الساير يعيد تدوير النفايات.. الفنّ خلاص البيئة

19 يوليو 2014
الساير في ورشة "خيوط ملوّنة" في الشارقة (العربي الجديد)
+ الخط -

لا يؤطّر الفنان التشكيلي السوري، باسم الساير، نفسه وإبداعه في أي حدود، وهو يرى الفنّ في كلّ شيء، حتّى في النفايات. ولا يتردّد أن يلتقط أيّة مادّة مهمَلة، ويختزنها في بيته لكي يطلق روح الفنّ فيها، كما لا يتردّد في اللعب مع الأطفال، يشاركهم اللعب بالطين، ويصنع لهم التماسيح الملوّنة والضفادع والطيور وأشياء أخرى.

في معرضه الذي يُقام حالياً في "إكسبو الشارقة" من خلال ورشة بعنوان "خيوط ملوّنة"، نظّمها "رواق الشارقة"، يركّز على المواد المعدنيّة، كالعلب الفارغة والأسلاك والقطع المعدنية والمواد الإلكترونية، قام الساير بإعادة تدويرها، مشكّلاً مجموعة من المناظر الملوّنة على هيئة دمى وألعاب صغيرة الحجم، تصلح لاستخدامها في الزينة والمناظر الطبيعية التي تروق للنظر والمشاهدة.

وتندرج الورشة الحالية ضمن مفهوم إعادة تدوير النفايات، وقد سبق للساير أن نفّذ ورشاً عدة من هذا النوع، باستخدام مواد تالفة من الورق والعلب الالكرتونية والبلاستيكية.

معلومٌ أنّ هذا الفنّ ليس جديداً، بل يمتدّ بأصوله إلى مفهوم نشأ بعد الحرب العالمية الثانية، التي تركت وراءها كتلاً هائلة من الدمار والنفايات بأشكالها كافة، التي شوّهت المدن، وأحدثت ما يعرف في علم الفنون بالتلوّث البصريّ.  

وفي حوارنا الفنّان، سألناه عن طبيعة هذه الورشة، فقال: إنّني أعمل على تحويل المواد التالفة إلى أشياء مفيدة، والغرض منها هو توعية المجتمع بضرورة الاستفادة من النفايات والمحافظة على بيئة نظيفة خالية من الملوّثات.

وعن تبلور فكرة المعرض قال: فكرة هذه الأعمال والتقنية تدور حول الأشياء عديمة القيمة، مثل الخامات والمواد التي يمكن إعادة تصنيعها إلى تصاميم وأعمال فنّية بديعة مستوحاة من خيال واسع لنشر الوعي حول مسائل البيئة، فمن الطبيعي أن تستهلك هذه السيّارات والأدوات والملابس الحديثة الكثير من المواد الخام والطاقة. ينبغي علينا أن نتعلّم ثقافة الاكتفاء، والاستعمال المتكرّر وإعادة التصنيع على التوالي، فالاكتفاء يعني أن نعيش بأقلّ قدر ممكن من الأشياء، وهو بالطبع الحلّ الأمثل لصداقة البيئة، وأنّه كلّما قلّ استهلاك الوقود والطاقة العضوية والمياه والمواد الكيماوية وتخفيض كمّية النفايات التي ننتجها، نصل إلى عالم أكثر إشراقة وبهجة، ولا يوفّر لنا ذلك إلا الفنّ".








أعمال فنّية، من المخلّفات، بأنامل باسم الساير





دلالات
المساهمون