كاثرين جينكينز... ترانيم مُعاصرة

24 يناير 2019
أضافت بعض الأغنيات التي تعرف بموسيقى البوب (دايف هوغان/Getty)
+ الخط -
أطلقت مغنية الميتزو سوبرانو الويلزية، كاثرين جينكينز، الملقبة بـ الليدي كاثرين، ألبومها الأخير "guiding light" مع بداية العام الجديد، 2019. 
ضم الألبوم أربع عشرة أغنية، شكلت جميعها كتلة فنية واحدة، تؤكد مكانة جينكينز كواحدة من أبرز مغنيات الموسيقى الكلاسيكية الشعبية، إلى جانب عديد من الأسماء ذات النمط الفردي، "أريا"، التي لمعت أضواؤها على مسارح الأوبرا الغربية.
تنوعت القوالب الموسيقية في الألبوم، من أغانٍ شعبية وكلاسيكية ونيو كلاسيكية، مثل xanders song، وبعض التراتيل والترنيمات التي تتمازج معها الألحان الأوبرالية كأغنية، never enough وhomeword bond. لم تكتفِ الليدي كاثرين بالأغاني الكلاسيكية الشعبية فحسب، بل أضافت أيضاً بعض الأغنيات التي تعرف بموسيقى البوب الأوبرالي كأغنية Dros gymrun gwlad. وكما فعلت سابقاً في مشاركة بعض الأغاني مع العديد من رموز الأوبرا العالمية، مثل أندريا بوتشيلّي في أغنية time of say goodby عام 2007، أضافت إلى قائمتها الأخيرة أغنية مشتركة بعنوان morning has broken، مع مغني الأوبرا بريان ترفيل.
لا شك أن معظم أغاني الليدي كاثرين تتسم عادة بالطابع الروحاني في جميع ألبوماتها، حيث تخاطب معظم أغانيها مفردات السلام والمحبة، والتقرب من الرب والغفران، على شكل تراتيل أعيدت صياغتها بمسارات موسيقية تتناسب مع الإرث العقائدي والشعبي.
ليس غريبًا عن جينكينز، الحائزة مرتين على جائزة "Brit" الكلاسيكية، قدرتها وإحساسها العاليان في إعادة التكوين الموسيقي لبعض الأغاني القديمة بلغة أوبرالية تتماشى مع صوتها الحركات والسياقات الموسيقية، ما بين "أداجيو" بطيء الحركة وحزين، و"أندانتي" ذات طابع أسرع وأقل نمطية، مثلما فعلت سابقاً على أنغام موسيقى "العرّاب" الشهيرة، إذ استخدمت خلالها النموذج الإيطالي في الغناء عام 2012، وأغنية "أعدني إلى الحياة" لمؤلفتها إيمي لي؛ فحولتها من الهارد روك إلى موسيقى كلاسيكية عصرية هادئة عام 2009.
وفي ذات السياق، ضم الألبوم أحد أشهر الترانيم في بريطانيا وأميركا eternal father أو الأب الأبدي، التي ألّفت عام 1860 على يد الكاتب ويليام ويتينغ أحد أعضاء الكنيسة الأنغليكانية في بريطانيا في ذلك الوقت. اتخذ منها الجيش البريطاني والأميركي، لاحقًا، في جميع ميادينه نموذجاً موسيقياً يلائم الأجواء العسكرية وحفلات التأبين التي تقام على شرف القتلى من جنود الجيش والبحرية والمشاة والإدارات الجوية، نظراً لما تحتويه الترنيمة في نسختها الأصلية من مفردات تخاطب الجنود بجميع مواقعهم ومراكزهم الخدماتية.
لاقت الأغنية، بحلتها الجديدة، رواجاً كبيراً بين أوساط المملكة المتحدة، وأشادت بها المحطات البريطانية المحلية، على اعتبار أن ترنيمة البحرية الملكية بريطانية الأصل، لحنت على يد رجل الدين الأنغليكاني جون ديكس تقبل صياغتها من جديد كما فعلت بعض التجمعات الأسقفية في الولايات المتحدة سابقاً. حتى وإن ذهبت تبعية الأغنية، ولأول مرة، بعيداً عن ساحات الجنود بعد أن بقيت حكراً للمؤسسات العسكرية لأكثر من قرن ونصف من الزمن، إلا أن القالب الموسيقي والغنائي الجديد للترنيمة أضفى عليها سمة مغايرة عمّا اتسمت به سابقاً، مع الحفاظ على المعنى ذاته. 
ذلك ما أرادته جينكينز معتبرة أن الأغنية القديمة "عسكرية" بحتة، وكان لا بد من إعادة تلحينها بما يتناسب مع تطور الفكر الموسيقي فيه تخفيفاً من اللكنة الغنائية التي سادت الأغنية على مدًى طويل، لتخرج عن المألوف بتغيير بعض السطور الأولى من المقطعين الأولين وترك المقاطع الباقية على حالها من حيث اللغة. ثم أعادت غناءها بأسلوب رقيق يتناسب مع طبقات صوتها الرخيم من حيث الشكل، ويلائم رسالتها في الألبوم من حيث المضمون.
دلالات
المساهمون