بشكل مفاجئ، لم تتجاوز إيرادات أفلام صيف 2019 حاجز الأربعة مليارات دولار، ليصبح ثاني أقل موسم صيفي من ناحية الإيرادات خلال الـ 12 عاماً الأخيرة، ودون حتى حساب معدلات التضخم.
ورغم أن نهاية الربيع كانت مبشرة للغاية بالنجاح الساحق لـ Avengers: Endgame (صار لاحقاً أعلى الأفلام إيراداً في تاريخ السينما)، إلا أن إحباط الجمهور من المستوى الفني للأفلام فرض نفسه مع بداية الصيف، وأثر بشكل مباشر على العائدات المنفردة والكلية لها.
هناك ملحوظة صارت مكررة في كل صيف، مفادها أنّ تسعة من الأفلام العشرة الأكثر جلباً للإيرادات في شباك التذاكر هي إما جزء من عالم سينمائي ( كـSpider-Man: Far From Home في عالم مارڤيل وأبطالها الخارقين) أو أجزاء تالية (كـ Toy Story 4 أو John Wick 3 أو Pets 2)، أو إعادة إنتاج لفيلم قديم ناجح؛ سواء من رسوم متحركة إلى "لايف أكشن" (Lion King وAladdin) أو مجرد فيلم مُعاصر يقدم فكرة قديمة بإمكانيات تكنولوجية أعلى (مثل Pokemon وGodzilla). مع وجود فيلم واحد أصلي فقط في المركز التاسع وهو Once Upon a Time in Hollywood الذي يعتمد فقط على اسم مخرجه كوينتن تارنتينو، وبطليه ليوناردو دي كابريو وبراد بيت.
من الصعب بالتالي القول إن عصر الأجزاء الثانية وإعادة إنتاج الأفكار في طريقه للتراجع، ولكن الشيء الجدير بالاعتبار أن عائدات بعض تلك الأفلام شهدت تراجعاً مخيفاً قياساً بأجزائها السابقة، مثل Hobbs & Shaw أحد أجزاء سلسلة Fast & Furious الذي جلب 165 مليوناً فقط؛ أي أقل من نصف إيرادات الجزء السابع في (2017) وأقل بكثير من الثامن في (2018). كذلك The Secret Life of Pets 2 الذي جلب 158 مليون دولار، وهو رقم لا يقارن أبداً بجزئه الأول (الأصلي) في 2016 الذي جلب 368 مليوناً حينها. وأيضاً Godzilla: King of the Monsters الذي جلب 110 ملايين، في حين أن إعادة إنتاج السلسلة في 2014 حققت 200 مليون دولار.
ما قد يعنيه ذلك أن الجمهور يذهب إلى السينما ويشاهد بعض تلك الأفلام، ليس لرغبة في مزيد من تلك السلاسل، ولكن لأن هذا هو المتاح أمامه.
الملاحظة الثانية أن الأفلام الأربعة الأولى في إيرادات الصيف تنتمي كلها لشركة واحدة هي "ديزني"؛ إذ كانت على الترتيب The Lion King (530 مليون دولار) Toy Story 4 (431) Spider-Man (388) وAladdin (354). وهي إما أفلام دخلت "ديزني" شريكة في إنتاجها مع كيان سينمائي آخر (بيكسار في "حكاية لعبة" ومارڤيل وسوني مع "الرجل العنكبوت)، أو بالطبع أفلامها الكلاسيكية في نسخ بالمؤثرات البصرية والممثلين الحقيقيين.
المؤشر المزعج هنا أن ديزني تستمر في سياسة الاحتكار والسيطرة على كيانات أخرى، وفي نفس الوقت تزداد في اللامخاطرة والاعتماد على إعادة إنتاج المضمون، ليس فقط الأجزاء أو الـ Remake، ولكن طريقة سرد وبناء السيناريوهات والأبطال، ليصبح كل فيلم هو نسخة من آخر، واللعب على وتر الاعتياد والحنين عند الجمهور، ما يقلل من مستوى السينما الهوليوودية عموماً، وسيؤثر عليها تجارياً مع الوقت.
