لم يعد الفنان بحاجة للظهور الدائم على شاشة التلفاز ليضمن بقاءه في الضوء ضمن الساحة الفنية. فمع التقدُّم التقني، أصبح من السهل متابعة الفنان بشكل دائم، ومعرفة أخباره وجميع تفاصيل حياته اليومية من خلال مواقع التواصل الاجتماعي. فاليوم، من النادر العثور على فنان لا يملك حساباً شخصياً على أحد مواقع التواصل الاجتماعي.
ترافق التطور التقني بظهور مشاكل جديدة من نوعها تتعلق بالفنانين. فالفنان الذي يستعمل تلك التطبيقات بشكل عفوي وغير مدروس، أصبح يظهر بصورة مختلفة عن الصورة التي كان يقدمها لنفسه خلال المقابلات التلفزيونية، والتي كان يعدّ لها مسبقاً. فعند البعض، شكل الظهور العفوي نقاطا إيجابية، ساهمت بزيادة عدد متابعيه. والبعض الآخر صدّروا بعض الصور السيئة عن شخصيتهم، كالفنانة المصرية، غادة عبد الرازق، التي بثت لنفسها فيديو مباشرا عن طريق حسابها الشخصي على "الإنستغرام" للتواصل مع جمهورها خلال إجازتها في جزر المالديف، إلا أن توقيت البث الذي اختارته عبد الرازق لم يكن مناسباً، فكانت مُنهكة على وشك النوم، وترتدي ثياب النوم مستلقيةً على سريرها. ورغم عدم احتواء الفيديو لأي شيء مُخلٍّ بالأدب، إلا أن متابعيها يومها، والذين تجاوز عددهم تسعة آلاف متابع للبث المباشر، كونوا صورة سيئة عنها، لتصحى عبد الرازق في اليوم التالي على فضيحة لها على مواقع التواصل.
ويعاني الفنانون، أيضاً، من التهكير الدائم لصفحاتهم الرسميّة على مواقع التواصل الاجتماعي، وبثّ صور وآراء لا تمتُّ لهم بصلة، إضافة إلى تزوير صفحات بأسمائهم وانتحال شخصيتهم والتحدُّث بلسانهم. إذْ حملت العديد من الصفحات على
مواقع التواصل الاجتماعي اسم الفنان المصري، أحمد مكي، قبل حتى أن يفكر هو شخصياً بإنشاء صفحة خاصة به. ولكي يوضح لجمهوره أنَّ ليس له أي صلة بتلك الصفحات، أنتج مكي أغنية بعنوان "أنا مليش أكونت على الفيسبوك".
وتمثل صفحات المشاهير على وسائل التواصل نوعاً جديداً من الإعلان لهؤلاء المشاهير، وبسبب وجود عدد كبير من متابعيهم على تلك الصفحات، استغلَّ بعض الفنانين هذه الصفحات بشكل تجاري بحت، مما سبب بخسارة بعض متابعيهم للشعور باستغلالهم من قبل نجومهم. إذْ يظهَرُ الفنان أحياناً في بث مباشر، ويقوم بالإعلان عن بعض المنتجات الغذائية أو الفنادق أو مستحضرات التجميل، كما تفعل الفنانة اللبنانية، نينا عبد الملك، إذْ تقوم في معظم فيديوهاتها بالإعلان عن مستحضرات تجميلية خاصة بـ"موبينيل"، وتدعي بأنها سر جمال إطلالتها، وهي فعلياً تقوم بإعلان مدفوع الأجر لتلك الشركة.
وتحاشياً لوقوع الفنانين بالمشاكل، وكي لا تتشوه صورتهم، تعاقد العديد من الفنانين مع شركات متخصصة في التسويق الإلكتروني، لكي يديروا صفحاتهم الشخصية. ومهمة هذه الشركات، وضع منشورات تفاعلية، لتظهر الفنانين بصورة مدروسة ومتقنة، ويقومون بنفي الإشاعات، وحذف التعليقات المسيئة. وقد ظهرت ملكة جمال لبنان السابقة، نادين ويلسون نجيم، في فيديو ترويجي ضمن برنامج "وشوشة شات"، تشجع فيه النجوم على ضرورة الاستعانة بشركة لتنظيم صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، فبعض النجوم يفضلون الاستعانة بشركة مختصة لإدارة "السوشيال ميديا" كالفنانة المصرية، شيرين عبد الوهاب، والتي تقوم شركة "نجوم ريكوردز" بإدارة صفحتها الرسمية على فيسبوك، والبعض يفضل أن يقوم بتوظيف آدمن إضافي يدير صفحاتهم، كالفنانة المصرية، أنغام، التي قررت أنْ يدير صفحتها الشخصية على فيسبوك أدمن، قامت بتعيينه، لينشر لها ما تود هي نشره، وينقل لها تفاعل الجمهور معها.
وأما الفنانة التونسية، درة، فلديها صفحة وحساب على فيسبوك يقوم بإدارتها أدمن، وحساب خاص تقوم هي بالنشر فيه، وهو خاص بها كم صرحت ببرنامج "وشوشة شات"، وحسابها الخاص يضم أصدقاءها وأفراد عائلتها فقط. والبعض يفضل أن يبقى على تواصل مباشر مع جمهورهم، دون الاستعانة بأحد، كالفنانة الإماراتية، أحلام، التي تدير كافة حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل يومي وحدها.