كيف يقيم هؤلاء المحتوى الذي يقدمونه؟ إنهم غالباً معجبون بما يعتقدونه مميزاً وفريداً، بدليل أنهم يراكمون آلاف وملايين المشاهدات. ولكن هؤلاء الآلاف والملايين منقسمون بين معجب ومتهكم على الواقع ونجومه الافتراضيين.
في الآونة الأخيرة، شهدنا شهرة العديد من الأشخاص على إنستغرام وفيسبوك. الشاب اللبناني عبد الله عقيل أحدهم، بدأت شهرته من فيديو طريف انتشر على فيسبوك، وهو يروي ويصف قصة والدته ووالده في عرسهما.
وما هي إلا أيام حتى أنشأ عقيل صفحة، وبدأ ببث فيديوهات له ذات محتوى عنصري وسطحي، تارة يسخر من أحدهم ويلقبه بـ"الجوعان" ويكيل الشتائم لكل من يخالفه الرأي، وتارة أخرى يستهزئ بالفتيات ويضع اللوم عليهن بسبب عدم الزواج، ويطلق عليهن لقب "العوانس".
أما أنجي خوري، فهي شابة سورية تعيش في لبنان، وتتقن اللهجة اللبنانية جيداً، ارتفع عدد المتابعين على حسابها على إنستغرام من مئة ألف الى أكثر من 500 ألف شخص في غضون شهرين فقط.
هذه الشابة تحاول دخول الشهرة عن طريق الإغراء، على غرار عارضة الأزياء ميريام كلينك ورولا يموت وغيرهما. إذ تحاول إثارة الجدل لتعزز من وجودها على إنستغرام، وتجعلها حاضرة بشكل يومي بين المتابعين، إذ تنشر كل يوم قصة من الفراش بأقل قدر من الملابس، وأحياناً تخرج ببث مباشر تشتم من خلاله متابعيها.
أيضاً، جملة واحدة صنعت من الشابة رملاء نكد نجمة مواقع افتراضية، وهي "الله يخلي الشهدا اللي راحوا". هذه الجملة الطريفة كانت كافية لتقرر أن تدخل مجال "الشعر الارتجالي الركيك" إن صحت تسميته شعراً. حيث غدت فيديوهاتها تركبها بعض الصفحات للسخرية من حدث معين، إلا أنها لم تكترث ومستمرة بنشر الفيديوهات حتى اللحظة.
من لبنان الى مصر، حيث يشتهر الثنائي أحمد حسن وزينب على يوتيوب، خاصة أنهما يصنعان محتوى ترفيهياً فكاهياً من الحياة اليومية. إذ استطاعا حصد 3.4 ملايين مشترك وملايين المشاهدات، وسط اتهامهما بفبركة المقالب واستغلال طفلتهما من أجل الشهرة.
وتشرح اختصاصية علم النفس العيادي، غنوة يونس، التي تتابع حركة "نجوم السوشيال ميديا" في حديث لـ"العربي الجديد"، "المغالاة التي نراها عند أنجي وعبد الله ورملاء وغيرهم فتقول إنها تدل على نرجسيتهم، فهم يعتقدون أنهم الأحق بالشهرة، فيعمدون إلى إثارة الجدل كطريق للوصول إليها".
ووفقاً لها فإن المشاهدين والمتابعين "يدركون جيداً أن المحتوى سطحي وساذج، ولكنهم يستغربون من الثقة بالنفس التي ترافق "النجوم الافتراضيين" فيتابعونهم، ليمارسوا نوعاً من التنمر، والسخرية عليهم أحياناً".
وتختم يونس بالقول "هذا الواقع لا يراه "النجوم الافتراضيون" فهم يشعرون بالفخر لما قد يحصدونه من إعجاب، أو عكس ذلك كالشعور بالإحباط، وقد يدفعهم الى أبعد من هذا الشعور إلى الفعل، كالانتحار مثلاً، ولكن الأحداث التي تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي يومياً يسخرها هؤلاء وقوداً للاستمرار".