أن تلتزم منزلك من أجل ظرف صحي لا يحيط بك فقط، بل يهدد العالم بأسره، هو ظرف استثنائي يعيشه الكوكب وترتدّ انعكاساته على محيطنا العربي الذي يفتقر في أغلب الدول إلى شروط الرقابة الصحية، ما يعني، وانطلاقاً من واعز ضميري، التزام المنزل بشكل أكبر وصناعة حالة "بيتوتية" يعرفها الطب بأنها، في حالة الطوارئ، "حجر صحي"، ولكن مقابل الحجر في هذه الأيام، عاشت المنطقة حالة من البيتوتية الطوعية، كان سبَبها في بعض الأحيان أعمالٌ فنية لا تُنسى مع الزمن نستعرض أبرزها:
كاساندرا
فتاة غجرية تسلب الذهن من حسنها، ترمي الخناجر وتشارك في سيرك حتى تقع في الغرام وتكتشف أنها في الأصل ابنة عائلة ثرية. قصة فنزويلية تستمر لـ 150 حلقة تمكنت من إبقاء الجمهور العربي أمام شاشات التلفزيون بعد دبلجته من الإسبانية إلى العربية، غنت حينها الشارة باللغة العربية كترجمة للكلمات الأصلية الفنانة اللبنانية كارول صقر، لتزرع وعداً عن الحب الذي تمناه كل شاب وفتاة أن يتكرر في حياتهما، مثل كاساندرا ولويس ديفيد، حتى إن الدراما السورية قدمت حلقة ضمن مسلسل "الفصول الأربعة" عن بيتوتية المشاهدة خلال عرض "كاساندرا"، فالجميع يضبط إيقاع حياته على توقيت الحلقة، فضلاً عن تقمص تفاصيل الشخصيات من اللباس إلى طريقة الحديث وقصة الشعر.
عائلة الحاج متولي
تبحر الدراما في فعلها الحقيقي حين تستطيع استقطاب الجمهور بمختلف فئاته وشرائحه، وهذا ما تمكن منه مسلسل "عائلة الحاج متولي" للفنان الراحل نور الشريف، حيث قدم المسلسل جرعة درامية مكثفة عام 2001 في عرض شمل 12 قناة عربية ضمن موسم رمضان. تطرق المسلسل الذي كتب نصه مصطفى محرم إلى قضية تعدد الزوجات، مقدماً إياها بأسلوب لا يخلو من الطرافة والظل الخفيف للشخصيات، من دون إسفاف أو ملل، ومرّ عبر المسلسل ممثلات غدون من بوابة ظهورهن في العمل نجمات، كغادة عبد الرازق، ليصنع العمل حالة جماهيرية كبرى يترقبها الصغير والكبير، ولا سيما مع عرض الحلقتين الأخيرتين معاً في يوم واحد.
سوبر ستار: التجربة الأولى
كيف لبرنامج مواهب أن يجذب العالم العربي ويصنع حالة في الشارع؟ هكذا تمكن الموسم الأول من برنامج "سوبر ستار" من صناعة لحظة مفصلية في عمر برامج الغناء، كاسراً الجمود الأكاديمي لبرنامج "استديو الفن" وصانعاً لحالة عربية أقعدت الجمهور في المنزل لمشاهدة الحلقات المباشرة من البرنامج، ولا سيما النهائيات، بعدما كادت الحلقة الأخيرة أن تصنع خلافاً بين لبنان وسورية والأردن على من ينال اللقب. ورغم أن برامج أخرى حظيت في مواسمها الأولى بمتابعة عالية، لكن التفاصيل الزاخرة في سوبر ستار، من صوت الشارة، إلى اللون الأزرق في الخلفية، وتميز أعضاء لجنة التحكيم قدمت البرنامج كوجبة عشاء بيتوتية ينتظرها الجميع.
