"الخيار الصحيح"... مشاهدة حية لوقائع الحرب السورية

05 نوفمبر 2018
لا تترك الحرب للمدنيين إلا الخيارات السيئة (Getty)
+ الخط -
بتقنية "الواقع الافتراضي" يضع فيلم "الخيار الصحيح" (The right choice) المشاهدين في جو الحرب السورية، فيسمعون صوت إطلاق النار يقترب، ويُتْرَكُون أمام خياري الهرب أو الاختباء، في مسألة حياة أو موت.

هذا الفيلم إنتاج مشترك بين "اللجنة الدولية للصليب الأحمر" ومشروع "داي دريم إمباكت"، الذي أطلقته شركة "غوغل"، ووكالة "دونت بانيك"، لإنتاج المحتوى الإبداعي، وتم تصوير مشاهده في لبنان، ويستعين بتقنية محاكاة الواقع ليجعل المشاهد يدرك ماهية حرب المدن وتأثيراتها على حياة البشر على أرض الواقع، بطرح مثال من حياة عائلة سورية تعيش في ظروف الحرب، وتتعرض لهجوم، فيجد أفراد العائلة أنفسهم أمام خيارات عدة، لكنها في النهاية لا تفضي إلى نتيجة إيجابية، وهذا ما يطرحه الفيلم من فكرة أن الحرب لا تترك للمدنيين إلا خيارات سيئة، يضطرون لانتقاء أقلها سوءاً. 

الإنتاج المشترك لفيلم "الخيار الصحيح" تم تنفيذه عن طريق شركة "فيغولايز"، المتخصصة بإنتاج أفلام الواقع الافتراضي، بمساعدة شركة "ستوكد"، وهذا الفيلم يمثل باكورة استخدام هذه التقنية التفاعلية في القطاع الإنساني، إذ يشارك المشاهد من خلاله بشكل فاعل في تشكيل مسار الأحداث، بالنسبة للمدنيين، العالقين في منطقة تتعرض لأخطار الحرب، وذكرت "اللجنة الدولية للصليب الأحمر" أنها تهدف من خلال استطلاع ردود فعل المستخدمين إلى تحسين إدراك الجمهور لماهية حرب المدن، والوقوف على مدى تأثير الواقع الافتراضي في السلوكيات وكيفية المساعد في بناء جسور من التعاطف بين المتضررين من الحرب، ويمكن تنزيل الفيلم عبر منصة "داي دريم" التابعة لشركة "غوغل"، على الهواتف الذكية من متجر "غوغل بلاي ستور"، ومتجر "أي أو إس أبل ستور".



يقول مدير مشروع فيلم "الخيار الصحيح" في اللجنة الدولية للصليب الأحمر، كريستوفر نيكولاس، إن "الواقع الافتراضي ينقل المشاهدين من الأجواء المريحة في بيوتهم، ليعايشوا أجواء الرعب، بأسلوب يتسم بالقوة والعمق، والسؤال الذي يطرحه الفيلم هو ماذا ستفعل لو تعرضت لهجوم؟ لقد أردنا تقديم تجربة قصية ودرامية، ومقنعة وواقعية في الوقت ذاته، وكان هدفنا هو أن يعايش الأشخاص الذين ليست لديهم أي فكرة عن النزاعات في المدن أجواءَ هذه الفظائع على حقيقتها". وأما المسؤولة عن برنامج الواقع الافتراضي في شركة "غوغل"، سارا ستيل، فتشير إلى صعوبة توعية الناس بحقيقة بعض الحالات خاصة حين تكون بعيدة جغرافياً وثقافياً، وتقول: "نشعر بالامتنان إزاء اللجنة الدولية التي أبرمت هذه الشراكة معنا وسمحت لنا بتسخير الواقع الافتراضي لأجل مهمة إنسانية حيوية، والإسهام في منح الأشخاص المنسيين فرصة للتغيير".

وتشرح مديرة دائرة الإعلام وإدارة المعلومات باللجنة الدولية للصليب الأحمر، جينيفر هاوسمان، كيف ترمي الحروب بثقلها على المدنيين، وتقول "الحرب تعود لساحات المدن والمدنيون هم من يدفعون الثمن يوماً بعد يوم. وقد أظهر بحث صادم أجرته اللجنة الدولية عام 2017 أن النزاعات في المدن مسؤولة عن 70% من الوفيات بين المدنيين، في العراق وسورية، فالجماعات المسلحة تتخفّى في شوارع المدن، وليس في الأحراش، وتدور رحى حرب العصابات في الشوارع. ويمكن أن تكون الوسائل التكنولوجية الجديدة، بما فيها الواقع الافتراضي، أداة فعالة في مساعدة جمهور واسع على إدراك التكلفة البشرية الباهظة للحروب.

ويبرز بحث جديد أجرته "اللجنة الدولية" لمتابعة التقرير الذي تم نشره عام 2017، تحت عنوان "رأيت مدينتي تحتضر" الأثرَ الذي يخلفه القتال في مدن وبلدات سورية والعراق على المدنيين. وبحسب هذا البحث، فإن أرواح المدنيين التي أزهقت بسبب الحروب في المدن في أربع محافظات في سورية والعراق، خلال الفترة من مارس/ آذار 2017 حتى يوليو/ تموز 2018، تفوق عدد الأرواح التي أزهقت في صفوف المقاتلين في البلدين في مناطق أخرى بثمانية أضعاف.
المساهمون