"مجلّة الفيلم" تتذكّر يوسف شاهين بعددٍ خاصّ

04 اغسطس 2018
لا يتوقف العدد عند سيرة شاهين نفسه (ماهر عطار/سيغما)
+ الخط -

في مائتين وتسع وستين صفحة، اختارت "مجلّة الفيلم" أن تتذكّر، يوسف شاهين، في ذكرى رحيله العاشرة بعدد تذكاري وتاريخي. المجلّة غير الدورية التي تعنى بثقافة السينما، وفن الصورة، وتصدرُ عن نادي "سينما الجيزويت"، خلّدت عددها الخامس عشر بصفحات استثنائية.

في تقديمهِ للعدد، يضيفُ رئيس التحرير، سامح سامي، جانباً آخر لما يمكن أن تمثّله مواده للقارىء إلى الجانب النظرات الجديدة لأعمال شاهين وحياته، حين يتحدث باندهاش عما اكتشفه من اهتمام شاهين بأرشيفه، وما قد تفيده إتاحة أجزاء من "أرشيفه العظيم" لمحبي فنه ودارسي السينما وصناع الأفلام. من أجمل ما في صفحات العدد، بدايته بأحاديث جديدة عن فيلم "حدوتة مصرية"، والظروف التي ظهر فيها الفيلم، ومواضع الشبه الكبيرة بين أحداثه ومشهد النهاية في حياة شاهين داخل غرفة العناية المركزة بمستشفى المعادي العسكري في يونيو/ حزيران من عام 2008.

ضمن كنوز شاهين، تسجيلات لجلساته التحضيرية مع الكاتب الراحل، يوسف إدريس، تنشَر المجلّة للمرَّة الأولى مقاطع منها تكشف كيف كان الاثنان يفكران في قصة الفيلم، وشكل أحداثه وتصاعدها. وتشير إلى جانب من شخصية مبدعين مهمين، وطرق نظرهما إلى الإبداع والرغبة في "أسر الناس"، وما بينهما من اختلاف في المنهج، انتهى إلى خلاف شهير.



لا يتوقف الأمر عند سيرة شاهين نفسه، لكنه يستعرض عبر لقاءات أو كتابات لآخرين دور مساعديه وأصدقائه ومن عملوا معه طوال مشواره، فيحكي رمسيس مرزوق عن ذكرياته وهو يصور معه فيلمي "المهاجر" و "اسكندرية كمان وكمان".

كما يستعرض كذلك بموضوعية علاقته بآخرين وخلافاته مع بعضهم، كما في قصة حسن فؤاد الذي تعاون معه في فيلمي "الأرض "و"الناس والنيل"، وهي موضوعية كالتي اتسم بها حديث المخرج يسري نصر الله أحد أبرز من عملوا معه وهو يحكي عن خلافاتهما وصراحته في النقد والغضب والمواقف.

وفي شهادةٍ طويلة، يحكي الكاتب والمترجم، أحمد الخميسي، عن علاقة والده الفنان متعدد المواهب، عبد الرحمن الخميسي، وكيف أصر شاهين على أن يؤدي شخصية "الشيخ يوسف" في فيلمه "الأرض". وما جرى من خلاف بينهما على وضع اسم الخميسي في "تترات" الفيلم. إذ أصرَّ أن يكون اسمه بخط يماثل محمود المليجي ويحيى شاهين، رغم أنها تجربته التمثيلية الأولى، لكنه كمؤلّف وفيلسوف بارز، كان يرى أن نجوميته لا تقل عنهما، وهو ما استجاب له شاهين في النهاية.



يحفل العدد كذلك بموضوعات نوعية أبعد عن الذكريات والشهادات، كموضوع "فلسفة الرقص في أفلام شاهين" الذي كتبته نيفين الكيلاني أستاذة نقد الأداء الحركي بمعهد النقد الفني، والذي يستعرض كيف كانت أفلامه نموذجاً ناجحاً في توظيف الرقص في الدراما السينمائية. ثمَّة موضوعات عديدة عن علاقة شاهين بالإسكندرية، مدينته المفضلة، وموقفه من الغرب بين الحب والكراهية، والحب في أفلامه، وقراءة في "أفيهات" أعماله، ومناقشة لأفلامه القصيرة التي قدمها مع جهات مختلفة، كوزارة الزراعة والجيش والكنيسة وقنوات فرنسية.

بعد الحديث، تبقى الصور، حياته وعالمه، بملحق متنوع يضم صوراً خاصة نادرة، ومجموعة كاملة لأفيشات أفلامه، ولقطات من كواليس تنفيذ أعماله، وهي جانب إضافي يجعل من هذا العمل تجربة مميزة لواقع النشر الفني الذي يعاني أزمة كبيرة في مصر.
المساهمون