الذكرى الثالثة لرحيل عبد العزيز ناصر... رائد الموسيقى القطرية

23 يوليو 2019
ناصر وضع إطاراً للحركة الموسيقية القطرية (موقع الفنان)
+ الخط -

مرت يوم أمس الإثنين الذكرى الثالثة لرحيل الموسيقار القطري عبد العزيز ناصر، واستعاد الوسط الثقافي والفني في المناسبة، الإرث الإبداعي لناصر الذي جعله أباً مؤسساً للحركة الفنية الموسيقية المحلية، وموجوداً بتقدير على المستويين الخليجي والعربي.

ناصر الذي رحل عام 2016 عن 65 سنة، قضى خمسين منها منخرطاً في العمل الموسيقي، هواية، وتطوعاً ثم دراسة في مصر منذ عام 1973، وفي الأثناء وقبل عودته إلى قطر عام 1980، كان التراث القطري في بره وبحره، قد دون موسيقياً وغنائياً على يده، بتوثيقه وتسجيله في استوديوهات القاهرة، مثل "أم الحنايا  و"العايدو" و "الكرنكعوه".

ولم تقتصر مسيرته على وضع تراث قطر في وسائط تقنية حديثة، على أهمية ذلك، بل عرفته قطر منذ السبعينيات ملحناً واصل طريقه مع أبرز الأصوات المحلية، ومنها علي عبد الستار، والعربية مثل عليا التونسية، وسعاد محمد  وكارم محمود ولطفي بوشناق وعلي الحجار وعبد المجيد عبدالله ولطيفة وأحلام وأصالة.

وتعود ريادة عبد العزيز ناصر إلى أواسط الستينيات زمانياً، وإلى حي الجسرة مكانياً على وجه التحديد. إنه المكان الأعز على قلب الحركة الثقافية في قطر، وهو الذي كان ساحتها الرائدة، وأصبح نادي الجسرة منارتها.

بين جنبات هذا الحي المواجه للشاطئ ناصر الشاب اليافع، فرقة "الأضواء" في عام 1966. كان المنخرطون فيها عازفين يمثلون، وممثلين يعزفون، وجميعهم يمكن أن يؤدي غناء. كانت الجماعة تبحث عن مسرحها، وعن نقش اسمها على حجر، وعن فنون تمشي بثقة بين مجتمع ما زال محافظاً.



يتذكر الباحث مرزوق بشير رفيق دربه ويكتب في صفحته على فيسبوك "عبد العزيز الذي وقف المجتمع مرة ضده اليوم يقف له مع كل عزف للسلام الوطني".

يشير مرزوق إلى أن النشيد الوطني القطري والذي اعتمد أول نشيد وطني رسمي لدولة قطر عام 1996، من تلحين عبد العزيز ناصر.

ويمضي بشير قائلاً "لو كان المرحوم مجرد ملحن فهذا بحد ذاته يكفيه، لكنه كان منذ صباه صاحب مشروع فني ورؤية واضحة لم تنتبْها غشاوة ورؤيته هي وضع الفن الغنائي لوطنه على خارطة الفن العربي والإنساني".

ومساء أمس خصصت إذاعة "صوت الخليج" أمسية تذكارية ضمت العديد من الأسماء التي رافقت الراحل في البدايات، أو التي نهلت من موسيقاه من الشباب الذين يجمعون على أن ناصر كان يحدب عليهم، ولم يتلبسه يوماً غرور الاسم الشهير، أو مركزه الاعتباري في المجتمع.

وقال الكاتب ابراهيم المطوع الذي ألف كتاب "الموسيقار عبد العزيز ناصر.. رؤية فنية" في الأمسية، إن ناصر استوحى التراث القطري وقدمه برؤيته في التلحين والتطوير كذلك التراث العربي الذي أصدر ألبوماً سمّاه "من وحي التراث العربي"، قدم فيه اللونغا والسماعيات والموشحات التي قدمها برؤيته الخاصة.

يذكر أن عبد العزيز ناصر تعاون مع شعراء عرب بارزين في عدة ألبومات من بينهم نزار قباني، وسميح القاسم، وهارون هاشم رشيد.

وحصلت مجموعة من أعماله على جوائز ذهبية وشهادات التقدير مثل: أغنية "يا قدس يا حبيبتي" التي حصلت على الجائزة الذهبية في مهرجان القاهرة السابع للإذاعة والتلفزيون 2001.

ونالت أغنية "الطفل والعصفور" شهادة تقدير من مهرجان القاهرة السابع للإذاعة والتلفزيون 2001. وحصلت أغنية "تصدق" من أداء لطفي بوشناق على جائزتين ذهبيتين عن أفضل لحن وأفضل أداء من المهرجان العاشر للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني بجمهورية مصر العربية عام 2004.

سجلت مجموعة من أعمال ناصر الغنائية والموسيقية في ألبومات غنائية منها:  "من وحي التراث القطري" "الإنسان والأرض" "ولهان ومسيّر" "أصدّر للورق همي" "يا قدس يا حبيبتي"، "من وحي التراث العربي" و"لأجلك فلسـطين"، و"قمعستان 2010"، و "أحبك موت" و"سفينة الأحزان".

دلالات
المساهمون