم"، وكانت الشخصية التي أدّيتها صعبة، لكن الأستاذ كميل سلامة ساعدني في تأديتها.

أما بالنسبة لمسلسل "زفّة"، فإنّ كاتبة العمل، مايا سعيد، التي تعترف بنجاحي في تأدية الأعمال الدرامية، لاحظت هذا الجانب الكوميدي في شخصيتي، وكانت تجربة "زفّة" جميلة وومتعة، مع فريق عمل متعاون من ممثلين ومخرج ومنتجين وفنّيين.. وقد شكّلت مع زميلي وصديقي الراحل مؤخراً، عصام بريدي، الذي أفتقده بشدّة، ثنائياً ناجحاً".

ولم تكتف عبود بالتمثيل، فهي أخرجت عملاً مسرحياً، وكتبت مع الفنان جورج خباز سيناريو فيلم "وينن"، الذي يدور حول مصير المفقودين اللبنانيين، عن تلك المشاركة ورغبتها في تكرارها تقول: "تجربة الكتابة مع الصديق العزيز جورج خباز كانت فريدة وناجحة وغنية، موضوع الفيلم إنساني بامتياز، وعالم الشخصيات عالم نسائي يحمل بعداً سيكولوجياً ووجودياً، حيث يبقى الزمن معلّقاً لشخصيات غير قادرة على متابعة وتسيير حياتها وتخطّيها لماضٍ ما زالت تعيش فيه. إطار الفيلم من كتابته إلى إنتاجه إلى تنفيذه بالنسبة لي تجربة فريدة، ولقد نال الفيلم جوائز عالمية عديدة أفتخر بها، وطبعاً أودّ أن أكرّرها بكلّ ثقة".

إقرأ أيضاً: رمضان 2015: في الانتاج الدرامي المشترك... قوة
دلالات
المساهمون