يمكن مقارنة مسار شركة "بيكسار" الرسومية قبل وبعد استحواذ ديزني عليها؛ حيث ازدادت أفلام الأجزاء المستثمرة للنجاح (7 أفلام منذ 2010) في مقابل أربعة أفلام فقط أصلية! بينما في سنوات الشركة المنفردة الأولى كانت المعادلة هي عشرة أفلام أصلية بأفكار جديدة في مقابل فيلم جزء ثاني واحد فقط!
إلى جانب كل هذا؛ فأحد أسباب الإحباط الفني وانخفاض الإيرادات التجاري في صيف 2019 هو أن بعض الأفلام الكبرى كانت كارثية؛ لم تعجب النقاد، وابتعد عنها الجمهور، لتكون الأقل حصداً للإيرادات في تاريخ سلاسلها السينمائية.
بداية من Dark Phoenix، آخر أفلام X-Men مع شركة "فوكس" قبل أن تنتقل حقوقهم الفكرية لـ"ديزني" أيضاً! وينضموا لعالم مارڤيل. وكان الفيلم كارثيا بكل المقاييس محققاً 65 مليون دولار فقط في شباك التذاكر (قياساً بـ 200 مليون ميزانية)، ليصبح صاحب أقل عائدات في تاريخ السلسلة التي بدأت عام 2000، بل وبفارق يزيد عن الضعف عما يليه.
كذلك فيلم Men in Black International الذي أرادت به شركة "سوني" استغلال نجاح الثلاثية القديمة، ولكن الاستغناء عن تومي لي جونز وويل سميث كانت نتيجته 80 مليون دولار فقط في شباك التذاكر، قياساً بـ 180 مليون للجزء الثالث في 2012.
نفس الأمر يمكن قوله عن أفلام مثل Annablele Comes Home أو Angel has Fallen أو Child's Play وغيرها، حيث جاءت عائدتها أقل كثيراً من المتوقع، متراوحة بين 30 و60 مليوناً.
اقــرأ أيضاً
ورغم أن نهاية الربيع كانت مبشرة للغاية بالنجاح الساحق لـ Avengers: Endgame (صار لاحقاً أعلى الأفلام إيراداً في تاريخ السينما)، إلا أن إحباط الجمهور من المستوى الفني للأفلام فرض نفسه مع بداية الصيف، وأثر بشكل مباشر على العائدات المنفردة والكلية لها.
هناك ملحوظة صارت مكررة في كل صيف، مفادها أنّ تسعة من الأفلام العشرة الأكثر جلباً للإيرادات في شباك التذاكر هي إما جزء من عالم سينمائي ( كـSpider-Man: Far From Home في عالم مارڤيل وأبطالها الخارقين) أو أجزاء تالية (كـ Toy Story 4 أو John Wick 3 أو Pets 2)، أو إعادة إنتاج لفيلم قديم ناجح؛ سواء من رسوم متحركة إلى "لايف أكشن" (Lion King وAladdin) أو مجرد فيلم مُعاصر يقدم فكرة قديمة بإمكانيات تكنولوجية أعلى (مثل Pokemon وGodzilla). مع وجود فيلم واحد أصلي فقط في المركز التاسع وهو Once Upon a Time in Hollywood الذي يعتمد فقط على اسم مخرجه كوينتن تارنتينو، وبطليه ليوناردو دي كابريو وبراد بيت.
من الصعب بالتالي القول إن عصر الأجزاء الثانية وإعادة إنتاج الأفكار في طريقه للتراجع، ولكن الشيء الجدير بالاعتبار أن عائدات بعض تلك الأفلام شهدت تراجعاً مخيفاً قياساً بأجزائها السابقة، مثل Hobbs & Shaw أحد أجزاء سلسلة Fast & Furious الذي جلب 165 مليوناً فقط؛ أي أقل من نصف إيرادات الجزء السابع في (2017) وأقل بكثير من الثامن في (2018). كذلك The Secret Life of Pets 2 الذي جلب 158 مليون دولار، وهو رقم لا يقارن أبداً بجزئه الأول (الأصلي) في 2016 الذي جلب 368 مليوناً حينها. وأيضاً Godzilla: King of the Monsters الذي جلب 110 ملايين، في حين أن إعادة إنتاج السلسلة في 2014 حققت 200 مليون دولار.
