هذه البلدة مليئة بالتوائم وحيرت العلماء لسنين... تعرفوا إليها

17 سبتمبر 2018
ولادة التوائم فيها يبلغ 10 أضعاف المعدل المألوف عالميًا(فيسبوك)
+ الخط -
شكلت بلدة كانديدو غودوي الصغيرة في جنوب البرازيل، لغزًا حير العلماء لوقت طويل، بسبب معدل ولادة التوائم المرتفع فيها، والذي يبلغ 10 أضعاف المعدل المألوف عالميًا، من دون أن يتوصل أحد إلى السبب.

وتساءل السكان طيلة سنوات، عما إذا كانت جهة سرية تدس لهم مادة غامضة في الماء، في حين اعتقد البعض أن البلدة كانت حقل تجارب للطبيب النازي جوزيف مينيغله، الشهير باسم "ملاك الموت"، أثناء احتلالها من قبل قوات هتلر في الحرب العالمية الثانية، قبل أن يستبعد العلماء هذه الاحتمالات، ويرجحوا أن يكون السبب جينيًا، وفقًا لموقع "بي بي سي".

وأجرت مجموعة من علماء الوراثة سلسلة من اختبارات الحمض النووي على 30 عائلة منذ عام 2009، وتوصلوا إلى أن جينًا محددًا يظهر على نحو أكثر تكرارًا، لدى أمهات التوائم في البلدة التي لا يتجاوز تعدادها السكاني 7000 نسمة، وأوضحوا أن ارتفاع معدل زواج الأقارب بين السكان يعزز هذه الظاهرة.

واقترح أحد الصحافيين الأرجنتينيين عام 2008، أن الطبيب مينيغله، الذي اشتهر بتجاربه غير الإنسانية على التوائم في معسكر أوشفيتز النازي، أخضع نساء كانديدو غودوي لتجارب مشابهة، أدت إلى ارتفاع معدل ولادة التوائم منذ ستينيات القرن الماضي، بالتزامن مع تنقله في ذلك الوقت في جميع أنحاء جنوب البرازيل.

واكتشفت الدراسات اللاحقة أن ظاهرة التوائم انتشرت في البلدة الصغيرة منذ ثلاثينيات القرن الماضي، أي قبل فترة طويلة من وصول مينيغله إلى البرازيل، مما نفى ارتباطها نهائيًا به، كما حلل العلماء إمدادات مياه الشرب للكشف عن أي عنصر غريب قد يكون مسؤولًا عن القضية، فلم يجدوا بها أي شذوذ.

ويعتقد العلماء أن عددًا من العائلات التي هاجرت إلى المنطقة منذ وقت طويل، حملت الجين المسؤول عن هذه الظاهرة، حيث يقول عالم الوراثة أوغستو سانتوس: "ما زلنا نواصل الأبحاث التي بدأها زملاؤنا عام 1994، ونأمل أن نتوصل قريبًا إلى السبب العلمي وراء ظاهرة التوائم".

وأكد سانتوس أن البحث العلمي تطور اليوم، ولم تعد اختبارات الحمض النووي انتهاكًا للخصوصية، لأنها أصبحت متاحة من دون الحاجة للحصول على عينات دم من الناس، مما سيسهل الحصول على نتائج واضحة في وقت قريب.

 (العربي الجديد)

 

دلالات
المساهمون