في مؤتمر صحافي، عُقد قبل أيام، للإعلان عن فعاليات الدورة الثامنة والعشرين من "مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية"، قال الموسيقي حلمي بكر: "مهرجان الموسيقى العربية بات في مقدمة المحافل الدولية المتخصصة"، موضحاً أن التطوير الذي تشهده الفعاليات "يعبر عن الحداثة النابعة من التراثيات"، مشيراً إلى أن اسم المهرجان يحمل في طياته قيم الأصالة والفن الجاد.
في العامين الأخيرين، شهدت الفضائيات المصرية حضوراً جدلياً ولافتاً لـ حلمي بكر، يهاجم فيه الفنانين الشّباب الجدد، خصوصاً مُغنّي ما بات يُعرف بـ "المهرجانات الشعبية". ينصّب بكر نفسه أباً وحارساً للموسيقى العربية، مدافعاً عنها بطريقته، واضعاً نفسه مقيّماً أخلاقياً للغناء والموسيقى. وها هو الآن، يشهد لـ "مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية"، الذي ينطلق في الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، مادحاً فيه، مقترحاً عليه صفتي الأصالة والجدّية.
يفتتح المهرجان مع الفنان محمّد مُنير، وتحضر فيه أسماء معروفة، مثل محمد الحلو، ومدحت صالح، ونقيب الموسيقيين المصريين؛ هاني شاكر، وعلي الحجّار، وعاصي الحلاني، ووائل جسّار، وأصالة نصري، وأنغام، ومحمد ثروت، وهاني شاكر مرّة أخرى في حفل آخر... إلخ.
نتساءل هنا: ما الجدّة التي يحملها المهرجان و"المؤتمر"؟ وما الذي يقترحه على المستمع العربي بحضور أسماء مُكرّسة ومعروفة، بعضها بدأ مسيرته في السبعينيات، خصوصاً أنّ كثيراً من هذه الأسماء، رغم امتلاكها أصواتاً وطاقاتٍ فنية، إلّا أنها أيضاً انجرفت وذهبت إلى الموجة التجارية التي تعتمد على قالبٍ لحنيّ يكاد يكون واحداً، بموسيقى ترتكز معظمها إلى مقامي الكرد أو الحجاز؟
هاجم بكر، وهاني شاكر طبعاً، مغنّي المهرجانات كثيراً، بخطابٍ مُتعالٍ يسخر منهم ويتهكّم عليهم بما لا يتوافق مع الخِطاب "الأخلاقي" الذي يدعون إليه، أو يدّعونه. لا ندافع عن فنّاني المهرجانات ولا ندينهم، بل نتساءل عن الجديد الذي يقترحه القيّمون على المهرجان، سواءً في برنامجه، أو في خطابهم.
موسيقياً، يحضر، في التظاهرة التي تستمر حتى الـ 12 من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، الفنان عُمر خيرت، وجهاد عقل، وغيرهما. كذلك، نجد أنفسنا أمام أسماء مكرّسة. يكاد لا يمرّ شهر على "دار الأوبرا المصرية"، وهي الجهة المُنظمة للمهرجان، إلا ويحضر عمر خيرت ضمن برنامجها. فما الجديد الذي سيقدمه في التظاهرة المُقبلة؟
يشهد البرنامج 37 حفلاً، يُقدّمها 92 فنّاناً وفنانة، و22 فرقةً موسيقية، من سبعة بلدان عربية، وتتوزّع العروض على ستّة مسارح أوبرالية، تشمل كلّاً من القاهرة والإسكندرية ودمنهور، إلى جانب تكريم 12 شخصيةً "ساهمت في إثراء الساحة الفنية في مصر والبلاد العربية"، بحسب المنظّمين.
