War Dogs... تورط أميركا بتجارة الأسلحة

05 سبتمبر 2016
يكسب دايفد وإفرام صفقة كبيرة مع البنتاغون (يوتيوب)
+ الخط -
لا تزال فكرة "تجار الحروب" أحد العناصر البارزة التي تتمحور حولها العديد من الأفلام الناجحة. وفي هذا السياق بدأت دور العرض الأميركية في يوم 19 أغسطس/ آب الماضي في عرض الفيلم "كلاب الحرب" (war dogs) إخراج وسيناريو تود فيليبس. وتدور أحداثه حول شابين من تجار السلاح، هما إفرام ديفورلي (جونا هيل)، وديفيد باكوز (مايلز تيلر)، حيث يحققان الحلم الأميركي بالثراء السريع عن طريق الإتجار في أفضل سلعة أميركية، حيث يبيعان السلاح للحكومة الأميركية. الفيلم يستند إلى أحداثٍ واقعية مرتبطة بالمبادرة الأميركية التي تسمح للشركات الصغيرة بالدخول في مناقصات عقود عسكرية.

الراوي في الفيلم هو ديفيد، شاب عاقل يتحمل المسؤولية دائماً، جاد في العمل أيا كان ما يعمله. لكن ديفيد أيضا، وفي تناقض لتاريخه؛ فشل في دراسته واضطر للعمل مدلكا يتجاوب مع طلبات زبائنه واستغلالهم له في بعض الأحيان كي يجني المال ليعول صديقته التي تزف له خبر حملها.
أما إفرام فهو تاجر سلاح شاب تعلم على يد عمه، ولكن العم يحتال عليه، ويستولي على سبعين ألف دولار فيتركه إفرام ليعمل لحسابه، وقد صار متمرساً في هذا العمل الخطير. في البداية يدعي أمام صديقه أنه يتاجر بالأسلحة المصادرة من جانب الشرطة، ولكن لا يلبث أن يصارح صديقه بأنه يبيع السلاح للبنتاغون الأميركي، وأنه يبيع له كل أنواع السلاح. ثم يكشف الحقيقة المذهلة وهي أن للحكومة والجيش الأميركي حساباً إلكترونياً على موقع "الإي باي" يطرح فيه مناقصاته، ويعلن عن الأنواع والكميات التي يرغب بشرائها.

يتقبل ديفيد حديث صديقه عن العمل الذي يجني أرباحا ضخمة في وقت قصير وهما يتناولان المخدرات ويلهوان بمناظير للرؤية الليلية من بضائع إفرام المتعددة. المخدرات والكوكايين والأدرينالين واللهو الجامح في صالات لاس فيغاس، هو ما يلزم لصناعة تجارة ناجحة بعيدا عن تأنيب الضمير، إنها نفس ثيمة "ذئب وول ستريت"، وتقريبا نفس الدور الذي لعبه "جونا هيل" أيضا.

في فيلم "سيد الحرب" بطولة نيكولاس كيدج كان تاجر السلاح يهودياً وأسرته يهودية متدينة، وفي "كلاب الحرب" تاجر السلاح أيضا يهودي ويلتقي صديقه وشريكه المستقبلي في جنازة يهودية. ويفلسف إفرام الأمر لصديقه القديم ديفيد؛ بأنه لا يحب الحرب ولا يؤيد جورج بوش الابن ولكن الأمر كله متعلق بالمال، وأنه محض عمل.
رالف الشريك الصامت لإفرام، هو يهودي أيضا يمتلك مغاسلاً متعددة للملابس، ويقوم بتبييض الأموال الناتجة عن تجارة السلاح ودعم الشركة بالمال لقاء 25 بالمئة من حصيلة البيع، ولكنه على عكس الطرفين الآخرين، فهو يهودي متدين يقوم بالعمل حباً في إسرائيل ودعماً لحربها ضد أعدائها فهو "يقوم بعمل الرب بالقضاء على الأعداء".
يعمل ديفيد مع إفرام، ويجتهد في التعلم والبحث عن صفقات للسلاح، ويجد صفقة جيدة لبيع أسلحة إيطالية للجيش الأميركي في العراق، ولكن القوانين الإيطالية تحظر البيع للعراق؛ فيشحن الصديقان السلاح للأردن، وعن طريق بعض المهربين هناك يتمكنون من الإفراج عن شحنتهم التي كانت محتجزة بالأردن. يسافرون لبغداد برفقة مهرب شهير يدعى مارلبورو (شاون توب)، ويعبرون مثلث الموت بشحنتهم، وينقذهم الجيش الأميركي في آخر لحظة قبل الموت على يد جماعات من المسلحين بالعراق، وحينذاك يصيح مارلبورو "الله أكبر" عندما يرى الآليات الأميركية تهاجم المسلحين.

