الدراما اللبنانية..الواقع بلمسة سورية

11 مايو 2018
عجلة الدراما اللبنانية بين المحلي والاستعانة بخبرات السوريين (lbci)
+ الخط -
لا تزال النهضة اللبنانية الدرامية، تعوّل على عناصر جديدة للخروج من الشرنقة، ورغم محاولات المنتجين في لبنان، ومدّ اليد لتصحيح مسار هذه الصناعة، إلا أن الواقع يبدد من طموح النقاد والمتابعين لبعض المسلسلات اللبنانية.
يتصارع الإنتاج اللبناني اليوم ضمن السوق المحلية، في حين يحاول بعض المنتجين اللبنانيين الاستعانة بالشقيق السوري لكسب تجربة غنية أكثر، ويسكن عدد من المخرجين والكتاب السوريين في بيروت رغبة في بث روح تغيير جديدة على ما بات يُعرف بالدراما المُشتركة.
فها هو المخرج السوري رامي حنا ينتهي من تصوير مسلسل "تانغو"، في بيروت، خلال أيام قليلة. العمل المقتبس، من بطولة باسل خياط وباسم مغنية ودانيللا رحمة، ودانا مارديني. كتب السيناريو إياد أبو الشامات، وأنتج المسلسل شركة إيغل فيلم. الشركة، بحسب ما صرح جمال سنان لـ "العربي الجديد"، اختارت النص، وأعجبت به، وقررت إنتاجه: "لدينا إنتاجات كثيرة هذه السنة في لبنان، مثل "جوليا" و"تانغو"، وجرى التعاون فيهما مع كتّاب ومخرجين وممثلين من سورية". ويؤكد أن النص الجميل لا ينتمي لأشخاص ولا لجنسية محددة. هناك تعاون بين مجموعة من المحترفين لإخراج هذا النص بالشكل والمضمون والصورة اللائقة إلى الناس، ونحن اخترنا هذه السنة مسلسلين للعرض ضمن الموسم الرمضاني.
يستعين المنتج نفسه بالكاتب مازن طه والممثل قيس الشيخ نجيب، في مسلسل آخر، يحمل اسم "جوليا" بطولة ماغي بوغصن ومجموعة من الممثلين اللبنانيين. القصة، بحسب ما صرحت به الممثلة ماغي بوغصن لـ "العربي الجديد"، عمرها ثلاث سنوات عرضها الكاتب على شركة الإنتاج، من قبل، لكن تُركت جانباً، وجرى التعاون السنة الماضية بين مازن طه وإيغل فيلم في مسلسل "حبة كاراميل" الذي دخل السباق الرمضاني، من بطولة ماغي بو غصن وظافر عابدين، حتى قررت الشركة هذا الموسم إنتاج مسلسل "جوليا" من إخراج إيلي معلوف. تتمحور القصة حول جوليا، الفتاة الحالمة بأن تُصبح نجمة تمثيل، لتبدأ مغامرة درامية لا تخلو من الخفة والفكاهة بحسب ما يؤكد الكاتب مازن طه، ما يسبب لجوليا مشكلة نفسية فتقصد طبيباً (قيس الشيخ نجيب) وتبدأ مغامرة من نوع آخر، إذ يُعجب الطبيب بمريضته، علماً أنه متزوج ويعاني هو الآخر من الروتين مع زوجته (ليليا الأطرش).


كل الحب كل الغرام
تخطى مسلسل "كل الحب كل الغرام" الذي عُرض على شاشة lbci اللبنانية نسبة المتابعة التقليدية، وبحسب رئيس مجلس إدارة lbci الشيخ بيار الضاهر، في حديثه إلى "العربي الجديد"؛ حقق المسلسل نسبة 30% من ناحية المتابعة، والمعروف أن معدل البرامج والتلفزيونية في لبنان لا يتعدى 15% من المتابعة. وتعتبر نسبة ممتازة بالنسبة للمحطات، وهذا ما دفعنا بحسب الضاهر إلى مواصلة تصوير العمل وعرضه على الشاشة الصغيرة حتى ضمن موسم رمضان. ويؤكد الضاهر أن الدراما اللبنانية بدأت في السنوات السبع الأخيرة، تتجه إلى العالمية، بعد أن أصبح عالم الميديا والستالايت مكشوفاً أو متوفراً للجميع، وهذا بالطبع يعتبر جيداً بالنسبة لصناعة الدراما اللبنانية، وتصديرها في وقت قريب إلى الخارج.
كما تعرض lbci حلقات جديدة من مسلسل "الحب الحقيقي" المقتبس عن رواية مكسيكية. يروي العمل قصة عائلة شارفت على الإفلاس تستعين بزواج ابنتها من رجل ميسور، وتترك الشاب الوحيد الذي أحبته في حياتها، لتبدأ رحلة أخرى يتنافس فيها الحبيب الأول والزوج.
رغم ضعف الإخراج وأداء الممثلين في الأجزاء الأولى من "كل الحب كل الغرام" و"الحب الحقيقي"، إلاّ أن نظرة صاحب المحطة تبدو متفائلة، لجهة الأعمال اللبنانية، ليظهر لاحقاً مدى صوابية المنتج أو المشاهد بعد عرض المسلسلات ضمن بازار رمضان المقبل.
ثلاثة مسلسلات جديدة تقدمها MTV اللبنانية للعرض الرمضاني، لكن الصورة لا تبتعد كثيراً عن خيارات زميلتها محطة LBCI؛ فالإنتاج السوري اللبناني المشترك يسيطر على مسلسل "طريق" بطولة نادين نسيب نجيم وإخراج رشا شربتجي، ويقوم ببطولته عابد فهد. يحكي العمل قصة محامية فقيرة تتعرف على رجل يريد الزواج بها، ويساعدها ماليًا لتكمل تحصيلها العلمي، لكنها تنقلب عليه. المسلسل مقتبس عن فيلم "الشريدة" لنجلاء فتحي ومحمود ياسين (1980).
وتعرض MTV اللبنانية، أيضاً، الجزء الثاني من مسلسل "الهيبة"، إذ يغدو تيم حسن وحيداً كبطل (نجم) في المسلسل نفسه بعد عام من عرض الجزء الأول، الذي كتبه هوزان عكو وأخرجه سامر برقاوي. الواضح أن القصة اختلفت في الطرح والمضمون، عكو سلم الكتابة للجزء الثاني للكاتب باسم السلكا، الذي طور أحداث المسلسل وجعلها تدخل في إطار تاريخي؛ أي ما قبل لقاء "شيخ الجبل" و"عليا" السنة الماضية. من المبكر الحكم على المسلسل قبل عرضه ولو أن محطة MTV تحاول تسويقه واللعب على وتر الإعجاب بالممثل السوري تيم حسن، وما يتمتع به من شعبية في لبنان.

كارين رزق الله تقدم مسلسل "ومشيت" لهذا الموسم، على الشاشة نفسها (MTV) رغم النقد الذي تعرضت له في "لآخر نفس" السنة الماضية ضمن موسم رمضان للدراما. أصرت رزق الله على تقديم وجبة درامية خفيفة لمتابعيها في لبنان، فالقصة من واقع المجتمع اللبناني لعائلة عاشت خارج لبنان وتعود إليه في إطار درامي تقول كارين رزق الله إنه لا يبتعد عن الخط السياسي هذه السنة بشكل يبدو واضحاً.
دلالات
المساهمون