سنوات الضياع
تتقدم الدراما المدبلجة ثانية، لتدخل الدراما التركية غمار المنطقة العربية، وتستقر لأكثر من عقد على مختلف الشاشات، بين قناة تجد فيها شباكاً لتذاكر جمهور يتابع كل ما يقدم له، وقناة تملأ فيها فراغات بثها نظراً لطول هذه الأعمال وسعرها غير المرتفع. إلا أن مسلسل "سنوات الضياع" هو الأكثر جماهيرية في قائمة ما عُرض تلفزيونياً لليوم، ليس من باب عدد المشاهدين؛ فقد تفوقت أعمال أخرى وصلت إلى ملايين المشاهدات مثل "نور" و"وادي الذئاب" و"فاطمة" و"حريم السلطان"، وأخيراً "قيامة أرطغرل"، إلا أن الحالة البيتوتية التي صنعها مسلسل "سنوات الضياع" بقيت مثار للذكرى لدى كل من أدى صوتاً في العمل أو غنى أغنية على لحن الموسيقى التصويرية، ما دفع الجمهور إلى انتظار الحلقات بفارغ الصبر، رغم أن المسلسل لم يعرض في وقت الذروة، بل بمنتصف النهار، لكنه صنع حالة "بيتوتية" مبكرة غيرت حتى من مفهوم ساعة الذروة على القنوات الفضائية.
اقــرأ أيضاً
الدقيقة لو تعود
مع أن السوريين منقسمون بشكل كبير، ويظهر تناقضهم الصريح على منصات التواصل، إلا أن عملاً درامياً تمكن من أسرهم للمشاهدة عام 2019، بعدما ظنوا أن الكاتب سامر رضوان لن يتفوق في سحرهم أكثر من نهاية الجزء الثاني من مسلسله "الولادة من الخاصرة" الذي عرض فيه بداية شرارة التمرد على النظام في سورية. وبعدها بسبع سنوات، جاء الأسر مجدداً عبر "دقيقة صمت"، مع توافر المنصات الإلكترونية للعرض، وتغير تدفق مشاهدة الجمهور للقنوات التلفزيونية بمفهومها التقليدي، لكن سامر استطاع عبر نصه المحكم صناعة حالة "بيتوتية" سلبت ذهن الجمهور ثلاثين يوماً في حكاية استفزت المشاعر ونفّست عن قلوب المشاهدين حين شاهدوا خوفهم ورعبهم وقلقهم وأملهم في حكاية تلفزيونية واحدة.
كاساندرا
فتاة غجرية تسلب الذهن من حسنها، ترمي الخناجر وتشارك في سيرك حتى تقع في الغرام وتكتشف أنها في الأصل ابنة عائلة ثرية. قصة فنزويلية تستمر لـ 150 حلقة تمكنت من إبقاء الجمهور العربي أمام شاشات التلفزيون بعد دبلجته من الإسبانية إلى العربية، غنت حينها الشارة باللغة العربية كترجمة للكلمات الأصلية الفنانة اللبنانية كارول صقر، لتزرع وعداً عن الحب الذي تمناه كل شاب وفتاة أن يتكرر في حياتهما، مثل كاساندرا ولويس ديفيد، حتى إن الدراما السورية قدمت حلقة ضمن مسلسل "الفصول الأربعة" عن بيتوتية المشاهدة خلال عرض "كاساندرا"، فالجميع يضبط إيقاع حياته على توقيت الحلقة، فضلاً عن تقمص تفاصيل الشخصيات من اللباس إلى طريقة الحديث وقصة الشعر.
عائلة الحاج متولي
تبحر الدراما في فعلها الحقيقي حين تستطيع استقطاب الجمهور بمختلف فئاته وشرائحه، وهذا ما تمكن منه مسلسل "عائلة الحاج متولي" للفنان الراحل نور الشريف، حيث قدم المسلسل جرعة درامية مكثفة عام 2001 في عرض شمل 12 قناة عربية ضمن موسم رمضان. تطرق المسلسل الذي كتب نصه مصطفى محرم إلى قضية تعدد الزوجات، مقدماً إياها بأسلوب لا يخلو من الطرافة والظل الخفيف للشخصيات، من دون إسفاف أو ملل، ومرّ عبر المسلسل ممثلات غدون من بوابة ظهورهن في العمل نجمات، كغادة عبد الرازق، ليصنع العمل حالة جماهيرية كبرى يترقبها الصغير والكبير، ولا سيما مع عرض الحلقتين الأخيرتين معاً في يوم واحد.