ما قد يعنيه ذلك أن الجمهور يذهب إلى السينما ويشاهد بعض تلك الأفلام، ليس لرغبة في مزيد من تلك السلاسل، ولكن لأن هذا هو المتاح أمامه.
الملاحظة الثانية أن الأفلام الأربعة الأولى في إيرادات الصيف تنتمي كلها لشركة واحدة هي "ديزني"؛ إذ كانت على الترتيب The Lion King (530 مليون دولار) Toy Story 4 (431) Spider-Man (388) وAladdin (354). وهي إما أفلام دخلت "ديزني" شريكة في إنتاجها مع كيان سينمائي آخر (بيكسار في "حكاية لعبة" ومارڤيل وسوني مع "الرجل العنكبوت)، أو بالطبع أفلامها الكلاسيكية في نسخ بالمؤثرات البصرية والممثلين الحقيقيين.
المؤشر المزعج هنا أن ديزني تستمر في سياسة الاحتكار والسيطرة على كيانات أخرى، وفي نفس الوقت تزداد في اللامخاطرة والاعتماد على إعادة إنتاج المضمون، ليس فقط الأجزاء أو الـ Remake، ولكن طريقة سرد وبناء السيناريوهات والأبطال، ليصبح كل فيلم هو نسخة من آخر، واللعب على وتر الاعتياد والحنين عند الجمهور، ما يقلل من مستوى السينما الهوليوودية عموماً، وسيؤثر عليها تجارياً مع الوقت.
يمكن مقارنة مسار شركة "بيكسار" الرسومية قبل وبعد استحواذ ديزني عليها؛ حيث ازدادت أفلام الأجزاء المستثمرة للنجاح (7 أفلام منذ 2010) في مقابل أربعة أفلام فقط أصلية! بينما في سنوات الشركة المنفردة الأولى كانت المعادلة هي عشرة أفلام أصلية بأفكار جديدة في مقابل فيلم جزء ثاني واحد فقط!
إلى جانب كل هذا؛ فأحد أسباب الإحباط الفني وانخفاض الإيرادات التجاري في صيف 2019 هو أن بعض الأفلام الكبرى كانت كارثية؛ لم تعجب النقاد، وابتعد عنها الجمهور، لتكون الأقل حصداً للإيرادات في تاريخ سلاسلها السينمائية.
بداية من Dark Phoenix، آخر أفلام X-Men مع شركة "فوكس" قبل أن تنتقل حقوقهم الفكرية لـ"ديزني" أيضاً! وينضموا لعالم مارڤيل. وكان الفيلم كارثيا بكل المقاييس محققاً 65 مليون دولار فقط في شباك التذاكر (قياساً بـ 200 مليون ميزانية)، ليصبح صاحب أقل عائدات في تاريخ السلسلة التي بدأت عام 2000، بل وبفارق يزيد عن الضعف عما يليه.
كذلك فيلم Men in Black International الذي أرادت به شركة "سوني" استغلال نجاح الثلاثية القديمة، ولكن الاستغناء عن تومي لي جونز وويل سميث كانت نتيجته 80 مليون دولار فقط في شباك التذاكر، قياساً بـ 180 مليون للجزء الثالث في 2012.
نفس الأمر يمكن قوله عن أفلام مثل Annablele Comes Home أو Angel has Fallen أو Child's Play وغيرها، حيث جاءت عائدتها أقل كثيراً من المتوقع، متراوحة بين 30 و60 مليوناً.
لتكون المحصلة النهائية أنه صيف محبط للغاية؛ خسائر كثيرة لبعض الشركات، تراجع في المبيعات والمستوى العام، ودون فيلم واحد يمكن تصوره كعمل كلاسيكي بعد بضع سنوات.
هل سيستمر التراجع في السنين المقبلة مع المزيد من السلاسل والأجزاء الثانية وفوضى الـ Remakes؟ أم تعيد هوليوود -وشركاتها الإنتاجية- تجديد دمائها بشكل يثري الصناعة وشباك التذاكر أيضاً؟