بعد الأوسكار ورغماً عن الأسد: العالم مع الخوذ البيضاء

27 فبراير 2017
يخشى الأسد كل من يشوش على دعايته الكاذبة (تويتر)
+ الخط -





لا يخشى نظام الأسد من معارضيه أكثر من خشيته ممن التزم منهم وما يزال، بالفعل الإنساني الأخلاقي، رغم مستنقع الانحطاط، الذي سعى الأسد على وسم الثورة السورية به، وإغراق سورية فيه، ولذلك تجده أول ما يقتص من السلميين والمثقفين ومن أي أحد قد يشوش على دعايته.

وسبق للأسد أن سعى بنفسه وخلال مقابلة مع مراسل "أسوشييتد برس" إلى تشويه سمعة فريق الدفاع المدني "الخوذ البيضاء"، المسؤول عن إنقاذ عشرات الآلاف من الأرواح البريئة، من خلال ربطه بتنظيمات متطرفة أو إرهابية، خشية أن يفوز بجائزة نوبل للسلام، التي رشح لها بقوة.

وفي السياق نفسه، استطاع نظام الأسد أن يمنع المتطوع والمصور خالد الخطيب من حضور حفل الأوسكار، بعد أن ألغى جواز سفره، لكنه لم يستطع منع  فيلم "The White Helmets"، "الخوذ البيضاء" من اقتناص جائزة أوسكار أفضل فيلم وثائقي قصير، في الحفل الذي أقيم مساء أمس الأحد، في لوس أنجليس بالولايات المتحدة الأميركية. 

وتغيّب عن حضور الحفل رئيس الخوذ البيضاء رائد صالح وخالد الخطيب، الذي وثق بكاميرته عمليات الإنقاذ، التي يقوم بها فريق الدفاع المدني السوري الملقب بـ"الخوذ البيضاء"، بعد القصف والغارات التي يشنها طيران النظام السوري وحلفاؤه، على السكان المدنيين. وغردت الصفحة الرئيسية للفريق في "تويتر"، معبرة عن امتنانها العميق للفوز، والذي يعني أن "العالم يقف مع الخوذ البيضاء".




وتلا مخرج الفيلم أورلاندو فون اينسيدل، كلمة قصيرة لرئيس "الخوذ البيضاء" رائد صالح. وجاء فيها: "نحن ممتنون لأن الفيلم ألقى الضوء على عملنا، لقد أنقذنا أكثر من 82 ألف مدني. أدعو جميع الذين يصغون إلي، إلى العمل من أجل الحياة، من أجل وقف نزيف الدم في سورية ومناطق أخرى من العالم".




وقال الخطيب، (المتواجد في إسطنبول) يوم السبت في تغريدة له على حسابه في "تويتر"، إنه حصل على فيزا لدخول الولايات المتحدة الأميركية، لكنه لا يفكر بالسفر لحضور الأوسكار، بسبب ضغط العمل داخل سورية، مؤكداً أن الأولوية هي مساعدة شعبه السوري".


 


لكن الخطيب عاد مجدداً وقال في تغريدة أخرى، إنه وبعد 3 أيام قضاها في المطار، لم يسمح له بالسفر رغم حصوله على تأشيرة الدخول، لأن جوازه لم يكن مقبولاً"، وجاء في البيان الذي نشره فريق الدفاع، حول المشاركة بالأوسكار، الأسبوع الماضي "أن رائد صالح سيتغيب عن الحفل لأن مهمته الآن تستدعي التركيز على عمليات الإنقاذ، لا سيما في ظل التصعيد الأخير، وأن نظام الأسد عمل على إلغاء جواز الخطيب حتى يتعثر دخوله الولايات المتحدة. لكن ترشح الفيلم يعني أن رسالتهم الإنسانية... وصلت".



ويتألف متطوعو الخوذ البيضاء من 3000 متطوع مدني، تمكنوا ورغم الظروف المأساوية التي يعملون فيها، من إنقاذ أكثر من 60 ألف إنسان، إضافة إلى انتشال الجثث من تحت الأنقاض، بينما يواجهون في الوقت نفسه الضربات الجوية المزدوجة التي تقوم بها الطائرات الحربية للمكان نفسه، وقد قتل منهم ما يقارب 150 شخصاً، منذ عام 2013.

وترشّح فريق "الخوذ البيضاء" لجائزة نوبل للسلام لعام 2016، وأيد ترشيحه يومها كثير من نجوم هوليوود، مثل جورج كلوني ودانيال داي لويس وغيرهما، إضافة إلى دعم صحف عالمية مثل "ذا إندبندنت" و"ذا غارديان" و"تايمز" البريطانية، غير أنه لم ينلها. لكن الفريق حصل على جائزة نوبل البديلة، واليوم على الأوسكار.

المساهمون