سوبر ستار: التجربة الأولى
كيف لبرنامج مواهب أن يجذب العالم العربي ويصنع حالة في الشارع؟ هكذا تمكن الموسم الأول من برنامج "سوبر ستار" من صناعة لحظة مفصلية في عمر برامج الغناء، كاسراً الجمود الأكاديمي لبرنامج "استديو الفن" وصانعاً لحالة عربية أقعدت الجمهور في المنزل لمشاهدة الحلقات المباشرة من البرنامج، ولا سيما النهائيات، بعدما كادت الحلقة الأخيرة أن تصنع خلافاً بين لبنان وسورية والأردن على من ينال اللقب. ورغم أن برامج أخرى حظيت في مواسمها الأولى بمتابعة عالية، لكن التفاصيل الزاخرة في سوبر ستار، من صوت الشارة، إلى اللون الأزرق في الخلفية، وتميز أعضاء لجنة التحكيم قدمت البرنامج كوجبة عشاء بيتوتية ينتظرها الجميع.
سنوات الضياع
تتقدم الدراما المدبلجة ثانية، لتدخل الدراما التركية غمار المنطقة العربية، وتستقر لأكثر من عقد على مختلف الشاشات، بين قناة تجد فيها شباكاً لتذاكر جمهور يتابع كل ما يقدم له، وقناة تملأ فيها فراغات بثها نظراً لطول هذه الأعمال وسعرها غير المرتفع. إلا أن مسلسل "سنوات الضياع" هو الأكثر جماهيرية في قائمة ما عُرض تلفزيونياً لليوم، ليس من باب عدد المشاهدين؛ فقد تفوقت أعمال أخرى وصلت إلى ملايين المشاهدات مثل "نور" و"وادي الذئاب" و"فاطمة" و"حريم السلطان"، وأخيراً "قيامة أرطغرل"، إلا أن الحالة البيتوتية التي صنعها مسلسل "سنوات الضياع" بقيت مثار للذكرى لدى كل من أدى صوتاً في العمل أو غنى أغنية على لحن الموسيقى التصويرية، ما دفع الجمهور إلى انتظار الحلقات بفارغ الصبر، رغم أن المسلسل لم يعرض في وقت الذروة، بل بمنتصف النهار، لكنه صنع حالة "بيتوتية" مبكرة غيرت حتى من مفهوم ساعة الذروة على القنوات الفضائية.
الدقيقة لو تعود
مع أن السوريين منقسمون بشكل كبير، ويظهر تناقضهم الصريح على منصات التواصل، إلا أن عملاً درامياً تمكن من أسرهم للمشاهدة عام 2019، بعدما ظنوا أن الكاتب سامر رضوان لن يتفوق في سحرهم أكثر من نهاية الجزء الثاني من مسلسله "الولادة من الخاصرة" الذي عرض فيه بداية شرارة التمرد على النظام في سورية. وبعدها بسبع سنوات، جاء الأسر مجدداً عبر "دقيقة صمت"، مع توافر المنصات الإلكترونية للعرض، وتغير تدفق مشاهدة الجمهور للقنوات التلفزيونية بمفهومها التقليدي، لكن سامر استطاع عبر نصه المحكم صناعة حالة "بيتوتية" سلبت ذهن الجمهور ثلاثين يوماً في حكاية استفزت المشاعر ونفّست عن قلوب المشاهدين حين شاهدوا خوفهم ورعبهم وقلقهم وأملهم في حكاية تلفزيونية واحدة.