ساحة التحرير في بغداد: أطباق شعبية تقليدية يعدها متطوعون للمتظاهرين

15 ديسمبر 2019
الوجبات الجماعية يوفرها متطوعون (Getty)
+ الخط -

في ساحة التحرير وسط بغداد، يتظاهر محتجون مناهضون للحكومة من أجل مستقبل أفضل للعراق، وهناك متطوعون يطعمونهم.

من لحم الضأن المحشو والأسماك، إلى أواني الحساء والأرز الضخمة، إلى أطباق العدس والفاصولياء وغيرها، لا يوجد نقص في الطعام ليلبي طلبات الجميع.

يقوم متطوعون من العاصمة، ومن محافظات واقعة جنوب البلاد بطهو أطباق تقليدية، تعكس مطبخ البلاد الغني، وتلمّ شمل المتظاهرين.

ساحة التحرير هي النقطة المحورية للمظاهرات التي تواصل تحريك الرواسب في العراق، منذ الأول من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

نظمت المظاهرات العفوية التي لا قائد لها على مواقع التواصل الاجتماعي؛ بسبب المظالم التي طال أمدها، ومن ضمنها الفساد الحكومي، والبطالة، ونقص الخدمات الأساسية.

بالنسبة لكثيرين، أصبحت الساحة الواقعة وسط بغداد، نموذجاً مصغراً لهذا النوع من الدولة التي يحلمون بها، حيث لا تلعب السياسة الفئوية والطائفية أي دور، والخدمات العامة موجودة.


كانت الخدمات، ومن ضمنها الإمداد شبه الثابت بالمواد الغذائية، أمراً أساسياً في إبقاء المواطنين في الساحة، لكن المتطوعين ينظرون بقلق إلى الانخفاض التدريجي في التبرعات.

اعتاد العراقيون على الوجبات الجماعية والكثير من الطعام الذي يوفره المتطوعون.

ففي كل عام، وخلال الاحتفال الديني السنوي المعروف باسم أربعينية الحسين، يعد المتطوعون الطعام للزوار الذين يشقون طريقهم إلى الأضرحة المقدسة في مدينة كربلاء.

بعد فترة قصيرة من بداية المظاهرات، في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول، بدأ متطوعون في إقامة خيام مشابهة لطهو وتوزيع الأطباق العراقية التقليدية على المتظاهرين، داخل وحول ساحة التحرير.

خبز يصنع داخل أفران التنور (Getty) 


قالت امرأة عرفت نفسها بأنها أم عمار "نعد هذا الطعام للجوعى والمحتاجين هنا في ساحة التحرير".

جاءت أم عمار من محافظة ميسان جنوبي العراق، وتقوم بطهو "السياح"، وهو مزيج سميك من طحين الأرز والماء يقلى على طبق ساخن.

ومن الأطباق الشعبية الأخرى التي تقدم للمتظاهرين، العدس والفاصوليا و"التبسي" وهو طاجن عراقي تقليدي، و"الدولمة" التي تتكون من الملفوف المحشي، وأوراق العنب، والبصل، والباذنجان المطبوخ في صلصة الطماطم، و"المخلمة" وهي مزيج من البطاطس والطماطم والبصل والبيض، تقلى جميعها معاً وتوضع في الخبز. وهو طعام الفطور المفضل للمواطنين في بغداد.


قال محسن سلمان، وهو طاه من العاصمة يصنع المخلمة "إنه طبق بغدادي قديم. يشيع تناوله في الصباح. كل الشعب العراقي، وخصوصاً أهل بغداد يحبون هذا الطعام".

ومن الأطعمة المفضلة الأخرى خبز عروك، وهو خبز يصنع داخل أفران التنور الطينية، وهو عجين ممزوج بالكرفس والتوابل.

(أسوشييتد برس)

المساهمون