اقــرأ أيضاً
إذن، نحن أمام حشد كبير من الحفلات والعروض، التي طالما شاهدها سابقاً الجمهور، سواءً المصري أو العربي، مع غياب لنقاش جاد يسعى إلى فهم واقع الموسيقى العربية وتطورها. لا نجد، مثلاً، في البرنامج كاملاً، فرقة واحدة أو فناناً واحداً على الأقل، يستند في أعماله إلى الموسيقى الإلكترونية، التي لها وجوه كثيرة وبارزة في العالم العربي.
في العامين الأخيرين، شهدت الفضائيات المصرية حضوراً جدلياً ولافتاً لـ حلمي بكر، يهاجم فيه الفنانين الشّباب الجدد، خصوصاً مُغنّي ما بات يُعرف بـ "المهرجانات الشعبية". ينصّب بكر نفسه أباً وحارساً للموسيقى العربية، مدافعاً عنها بطريقته، واضعاً نفسه مقيّماً أخلاقياً للغناء والموسيقى. وها هو الآن، يشهد لـ "مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية"، الذي ينطلق في الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، مادحاً فيه، مقترحاً عليه صفتي الأصالة والجدّية.
يفتتح المهرجان مع الفنان محمّد مُنير، وتحضر فيه أسماء معروفة، مثل محمد الحلو، ومدحت صالح، ونقيب الموسيقيين المصريين؛ هاني شاكر، وعلي الحجّار، وعاصي الحلاني، ووائل جسّار، وأصالة نصري، وأنغام، ومحمد ثروت، وهاني شاكر مرّة أخرى في حفل آخر... إلخ.
نتساءل هنا: ما الجدّة التي يحملها المهرجان و"المؤتمر"؟ وما الذي يقترحه على المستمع العربي بحضور أسماء مُكرّسة ومعروفة، بعضها بدأ مسيرته في السبعينيات، خصوصاً أنّ كثيراً من هذه الأسماء، رغم امتلاكها أصواتاً وطاقاتٍ فنية، إلّا أنها أيضاً انجرفت وذهبت إلى الموجة التجارية التي تعتمد على قالبٍ لحنيّ يكاد يكون واحداً، بموسيقى ترتكز معظمها إلى مقامي الكرد أو الحجاز؟
هاجم بكر، وهاني شاكر طبعاً، مغنّي المهرجانات كثيراً، بخطابٍ مُتعالٍ يسخر منهم ويتهكّم عليهم بما لا يتوافق مع الخِطاب "الأخلاقي" الذي يدعون إليه، أو يدّعونه. لا ندافع عن فنّاني المهرجانات ولا ندينهم، بل نتساءل عن الجديد الذي يقترحه القيّمون على المهرجان، سواءً في برنامجه، أو في خطابهم.
موسيقياً، يحضر، في التظاهرة التي تستمر حتى الـ 12 من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، الفنان عُمر خيرت، وجهاد عقل، وغيرهما. كذلك، نجد أنفسنا أمام أسماء مكرّسة. يكاد لا يمرّ شهر على "دار الأوبرا المصرية"، وهي الجهة المُنظمة للمهرجان، إلا ويحضر عمر خيرت ضمن برنامجها. فما الجديد الذي سيقدمه في التظاهرة المُقبلة؟
يشهد البرنامج 37 حفلاً، يُقدّمها 92 فنّاناً وفنانة، و22 فرقةً موسيقية، من سبعة بلدان عربية، وتتوزّع العروض على ستّة مسارح أوبرالية، تشمل كلّاً من القاهرة والإسكندرية ودمنهور، إلى جانب تكريم 12 شخصيةً "ساهمت في إثراء الساحة الفنية في مصر والبلاد العربية"، بحسب المنظّمين.
إذن، نحن أمام حشد كبير من الحفلات والعروض، التي طالما شاهدها سابقاً الجمهور، سواءً المصري أو العربي، مع غياب لنقاش جاد يسعى إلى فهم واقع الموسيقى العربية وتطورها. لا نجد، مثلاً، في البرنامج كاملاً، فرقة واحدة أو فناناً واحداً على الأقل، يستند في أعماله إلى الموسيقى الإلكترونية، التي لها وجوه كثيرة وبارزة في العالم العربي.