يصلون بالشحنة للموقع المراد، ويقابلهم الضابط المسؤول ويأمر بتسليمهم النقود، ونرى المسؤول الأميركي عن الأموال هناك يجلس أمام ما يزيد عن اثنا عشر مليار دولار، ويقول إنهم غنموها من أموال صدام حسين الذي يسمونه بالعراب (الأب الروحي The God father) تيمناً بفيلم زعيم المافيا الشهير. يأخذون الثلاثة ملايين الخاصة بهم ويطيرون بحراسة الجيش الأميركي ويعودون لحياة الرغد بالولايات المتحدة.
بعنوان "ليس فتاتا ولكنها الفطيرة كلها" يبدأون فصلاً جديداً في حياتهم وعملهم، صفقة من البنتاغون لتسليح الأفغان لحربهم ضد طالبان بقيمة أكثر من 300 مليون دولار ومعروضة للمزايدة على الإيباي أيضاً.

يفوزون بالصفقة ولكن يسقط في أيديهم الكم المهول المطلوب من الذخائر، مئة مليون طلقة كلاشينكوف. ولكن تنفرج الأزمة عندما يلتقون بمن يزودهم بكل ما يريدون. تجار السلاح يهود، ومن سيزودهم بالصفقة على القائمة الأميركية للإرهابيين المطلوبين ومصدر الذخائر والسلاح دولة مسلمة وهي ألبانيا.
يتلقون استقبالا رسميا من رئيس أكبر شركة تصدير سلاح في ألبانيا ويفتح لهم مغارة على بابا، مستودع سلاح من بين حوالي 700 مستودع آخر في ألبانيا معبأة بالسلاح السوفييتي الذي كان معداً تحسباً للحرب مع الغرب، ولكن بعد انهيار السوفيييت أصبح المستودع عبئا لابد من التخلص منه.

يكتشفون بعد فوات الأوان أن الذخائر صينية ولا يمكن شحنها للجيش الأميركي بسبب الحظر على السلاح الصيني، ولكن كأي تاجر حرب مخادع يقوم إفرام بابتكار فكرة إعادة التغليف للذخائر وتصديرها، ويربحون كثيراً من وراء ذلك.

يدخل الطمع من جانب إفرام الذي يطيح بشريكه في لحظة، ولكن تأتي الضربة من مقاول إعادة التغليف الذي يماطله إفرام في دفع مستحقاته التافهة بالنسبة للصفقة الكبيرة؛ فيقوم بالإبلاغ عنهم لوزارة الخارجية الأميركية التي تحيل الأمر للبنتاغون والسلطات ويقبض على الثلاثة إفرام وديفيد وأيضا رالف الشريك الصامت.

تأتي الأحكام هزيلة، والحظر على الشركة سينتهي خلال أعوام قليلة، ويخرج الجميع من الأمر بأقل الخسائر والكثير من الأرباح. ويعود التاجر الإرهابي (برادلي كوبر) المسجل على القائمة الأميركية للظهور مجدداً في أفخم الأماكن بالولايات المتحدة بلا وجل.





المساهمون